‌561 - باب ما روي في أن الحيض كفارة - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٦

‌

‌561 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الحَيْضَ كَفَّارَةٌ

3232 -

حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ:

◼ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ وَامْرَأةٌ تَسْأَلُهُ عَنِ الحَيْضِ، فَقَالَ لَهَا: أَيْ، وَيْحَكِ، أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:((أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ حِبِّي عليه السلام، أَنَّ اللهَ عز وجل بَعَثَهُ إِلَى أُمِّنَا حَوَّاءَ حِينَ دَمِيَتْ، فَنَادَتْ رَبَّهَا: جَاءَنِي دَمٌ لَا أَعْرِفُهُ! ! فَنَادَاهَا: لَأُدْمِيَنَّكِ وَذُرَّيِّتَكِ، وَلَأَجْعَلَنَّهُ كَفَّارَةً وَطَهُورًا)).

‌

‌[الحكم]:

منكر، وسنده واهٍ جدًّا، والحكم بنكارته هو مقتضى صنيع الدَّارَقُطْنِيّ، وتبعه النووي. وضعفه الألباني.

‌

‌[التخريج]:

[فقط (السادس 30) "واللفظ له" / فر (ملتقطة 1/ ق 87، 88) / كر (المختصر 7/ 316)، (تهذيب الأسماء 2/ 340)، (در 1/ 290)].

‌

‌[السند]:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في (السادس من الأفراد) - ومن طريقه الديلمى في (مسنده)، وابن عساكر في (تاريخه) كما في (تهذيب الأسماء) - قال: حدثنا محمد بن جعفر بن رُمَيْس، ثنا أبو علقمة الفروي

(1)

، حدثنا يحيى بن

عبد الملك الهُدَيْري، عن أبيه، عن جده محرز

(1)

بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، به.

‌

‌[التحقيق]:

هذا إسناد واهٍ جدًّا؛ فيه أربع علل:

الأولى: أبو علقمة الفروي، وهو الصغير: عبد الله بن هارون بن موسى. قال عنه الدَّارَقُطْنِيّ: ((متروك الحديث))، وقال أبو أحمد الحاكم:((منكر الحديث))، وقال ابن أبي حاتم:((قيل لي: إنه تُكلم فيه)) (تهذيب التهذيب 12/ 172).

وذكره ابن عدي في (الكامل 1096)، وأورد له أحاديث باطلة، وعدَّها من مناكيره.

وأحد هذه الأحاديث قال فيه الدَّارَقُطْنِيّ: ((بَلِيِّتُهُ من عبدِ اللَّهِ بنِ هارون)) (التعليقات على المجروحين لابن حبان، ص 222).

ومع ذلك ذكره ابن حبان في (الثقات 8/ 367)! ، وقال:((يخطئ ويخالف)).

وظاهر صنيع الذهبي في (التاريخ 6/ 355)، والسخاوي في (التحفة 2/ 71، 100)، أنه هو أيضًا أبو علقمة الفروي الذي ترجمه ابن حبان في (المجروحين 2/ 9)، وسمى أباه عيسى، وقال:((يَروي عن ابن نافع ومطرف العجائب، ويقلب على الثقات الأخبار))، فإن صح هذا فقد تناقض فيه ابن حبان، ولكن الذهبي فَرَّق بينهما في (المغني 3298، 3402)

و (الميزان 2/ 470 و 4/ 553).

وعلى هذا فقد يكون صاحبنا هو ابن عيسى، وكيفما كان، فهو مجروح، والله أعلم.

الثانية والثالثة: والد يحيى، وجده محرز، لم نجد من ترجم لهما.

الرابعة: الانقطاع. فقد ترجم القاضي عياض في (المدارك 3/ 158) ليحيى، ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ أنه سماه ((يحيى بن عبد الملك بن هارون بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محرز الهديري))، فبين والد يحيى ومحرز أربعة آباء، فلا يمكن سماعه منه.

هذا والحديث قال عقبه الدَّارَقُطْنِيّ: ((هذا حديث غريب من حديث سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، تفرد به محرز

(1)

بن عبد الله الهديري عنه، وتفرد به أبو علقمة الفروي بهذا الإسناد)) (الأفراد/ السادس 30). ونقله ابن القيسراني في (الأطراف 100) مختصرًا.

والغرابة هنا بمعنى النكارة.

وأقرَّ النوويُّ حكمَ الدَّارَقُطْنِيّ بغرابته، فإنه نقل الحديث من عند ابن عساكر، ثم قال:((قال الدارقطنى: حديث غريب)) (تهذيب الأسماء 2/ 340)، وبهذا علمنا أنه عند ابن عساكر من طريق الدَّارَقُطْنِيّ.

وذكره الألباني في (الضعيفة 2073) وقال: ((إسناده ضعيف، يحيى بن عبد الملك الهديري عن أبيه عن جده محرز بن عبد الله؛ لم أعرفهم. وأبو علقمة الفروي هو الصغير

…

)).