الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الرَّابِعُ): عَدَمُ الْحِفْظِ.
(الْخَامِسُ): عَدَمُ نَشْرِهِ وَتَعْلِيمِهِ، فَمَنْ خَزَّنَ عِلْمَهُ وَلَمْ يَنْشُرْهُ ابْتَلاهُ الله بِنِسْيَانِهِ جَزَاءً وِفَاقًا.
(السَّادِسُ): عَدَمُ الْعَمَلِ بِهِ، فَإِنَّ الْعَمَلَ بِهِ يُوجِبُ تَذَكُّرَهُ وَتَدَبُّرَهُ وَمُرَاعَاتَهُ وَالنَّظَرَ فِيهِ، فَإِذَا أَهْمَلَ الْعَمَلَ بِهِ نَسِيَهُ».
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: «كُنَّا نَسْتَعِينُ عَلَى حِفْظِ العِلمِ بالعَمَلِ بِهِ» .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «العِلمُ يَهتِفُ بِالعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاّ ارْتَحَلَ، فَمَا اسْتَدَرَّ الْعِلْمُ وَاسْتُجْلِبَ بِمِثْلِ العَمَلِ بِهِ» . انتهى (1).
******
النوع الثالث: الاشتغال بعلم الحديث:
ينبغي على الطالب أن يبكر بسماع الحديث
(1) انظر: غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للسفاريني الحنبلي (ج 1/ 41 - 42).
ولا يهمل الاشتغال به وبعلومه ويعتني أولاً بصحيحي البخاري ومسلم ثم بقية الكتب.
…
قال الإمام الشافعي (1) -رحمه الله تعالى-: «إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -جزاهم الله خيراً- حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل» .
ومن شعره في هذا المعنى:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
…
إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا
…
وما سوى ذاك وسواس الشياطين
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: «ينبغي لطالب الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق القوام، باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه
(1) انظر: البداية والنهاية (10/ 254). وديوان الإمام الشافعي (ص 110).
وسلم ما أمكنه، وتوظيف السُّنَن على نفسه، فإن الله تعالى يقول:(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)» [الأحزاب: 21]
وقال بعض السلف: «ينبغي للرجل إذا سمع شيئاً من آداب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمسّك به» .
وكان الثوري يقول: «إن استطعت الَاّ تَحُكَّ رأسك إلا بأَثَر فافعل» .
وقال الحسن: «كان الرجل يطلب العلم، فلا يَلْبَث أن يُرَى ذلك في تَخَشُّعه وهَدْيه ولسانه وبصره ويده» (1)}
وكان بعض السلف يقول: «إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله» (2).
(1) انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، ص (51) ط دار الكتب العلمية بيروت
(2)
المصدر السابق، ص (53).