الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضل طالب العلم
قال الله تعالى: (يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة: 11]
وقال تعالى: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)(1).
وقال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(2).
وعَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» (3).
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سلكَ الله لَهُ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاً لِطَالِبِ
(1) سورة التوبة، الآية:122.
(2)
سورة الزمر، الآية:9.
(3)
رواه البخاري - كتاب فضائل القرآن - (6/ 131).
الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الَارْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، إِنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ به أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» (1).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَال: َ «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاّ مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلَاّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (2).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ كَانَ فِي سَبِيلِ الله حَتَّى يَرْجِعَ» (3).
وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ
(1) رواه الترمذي - كتاب العلم - باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (5/ 48) حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. (5/ 48)
(2)
رواه مسلم - كتاب الوصية - باب مايلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته (5/ 73).
(3)
رواه الترمذي - كتاب العلم - باب فضل طلب العلم - (5/ 28).
رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: «فَوَاَلله لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِن أن يكون لك حُمْرُ النَّعَمِ» (1).
وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا حَسَدَ إلاّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ الله مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا» (2).
ومن الآثار ماروي َعنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه أنه قَال: «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ لله خَشْيَةٌ، وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ، وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وَتَعْلِيمَهُ مَنْ لا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لأهْلِهِ قُرْبَةٌ، وهو الأنِيسُ في الوحِدةٍ، والصاحِبُ في الخِلوةٍ، والدليل على الدّين، والمُصبِّر على البأساء والضّراء، يرفع الله به أقواماً، فيجعلهم في الخير قادةً سادةً هُداةً
(1) رواه البخاري - كتاب المغازي- باب غزوة خيبر - (5/ 90).
(2)
رواه البخاري - كتاب العلم - باب الاغتباط في العلم والحكمة، حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما (1/ 31).
يُقتدى بهم، أدلةً على الخيرِ، تُقتصُّ آثارهم، وتُرمق أفعالهم، يبلُغُ العَبدُ به منازل الأبرار والدرَجات العُلى، والتّفكُر فيه يعدل بالصيام، ومُدارسته بالقيام، به يُطاع الله عز وجل، وبه يُعبد، وبه يوُحَّد ويُمجَّد، وبه يُتورَّع، وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، وهو إمامٌ، والعَملُ تابِعه، يُلهمه السُعداء، ويُحرمه الأشقِياء» (1).
وقال الحسن البصري (2) -رحمه الله تعالى-: «لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم» (3) أي أنهم بالتعلم يُخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية.
وكان سرياً السقطي يقول: «من علم ما طلب هان عليه ما بذل» (4)
(1) انظر: أخلاق العلماء (ص 20).
(2)
الحسن بن يسار أبو سعيد البصري، كان جامعاً للعلم والعمل فقيهاً عابداً زاهداً، فصيحاً وسيماً، سئل مرة أنس بن مالك عن مسألة فقال: سلوا عنها مولانا الحسن فإنه سمع وسمعنا، فحفظ ونسينا، وقال: إني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين: الحسن وابن سيرين. مات سنة 11هـ وعمره 88 سنة، انظر: البداية والنهاية لابن كثير (9/ 266).
(3)
انظر: أخلاق العلماء (ص 20).
(4)
انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، (ص 26)
قال صاحب فتح الكريم المنان (1): نقل النووي عن الشافعي أنه قال: طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاةِ النَّافِلَةِ.
وَقَالَ: «لَيْسَ بَعْدَ الْفَرَائِضِ أَفْضَلُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ» .
وَقَالَ: «مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا فَعَلَيْهِ بِالْعِلْمِ، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ فَعَلَيْهِ بِالْعِلْمِ» .
وَقَالَ: «إنْ لَمْ يَكُنْ الْفُقَهَاءُ الْعَامِلُونَ أَوْلِيَاءَ الله فَلَيْسَ لله وَلِيٌّ» .
(1) انظر: فتح الكريم المنان بشرح نفحة الرحمن نظم شعب الإيمان - لشيخي العلامة أحمد بن جابر جبران رحمه الله تعالى (ص 65).
وَقَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: أَوْحَى الله تَعَالَى إلَى مُوسَى عليه الصلاة والسلام: «أَنْ تَعَلَّمْ يَا مُوسَى الخَيْرَ وَعَلِّمْهُ لِلنَّاسِ، فَإِنِّي مُنَوِّرٌ لِمُعَلِّمِ الْخَيْرِ وَمُتَعَلِّمِهِ فِي قُبُورِهِمْ حَتَّى لا يَسْتَوْحِشُوا مَكَانَهُمْ» (1)
وَقَالَ عِيسَى عليه الصلاة والسلام: «مَنْ تَعَلَّمَ وَعَلَّمَ وَعَمِلَ فَذَاكَ يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاءِ.» (2)
* * *
(1) انظر: غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للعلامة السفاريني الحنبلي (2/ 508).
(2)
انظر غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للعلامة الشيخ محمد السفاريني الحنبلي (ج 2 / ص 508) ط مكتبة الرياض الحديثة وانظر مختصر منهاج القاصدين للإمام أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي رحمه الله (ص 24).