الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: ما جاء في الحشر
433 -
أملاه علي أبي: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق
(1)
، قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث، عن عبد الله
(2)
قال في هذه الآية: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]، قال: أرض كالفضة بيضاء نقية لم يسفك عليها دم، ولم يعمل فيها خطيئة، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، حفاة عراة قيامًا -نحسب- كما خلقوا، حتى يلجمهم العرق، شك شعبة في:"قيام" وحده. قال شعبة: ثم سمعته يقول: سمعت عمرو بن ميمون، ولم يذكر عبد الله، ثم عاودته فقال: حدثنا هبيرة
(3)
عن عبد الله
(4)
.
(1)
عمرو بن عبد الله السبيعي. التقريب (ص 360).
(2)
ابن مسعود رضي الله عنه.
(3)
هبيرة بن يريم، على وزن عظيم، الشِّبَامي، ويقال: الخارفي، أبو الحارث الكوفي، لا بأس به، وقد عيب بالتشيع. التقريب (ص 501).
(4)
مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (2/ 433 - رقم 1110)،
وأخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (3/ 138 - رقم 4603). وابن جرير الطبري في تفسيره (13/ 729 - 730) عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر به، وأبو الشيخ في العظمة (3/ 1100) من طريق أبي إسحاق به، والطبراني في المعجم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
الكبير (10/ 161) من طريق أبي إسحاق به، والحاكم في المستدرك (4/ 614) من طريق شعبة به وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال السيوطي في الدر المنثور (5/ 57):((وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد ابن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله: يوم تبدل الأرض غير الأرض قال: تبدل الأرض أرضا بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة. قال البيهقي: الموقوف أصح)).
التعليق: الحشر: هو جمع الله الخلائق يوم القيامة لمجازاتهم ومحاسبتهم. النهاية لابن الأثير (1/ 389).
وقد جاء إثبات الحشر في الكتاب والسنة.
فمن الكتاب قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)} [الحجر: 25].
وقوله تعالى: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)} [الكهف: 47]. وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)} [الواقعة: 49 - 50].
ومن السنة المطهرة: قوله صلى الله عليه وسلم "يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد" أخرجه البخاري (6521)، ومسلم (2790).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنكم محشورون حفاة عراة غرلا، ئم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)} "[الأنبياء: 104]. أخرجه =
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= البخاري (3349).
والناس يساقون إلى أرض المحشر وهي الشام، لقوله صلى الله عليه وسلم:"الشام أرض المحشر والمنشر".
أخرجه أحمد في المسند (6/ 257). وهو حديث صحيح. انظر تخريج أحاديث فضائل الشام للألباني (ص 14).
والجمع بين هذا الحديث والحديث الذي مرَّ قبل قليل: "أن الناس يحشرون على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد". هو: أنهم عندما يخرجون من قبورهم، يساق جميع الناس إلى الشام، فإذا اجتمعوا فيها جيء بهم إلى أرض الموقف التي جاء وصفها في الحديث الثاني. وقيل: أنهم عندما يساقون إلى الشام يكون هذا في الدنيا قبل يوم القيامة لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير. ويَحشر بقيتهم النارُ تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسَوا". رواه البخاري (6522). وهذا في الدنيا، لأنه لا يوجد يوم القيامة مبيت ولا نوم. انظر التذكرة للقرطبي (1/ 310)، وفتح الباري لابن حجر (11/ 461 - 464).
أما أصناف حشر الناس: فمنهم من يحشر على وجوههم. كما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلا قال يا نبي الله كيف يُحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يُمشيه على =