الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فضيلة الحلم وكظم الغيظ)
إن الحلم هو طمانينة النفس، بحيث لا يحركها الغضب بسهولة ولا يزعجه المكروه بسرعة، فهو الضد الحقيقي للغضب، لأنه المانع من حدوثه، وبعد هيجانه لما كان كظم الغيظ مما يضعفه ويدفعه، فمن هذه الحيثية يكون كظم الغيظ أيضا ضدا له.
فنحن نشير إلى فضيلة الحلم وشرفه، ثم إلى فوائد كظم الغيظ ومنافعه.
أما (الحلم) - فهو أشرف الكمالات النفسانية بعد العلم، بل لا ينفع العلم بدونه أصلا، ولذا كلما يمدح العلم أو يسأل عنه يقارن به، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْعِلْمِ، وَزَينِي بِالْحِلْمِ» (1).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسٌ مِنْ
(1) رواه ابن النجار عن ابن عمر. انظر: كنز العمال (2/ 81). رقم- (3663)
سُنَنِ المُرْسَلِينَ -وعد منها- الحَيَاءُ» (1).
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَاباً يَسِيراً وَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ» . قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قال: «تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوا عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ»
قال: فإذا فعلت ذلك فما لي يا رسول الله؟
قال: «أن تُحَاسَبَ حِسَاباً يَسِيراً ويُدخِلَكَ اللهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ» (2).
* وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنْبِئَكُمْ بِمَا يُشْرِفُ الله تعالى بِهِ الْبُنْيَانَ وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟»
قَالُوا: بَلى يَا رَسُولَ الله؟
(1) رواه الطبراني، انظر: مجمع الزوائد للهيثمي، كتاب الطب، باب التداوي بالعسل والحجامة وغير ذلك. (5/ 152) ط دار الفكر، بيروت.
(2)
رواه الحاكم في المستدرك، (5/ 563) ط دار إحياء التراث العربي، مصر.
* وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِالْحِلْمِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ» (2).
* وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ من ثَلاثٍ فَلا يَجنِي مِنِْ عَمَلِهِ: تقوى تحْجُزُهُ عَنْ عن معاصي الله، أَوْ حِلْمٌ يَكُفُ بِهِ سفيها، أَوْ خُلُقٌ يَعيِشُ بِهِ في النَّاسِ» (3).
(1) رواه الطبراني، عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه انظر: مجمع الزوائد للهيثمي، كتاب البر والصلة، باب مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم، (8/ 345).
(2)
رواه الطبراني في الأوسط عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه، انظر: مجمع الزوائد للهيثمي، كتاب الأدب، باب ما جاء في حسن الخلق، (8/ 53) ط دار الفكر، بيروت.
(3)
رواه الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها، انظر: مجمع الزوائد للهيثمي، كتاب البر والصلة، باب مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم، (8/ 347) ط دار الفكر، بيروت.
* وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَوْجَبَ الثَّوابَ واسْتَكْمَلَ الإِيمانَ: خُلُقٌ يَعيِشُ بِهِ في النَّاسِ، ووَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ محارِمِ الله تعالى، وحِلْمٌ يَرُدُّهُ عَنْ جهْلِ الجاهِل» (1).
وأما كظم الغيظ - فهو وان لم يبلغ مرتبة الحلم فضيلة وشرفا، لأن كظم الغيظ عبارة عن (التحلم) أي: تكلف الحلم - ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتيادا فلا يهيج الغيظ وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب. وهو الحلم الطبيعي. - ولكن ابتداؤه التحلم وكظم الغيظ تكلفا ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّما الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ» (2).
(1) رواه البزار عن أنس-رضي الله عنه، انظر: مجمع الزوائد للهيثمي، كتاب الإيمان، باب في كمال الإيمان، (1/ 219) ط دار الفكر، بيروت.
(2)
رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، انظر: مجمع الزوائد للهيثمي، كتاب العلم، باب العلم بالتعلم، (1/ 340) ط دار الفكر، بيروت.