الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن عطاء قال: «إن الشاب ليتحدث بحديث فأستمع له كأني لم أسمع، ولقد سمعتُه قبل أنْ يُولدَ» .
وقال خالد بن صفوان: «إذا رأيتَ محدّثاً يحدث حديثاً قد سمعته، أو يخبرُ خبراً قد علمته، فلا تشاركه فيه، حرصاً على أن تعلِّم من حَضَركَ أنك قد علمته، فإن ذلك خِفَّةٌ وسوءُ أدب» (1).
قال بعض الفضلاء:
ولا تُشارك في الحديث أهلَهُ
…
وإن عرفتَ فَرعهُ وأصلَهُ
******
النوع العاشر: آداب المشي مع الشيخ:
ينبغي على الطالب إذا مشى مع شيخه فليكن أمامه بالليل وخلفه بالنهار إلا أن يقتضي الحال خلاف ذلك لزحمة أو غيرها، ويتقدم عليه في المواطئ
(1) المصدر السابق، (ص89 و90) بتصرف يسير.
المجهولة الحال كوحل (1) أو المواطئ الخطيرة، ويحتذر من ترشيش ثياب الشيخ، وإذا كان في زحمة صانه عنها بيديه، إما من قدامه أو من ورائه، وإذا صادف الشيخ في طريقه بدأه بالسلام، ويقصد بالسلام إن كان بعيداً، ولا يناديه ولا يسلم عليه من بعيد ولا من روائه بل يقرب منه ويتقدم عليه ثم يسلم.
* ولا ينبغي لطالب العلم أن يسأل شيخه وهو قائم ولا وهو يمشي لأن لكل مقام مقالاً وللحديث مواضع مخصوصة دون الطرقات، والأماكن الدَنيّة.
وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يكره أن يُسأل وهو يمشي.
قال بشر بن الحارث: سأل رجل ابن المبارك عن حديث -وهو يمشي- فقال: ليس هذا من توقير العلم. قال بشر فاستحسنتُه جداً (2).
(1) الوحل: الطين الرقيق.
(2)
انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، (ص 98) بتصرف يسير.