الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
دعوى أن شيخ الإسلام ينتقص من منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ومناقشتها
المطلب الأول
دعوى أن شيخ الإسلام ينتقص من منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ومناقشتها
يرى المناوئون لابن تيمية رحمه الله أنه ينتقص من منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يعظمه حق تعظيمه، ولا يحله المنزلة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى له والمؤمنون، فقالوا عنه: إنه يزدري النبي صلى الله عليه وسلم (1) .
وقالوا عنه: إنه في قلبه ضغينة على الرسول صلى الله عليه وسلم (2) .
ويرون أن مقلدة ابن تيمية (قد اعتقدوا أن كل ما فيه إجلاله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل فهو شرك وعبادة له من قائله أو فاعله، فسجلوا على أنفسهم للعالم الإسلامي أنه (3) موتورون منه صلى الله عليه وسلم، يسوءهم ما فيه توقيرهم (4) ، ويسرهم ما فيه انتهاك حرمته صلى الله عليه وسلم (5) ..
وحين حكم ابن تيمية رحمه الله بحرمة شد الرحل، جعل المناوئون ذلك من عدم توقيره للمصطفى صلى الله عليه وسلم (6)
وحين رد السبكي (ت - 756هـ) على ابن تيمية رحمه الله في تحريم شد الرحل
(1) انظر: دفع شبه من شبه وتمرد للحصني ص123.
(2)
انظر: السيف الصقيل للسبكي حاشية الكوثري ص158.
(3)
الصواب: أنهم.
(4)
الصواب: توقيره.
(5)
التوسل بالنبي لأبي حامد مرزوق ص103، وانظر: ص113.
(6)
انظر: التوسل بالنبي لأبي حامد مرزوق ص102.
ذكر أن هذه الزيارة لأجل التبرك والتعظيم فقال: (ومن المعلوم أن الزيارة بقصد التبرك والتعظيم لا تنتهي في التعظيم إلى درجة الربوبية، ولا تزيد على ما نص عليه في القرآن والسنة (1) ، وفعل الصحابة من تعظيمه في حياته وبعد وفاته، فكيف يتخيل امتناعها) (2) .
ولذلك فالمناوئون في ردهم على ابن تيمية يذكرون أنواعاً من الغلو في التعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم مثل التمسح بالقبر وتقبيله، فحين ذكر ابن حجر الهيتمي (ت - 973هـ) أقوال العلماء في حكم التمسح ووضع اليد وتقبيل القبر ذكر قولاً مرتضياً له وهو قوله:(والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته صلى الله عليه وسلم، فأناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه، وأناس فيهم أناة يتأخرون، والكل على خير)(3) .
ويذكرون الدعاء عند القبر رجاء بركة من فيه (4) .
ويذكرون التبرك بما مسته يد النبي صلى الله عليه وسلم (5) .
(1) قال ذلك: لأنه يرى ثبوت الزيارة وشد الرحل بهما انظر: شفاء السقام له ص81 - 99.
(2)
شفاء السقام ص132.
(3)
الجوهر المنظم ص161، وانظر: ص156 - 160، وانظر: التوسل بالنبي لأبي حامد مرزوق ص169.
(4)
انظر: الجوهر المنظم لابن حجر الهيتمي ص127.
(5)
انظر: أصول الوصول لمحمد زكي إبراهيم ص292.