الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
567 - بَابُ الحَائِضِ تَسْمَعُ آيَةَ السَّجْدَةِ
3246 -
حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ:
◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ؛ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ)).
فَقَالتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: ((إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَمَا وُجِدَ مِنْ نَاقِصِ الدِّينِ وَالرَّأْيِ (وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ) 1 أَغْلَبَ لِلرِّجَالِ ذَوِي الْأَمْرِ عَلَى أُمُورِهِمْ مِنَ النِّسَاءِ))، قَالُوا: وَمَا نَقْصُ دِينِهِنَّ وَرَأْيِهِنَّ؟ قَالَ: ((أَمَّا نَقْصُ رَأْيِهِنَّ: فَجُعِلَتْ شَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ. وَأَمَّا نَقْصُ دِينِهِنَّ: فَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ تَقْعُدُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً (لَا تُصَلِّي) 2)).
[الحكم]:
صحيح المتن بلفظ: ((لَا تُصَلِّي)) كما تقدم في الصحيح، وإسناده لَيِّن، ونفي السجود هنا رواية بالمعنى لنفي الصلاة، وقوله في هذا الحديث: ((وَمَا وُجِدَ مِنْ نَاقِصِ الدِّينِ
…
إلخ)) مدرج، فالصواب أنه من كلام ابن مسعود، وقد صح مرفوعًا من حديث أبي سعيد وغيره.
[الفوائد]:
قال ابن المنذر: "اختلف أهل العلم في الحائض تسمع السجدة، فقالت
طائفة: «ليس عليها أن تسجد» ، كذلك قال عطاء، وأبو قلابة، والزهري، وقتادة، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، والحسن البصري، وبه قال مالك، وسفيان الثوري، والشافعي، وأصحاب الرأي.
وفيه قول ثان: روي عن عثمان بن عفان أنه قال: تومئ برأسها" (الأوسط 5/ 292).
هذا، وقد أنكر الألباني رواية:((لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً))، فقال:((قوله: (لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً)، منكر، مخالف للحديث الصحيح
(1)
من جهتين:
الأولى: أنه لم يذكر الصيام.
والأخرى: أنه ذكر السجدة مكان الصلاة؛ فقد يأخذ منه بعض من لا علم عنده بالسنة وفقهها أن المرأة الحائض أو النفساء ليس لها أن تسجد سجدةً ما - كسجدة الشكر والتلاوة -، وهذا مما لا دليل عليه، وإن كان يمكن تأويل السجدة بالصلاة - من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل -، لكن التأويل فرع التصحيح، وإذا لم يصح الحديث بهذا اللفظ؛ فلا مسوغ للتأويل. فتنبه! )). قال الألباني: ((ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن حبان .. من طريق الحكم
…
به، إلا أنه قال:((لا تُصَلِّي فِيهِ صَلاةً وَاحِدَةً))، وهذا هو الصحيح الثابت في الأحاديث الصحيحة، ولكنه أوقفه على ابن مسعود أيضًا)) (الضعيفة 6106).
[التخريج]:
[ك 2810 "واللفظ له"، 9008 "والرواية الأولى له" / عل 5284
(1)
- يعني: حديث ابن عمر السابق.
"والرواية الثانية له" /
…
].
سبق تخريجه وتحقيقه في (باب الحائض تترك الصلاة والصوم)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).
3247 -
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَائِضِ تَسْمَعُ السَّجْدَةَ، قَالَ:((لَا تَسْجُدُ لِأَنَّهَا صَلَاةٌ)).
[الحكم]:
موقوف صحيح.
[التخريج]:
[مي 1024].
[السند]:
قال الدارمي: أخبرنا أحمد بن حُميد، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن مسلم بن صُبَيح، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رجال الصحيح.
فأحمد بن حميد هو الطُّرَيْثِيْثِيُّ، ثقة حافظ، أحد شيوخ البخاري.
وعبد الرحيم بن سليمان هو أبو علي الطائي، من رجال الشيخين.
والحسن هو أبو عروة الكوفي، من رجال مسلم.
وابن صبيح هو أبو الضحى، من رجال الشيخين.
وقد خولف فيه عبد الرحيم بن سليمان:
فرواه ابن أبي شيبة (4350)، والدارمي (1025) من طريق حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى وإبراهيم، قالا:((إِذَا سَمِعَتِ الْحَائِضُ السَّجْدَةَ فَلَا تَسْجُدْ، هِيَ تَدَعُ أَوْجَبَ مِنْ ذَلِكَ)).
وحفص في حفظه كلام، فرواية عبد الرحيم بن سليمان أَولى، وإن كان يحتمل أن هذه رواية أخرى عن أبي الضحى، أفتى فيها بما سمعه. والله أعلم.
هذا، وقد جاء في الباب خلاف ما سبق:
فروى ابن أبي شيبة (4352) -ومن طريقه ابن المنذر (2855) -، عن عبيد الله بن موسى، عن أبان العطار، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان، قال:((تُومئُ برَأسِهَا إيمَاءً)).
وهذا سند رجاله ثقات، ولكن خولف فيه أبان ممن هو أوثق منه وأثبت:
فرواه ابن أبي شيبة (4353) -ومن طريقه ابن المنذر (2855) -، عن محمد بن بشر، قال: حدثنا سعيد، عَن قتادة، عن ابن المسيب، قال:((تُومئُ برَأسِهَا، وَتَقُولُ: اللهُم لَكَ سَجَدتُ)). كذا من قول سعيد.
وسعيد هو ابن أبي عروبة، أثبت الناس في قتادة، فروايته مقدمة، على رواية أبان، إلا أن يقال أنه محفوظ على الوجهين، فسعيد روى الفتوى عن عثمان، ثم أفتى بما سمع. والله أعلم.