الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشَّاذَكُوني، وعَمرو بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين وغيرُهم، يسألونه عن الحديث -وهم قيام على أرجلهم- إلى أن تَحينَ صلاةُ المغرب. لا يقولُ لواحدٍ منهم: أجلس، ولا يجلسون هَيْبَةً وإعظاماً» (1).
******
النوع الثالث: معرفة حق الشيخ:
ينبغي لطالب العلم أن يعرف للشيخ حقه، ولا ينسى له فضله، ومن ذلك أن يعظم حرمته، ويرد غيبته، ويغضب لها، فإن عجز عن ذلك قام وفارق ذلك المجلس. وينبغي أن يدعو له مدة حياته، ويرعى ذريته وأقاربه بعد وفاته، ويعتمد زيارة قبره والاستغفار له والصدقة عنه ويتأدب بآدابه، ولا يدع الإقتداء به.
قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى-: وينبغي أن ينظر معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته، ورجحانه على أكثر طبقته ، فهو أقرب إلى انتفاعه به ،
(1) المصدر السابق، (ص 78)
ورسوخ ما سمعه منه في ذهنه.
وقد كان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال: «اللهمَّ اُسْتُرْ عَيْبَ مُعَلِّمِي عَنِّي، وَلَا تُذْهِبْ بَرَكَةَ عِلْمِهِ مِنِّي» (1).
قال علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-: «لا يَعْرِفُ فَضْلَ أَهْلِ الْعِلْمِ إلا أَهْلُ الْفَضْلِ» (2).
وعن علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- قال: «من حقِّ العالم عليك أن تُسلِّم على القومِ عامَّةً وتخُصَّهُ بِالتَّحيَّة، وأن تجلس أَمامهُ، ولا تُشيرنَّ عندهُ بِيدك، ولا تعمدنَّ بِعينك غيرهُ، ولا تقُولنَّ: قال فُلانٌ خلاف قوله، ولا تغتابنَّ عندهُ أَحدًا، ولا تُسارَّ في مجلسه، ولا تأخُذ بِثوبِه، ولا تُلحَّ عليه إذا كسل، ولا تشبع من طُول صحبته، فإِنَّما هُو كالنَّخلة تنتظرُ متى يسقُطُ عليك منها شيءٌ» (3).
(1) انظر: المجموع للإمام النووي (1/ 66)
(2)
انظر: أدب الدنيا والدين للماوردىّ (ص 75)(بتصرف يسير).
(3)
انظر: المجموع للإمام النووي (1/ 67)