الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثاني: إخلاص النية في طلب العلم:
ينبغي أن ينوي المتعلم بطلب العلم رضاء الله تعالى والدار الآخرة، ومراقبة الله في السر والعلن، ولزوم الخضوع والخشوع والمحافظة على حقوقه في جميع حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله، وينوي كذلك إزالة الجهل عن نفسه وعن سائر الجهال، وإحياء الدين وإبقاء الإسلام، فإن بقاء الإسلام بالعلم.
ولا يقصد به الأغراض الدُّنيَوِيَّة، لأنَّ العلم عبادة، فإن خلصت فيه النِّيَّةُ قُبِلَ وَنَمَتْ بَرَكَتُهُ، وإن قُصِدَ بهِ غَيْرُ وَجْهِ الله تَعَالَى حَبَطَ وَخَسِرَتْ صَفْقَتُهُ.
فاحذر كل الحذر من طلب العلم لأجل الجاه والحشمة وجمع حطام الدنيا.
قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)(الشورى:20)
وفي الحديث: «إِنَّ أَوَّلَ الناس يُقْضَى يوم الْقِيَامَةِ
عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قال: فما عَمِلْتَ فيها، قال: قَاتَلْتُ فِيكَ حتى اسْتُشْهِدْتُ، قال: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ على وَجْهِهِ حتى أُلْقِيَ في النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قال: فما عَمِلْتَ فيها، قال: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قال: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هو قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ على وَجْهِهِ حتى أُلْقِيَ في النَّارِ
…
» (1). الحديث.
(1) رواه مسلم - كتاب الأمارة - باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (وهو جزء من حديث مطول)(6/ 47)