الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثالث: صفة وضع الكتاب عند المطالعة:
…
ينبغي على طالب العلم عند مطالعة الكتاب أن لا يضعه على الأرض مفروشاً منشوراً بل يجعله على كرسي الخشب المعروف.
…
ويراعي الأدب في وضع الكتب باعتبار علومها وشرفها وجلالتها فيضع الأشرف أعلى الكل فإن كان فيها المصحف الكريم جعله أعلى الكل وهكذا الأشرف فالأشرف.
النوع الرابع: صفة نسخ الكتب:
ينبغي على الطالب إذا نسخ شيئاً من كتب العلوم الشرعية، فينبغي أن يكون على طهارة مستقبل القبل طاهر البدن والثياب بحبر طاهر.
ويبتدئ كل كتاب بكتابة (بسم الله الرحمن الرحيم).
وكلما كتب اسم الله تعالى أتبعه بالتعظيم مثل
- تعالى أو سبحانه أو عز وجل أو تقدس - ونحو ذلك.
وكلما كتب اسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كتب بعده الصلاة عليه والسلام عليه ويصلي عليه بلسانه أيضاً.
والحذر كل الحذر من الاختصار في مثل - (ص) أو (صلع) أو (صلم) أو (صلعم) - وكل ذلك غير لائق بحقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم. (1)
وقد ورد في كتابة الصلاة بكاملها وترك
(1) قال الله تعالى: (إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب:56). وقد قال ر سول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من صلى عليّ واحدة صلى الله بها عشرة» ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم:«أولى الناس بيّ يوم القيامة وأكثرهم عليّ صلاة» . رواهما الترمذي في أبواب الصلاة - باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (2/ ص 354 - 355) حديث رقم 484 ورقم 485.
اختصارها آثار (1)
كثيرة.
قال ابن منده في سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول كنت أكتب الحديث ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال لي: (أما تختم الصلاة علي في كتابك).
(1) ذكر الإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله تعالى- في كتابه (جلاء الأفهام) بعض الآثار منها:
…
قال: قال محمد بن أبي سليمان: (رأيت أبي في النوم، فقلت: يا أبت ما فعل الله بك؟ قال: غفر ليّ، فقلت: بما ذلك؟ قال: بكتابتي الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
…
وقال رحمه الله تعالى: قال سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - حدثنا خلف صاحب الخلفان قال: كان ليّ صديق رضي الله عنه يطلب معي الحديث فمات فرأيته في منامي وعليه ثياب خضر فيها، فقلت: ألست كنت معي تطلب الحديث؟ قال: بلى، قلت: فما الذي أصارك إلى هذا؟ أو كما قال: قال كان لا يمر حديث فيه ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا كتبت في أسفله صلى الله عليه وآله وسلم فكأفأني ربي هذا الذي ترى عليّ.
…
وقال رحمه الله تعالى: قال عبيد الله بن عمرو: حدثني بعض إخواني ممن أوثق به، قال: رأيت رجلاً من أهل الحديث في المنام، فقلت: ماذا فعل الله بك؟ قال: رحمني أو غفر ليّ، قلت: وبم ذاك؟ قال: إني كنت إذا أتيت على اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتبت صلى الله عليه وآله وسلم. انظر جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيم الجوزية -رحمه الله تعالى- (ص 215 - 216).