الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس
دعوى أن ابن تيمية يساوي في المنزلة بين قبور الأنبياء
وقبور غيرهم ومناقشتها
المطلب الأول
دعوى أن ابن تيمية يساوي في المنزلة بين قبور الأنبياء
وقبور غيرهم
يرى المناوئون لابن تيمية رحمه الله أن قبور الأنبياء ليست كقبور غيرهم من سائر الناس من أمور متعددة، ويرون أن ابن تيمية رحمه الله ينكر هذه الخصائص التي تميزت بها قبور الأنبياء عن قبور غيرهم، ولا يثبتها.
فمما يرون أن ابن تيمية رحمه الله أنكره: مسألة شد الرحل لقبور الأنبياء دون قبور غيرهم، ولذلك يقول الحصني (ت - 829هـ) :(وكان السبب في اعتقاله - أي ابن تيمية - أنه قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وأن زيارة قبور الأنبياء لا تشد إليها الرواحل كغيرها)(1) .
ويرون أنه رحمه الله ينكر حياة الأنبياء في قبورهم، سواء كان ذلك بالتصريح (2) ، أو أن يبحث المناوئون لابن تيمية مسألة حياة الأنبياء في قبورهم ويركزوا عليها في كتبهم المخصصة للرد على ابن تيمية كما فعل ذلك السبكي
(1) دفع شبه من شبه وتمرد ص45، وانظر ص97.
(2)
انظر: السيف الصقيل للسبكي، حاشية الكوثري ص160.
(ت - 756هـ)(1) وغيره (2) .
يقول التقي الحصني (ت - 829هـ) : (والرأي السخيف الذي أخذ به هؤلاء المبتدعة من التحاقه صلى الله عليه وسلم بالعدم حاشاه من ذلك، يلزمه أن يقال: إنه ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم)(3) .
وقال في رده على ابن تيمية رحمه الله: (بيان زندقة من قال: إن روحه عليه الصلاة والسلام فنيت، وأن جسده صار تراباً، وبيان زيغ ابن تيمية وحزبه)(4) .
ويرون أن حياة الأنبياء حياة حقيقية، إلا أنهم لا يحتاجون إلى الطعام والشراب، وليس في العقل ما يحيل هذه الحياة الحقيقية، كما يقول السبكي (ت - 756هـ) :
(ولا يلزم من كونها حقيقية أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب.... فليس في العقل ما يمنع من إثبات الحياة الحقيقية لهم)(5) .
ويوردون السبب في قولهم بأن ابن تيمية ينكر حياة الأنبياء بأنه:
(التذرع بذلك إلى تحريم التوسل بهم عن هوى)(6) .
ويرى المناوئون أن زيارة قبر النبي أفضل من زيارة قبر غيره لحقه علينا، ولورود أدلة خاصة تحث على زيارة قبره صلى الله عليه وسلم.
قال السبكي (ت - 756هـ) : (لا أحد من الخلق أعظم بركة منه، ولا أوجب
(1) انظر: شفاء السقام في زيارة خير الأنام ص169 - 205.
(2)
انظر: المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية للحبشي ص113 - 115، حقيقة التوسل والوسيلة لموسى علي ص179 - 190.
(3)
دفع شبه من شبه وتمرد ص65.
(4)
دفع شبه من شبه وتمرد ص67.
(5)
شفاء السقام ص181، وانظر: إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء للسيوطي (ضمن الحاوي للفتاوي 2/147 - 155) .
(6)
السيف الصقيل للسبكي، حاشية الكوثري ص160.
حقاً علينا منه فالمعنى الذي في زيارة قبره لا يوجد في غيره، ولا يقوم غيره مقامه، كما أن المسجد الحرام لا يقوم غيره مقامه، ومن ههنا شرع قصده بخصوصه، ويتعين بخلاف غيره من القبور) (1) .
ثم قال: (فزيارة قبره صلى الله عليه وسلم مستحبة بعينها، لما ثبت فيها من الأدلة الخاصة)(2) .
(1) شفاء السقام ص87.
(2)
شفاء السقام ص88.