الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من المقت، ولا ألزم بمحبة الرياء، والعجب، والرياسة، من قلة معرفة العبد عيوب نفسه، ونظره في عيوب الناس».
2 - ومن حق الأخ على الأخ: أن يحمل ما يراه منه على وجه التأويل جميل ما أمكن
، فإن لم يجد تأويلاً رجع على نفسه باللوم.
ومن كلام سيدنا سعيد بن المسيب (1) -رحمه الله تعالى-: «ما من شريف ولا ذي فضل إلا وفيه نقص، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه وهب نفسه لفضله» .
3 - ومن حق الأخ على الأخ: أن يرجو له من الخيرات
والمسامحة وقبول التوبة كما يرجو لنفسه.
4 -
ومن حق الأخ على الأخ: ألا ينظر إلى زلة
(1) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب ابن مخزوم القرسي - سيد التابعين وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان ورعاً زاهداً عالماً، قال علي بن المديني:(لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه) توفي94هـ وعمره 75 سنة - البداية والنهاية (9/ 99).
سبقت، ولا يكشف عورة سترت.
قال بعض العلماء: «كل من لم يستر على إخوانه ما يراه منهم من الهفوات فقد فتح على نفسه باب كشف عورته، بقدر ما أظهر من هفوتهم» .
(فينبغي أن تحب المسلم لإسلامه وتبغضه لمعصيته، فتكون معه على حالة متوسطة بين الانقباض والاسترسال، فأما ما يجري منه مجري الهفوة التي يعلم أنه نادم عليها، فالأولى حينئذ الإغماض والستر، فإذا أصر على المعصية فلابد من إظهار أثر البغض بالإعراض عنه والتباعد، وتغليظ القول له حسب غلظ المعصية وخفتها)(1).
(1) انظر: مختصر منهاج القاصدين للإمام ابن قدامة المقدسي - رحمه الله تعالى - (ص125).