الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الأول: الابتداء بكتاب الله العزيز:
فعلى الطالب أَنْ يَبْدَأَ أَوَّلاً بِكِتَابِ الله الْعَزِيزِ فَيُتْقِنَهُ حِفْظًا، وَيَجْتَهِدَ فِي إتْقَانِ تَفْسِيرِهِ وَسَائِرِ عُلُومِهِ فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها.
قال الأمام النووي -رحمه الله تعالى-: «كَانَ السَّلَفُ لَا يُعَلِّمُونَ الْحَدِيثَ وَالْفِقْهَ إلَا لِمَنْ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ، وَإِذَا حَفِظَهُ فَلْيَحْذَرْ مِنْ الاِشْتِغَالِ عَنْهُ بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَغَيْرِهِمَا اشْتِغَالاً يُؤَدِّي إلَى نِسْيَانِ شَيْءٍ مِنْهُ. أَوْ تَعْرِيضِهِ لِلنِّسْيَانِ» (1).
قال بعض السلف: «كنا إذا جالسنا الأوزاعيَّ فرأى فينا حَدَثاً قال: يا غلام، قرأت القرآن؟ فإن قال: نعم قال اقرأ: (يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلادِكُمْ)[النساء: 11]
(1) انظر: المجموع للإمام النووي (1/ 70).
وإن قال: لا، قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم».
فإذا رزقه الله تعالى حفظ كتابه فليحذر أن يشتغل عنه بالحديث أو غيره من العلوم اشتغالاً يؤدي إلى نسيانه. (1)
…
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنْ الْمَسْجِدِ وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا» (2).
…
ثم يحفظ من كل فن مختصراً ويشتغل بشرح تلك المحفوظات على المشايخ وليحذر من الاعتماد في ذلك على الكتب أبداً، بل يعتمد في كل فن من هو أحسن
(1) انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، ص (27، 28) ط دار الكتب العلمية بيروت.
(2)
رواه الترمذي- كتاب فضائل القرآن- باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ماله من الأجر-ورواه أبو داود- كتاب الصلاة - باب في كنس المسجد-
تعليماً له) (1).
قال الأمام النووي -رحمه الله تعالى-: «وَيَبْدَأُ بِالأهَمِّ، وَمِنْ أَهَمِّهَا الْفِقْهُ وَالنَّحْوُ، ثُمَّ الْحَدِيثُ وَالأصُولُ، ثُمَّ الْبَاقِي عَلَى مَا تَيَسَّرَ، ثُمَّ يَشْتَغِلُ بِاسْتِشْرَاحِ مَحْفُوظَاتِهِ، وَيَعْتَمِدُ مِنْ الشُّيُوخِ فِي كُلِّ فَنٍّ أَكْمَلَهُمْ» (2).
******
(1) انظر: تذكرة السامع والمتكلم لأبي إسحاق إبراهيم ابن جماعة الكناني -رحمه الله تعالى- (ص 112).
(2)
انظر: المجموع للإمام النووي (1/ 70).
(3)
انظر: أدب الدنيا والدين للماوردىّ (ص 55)(بتصرف يسير)