الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحال، فإن العصمة في البشر مقصورة على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في المجموع: «ولا يسألهُ عن شيءٍ في غير موضعه إلا أَن يعلم من حاله أَنَّهُ لا يكرهُهُ. ولا يُلحَّ فِي السُّؤَال إلحاحًا مُضجرًا، ويغتنم سُؤالهُ عند طيبِ نفسه وفراغه، ويتلطَّف في سُؤاله، ويُحسن خِطابهُ، ولا يستحي من السُّؤَال عمَّا أُشكل عليه، بل يستوضحُهُ أكمل استيضاحٍ، فمن رَقَّ وجهُهُ رَقَّ علمُهُ، ومن رَقَّ وجهُهُ عند السُّؤال ظهر نقصُهُ عند اجتماع الرِّجال» (1).
******
النوع التاسع: الإصغاء والالتفات إلى الشيخ:
ينبغي على الطالب إذا سمع الشيخ يذكر حكماً في مسألة أو فائدة أو يحكي حكاية أو ينشد شعراً وهو يحفظ ذلك أصغى إليه إصغاء مستفيد له في
(1) انظر: المجموع للإمام النووي (1/ 68).
الحال متعطش إليه فرح به كأنه لم يسمعه قط.
قال عطاء (1): «أني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به منه فأريه من نفسي أي لا أحسن منه شيئاً» .
وعن الضحاك بن مُزاحم قال: أول باب من العلم: الصمتُ. والثاني: استماعهُ. والثالث: العملُ به. والرابع: نشرهُ وتعليمُه (2).
(1) هو عطاء بن أبي رباح، مفتي أهل مكة ومحدثهم، وأحد كبار التابعين، يقال: أنه أدرك مائتي صحابي، كان ثقة فقيهاً عالماً كثير الحديث وكان ينادي منادي بني أمية في أيام منى: لا يفتي الناس في الحج إلا عطاء بن أبي رباح. مات سنة 114هـ- انظر: البداية والنهاية، (9/ 306).
(2)
انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، (ص 85) بتصرف يسير.