الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
595 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الأَمْرِ بِدَفْنِ دَمِ الحَيْضِ
3343 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِدَفْنِ سَبْعَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الْإِنْسَانِ: الشَّعْرُ، وَالظُّفْرُ، وَالدَّمُ، وَالْحَيْضَةُ، وَالسِّنُّ، والقُلفَةُ، وَالمشِيمَةُ)).
[الحكم]:
ضعيف. وضَعَّفه السيوطي والمناوي والألباني.
[التخريج]:
[حكيم 199 "واللفظ له" / (تد 1/ 455)].
[السند]:
قال الحكيم الترمذي في (النوادر): حدثنا أبي رحمه الله، حدثني مالك بن سليمان الهروي، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به.
وذكره الرافعي في (التدوين) من جزء رواه أبو إبراهيم بن أبي الحسن القطان، عن أبيه، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، حدثني أبو محمد سعيد بن عبد الفريابي بسَرَخْس، ثنا مالك بن سليمان الهروي، به.
فمداره عندهما على مالك بن سليمان، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد واهٍ؛ فيه علتان:
الأولى: مالك بن سليمان الهروي قاضي هراة، قال أبو حاتم:((لا أعرفه))، وضَعَّفه النسائي والدَّارَقُطْنِيّ، وقال العقيلي والسليماني:((فيه نظر))، وذكره ابن حبان في (الثقات 9/ 165) وقال: ((كان مرجئًا، ممن جمع وصنف، يخطئ كثيرًا، وامتُحن بأصحاب سوء كانوا يقلبون عليه حديثه
…
على أنه من جملة الضعفاء
…
وهو ممن أستخير الله عز وجل فيه)) وذكر كلامًا استنبط منه ابن حجر أنه يرميه بالتدليس. وقال الساجي: ((بصري، يَروي مناكير)).
يُنظر ترجمته في (الجرح والتعديل 8/ 210)، و (الضعفاء للعقيلي 1753)، و (لسان الميزان 5/ 4)، و (طبقات المدلسين، ص 57).
الثانية: علي بن الحسن بن بشر، والد الحكيم الترمذي، لم نجد له ترجمة بعد عناء وطول بحث.
فإن قيل: ولكنه متابع كما في الإسناد الذي ذكره الرافعي.
قلنا: إنما تابعه أبو محمد سعيد بن عبد الفِرْيَابي. وهذا أيضًا لم نجد له ترجمة بعد عناء، وقد قال الألباني:((والفريابي هذا لم أعرفه)) (الضعيفة 3263)، ونخشى أن يكون الاسم محرفًا، فالنسخة المطبوعة سيئة جدًّا، ثم إن راويه عن الفريابي هذا هو أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، قال الإسماعيلي:((كان مشتهرًا بالشرب))، وكان أبو علي سيئ الرأي فيه، وقال الحاكم:((وقع إليَّ من كتبه بخطه وفيها عجائب))، ولذا قال الذهبي:((مطعون فيه))، انظر:(سؤالات السهمي 43)، و (السير 14/ 471)، و (الميزان 1/ 134).
وأما داود بن عبد الرحمن الراوي عن هشام بن عروة، فثقة من رجال الصحيح (التقريب 1798).
والحديث ضَعَّفه السيوطي في (الجامع الصغير 6953)، والألباني في الضعيفة (3263)، وفي (ضعيف الجامع 4525).
[تنبيه]:
الحديث ذكره السيوطي في (الجامع الصغير 6953) وعزاه للحكيم الترمذي.
قال المناوي: ((ظاهر صنيع المصنف أن الحكيم خرجه بسنده كعادة المحدثين، وليس كذلك بل قال: وعن عائشة. بل ساقه بدون سند كما رأيته في كتابه النوادر، فلينظر)) (الفيض 5/ 198).
قلنا: بل أسنده، ولكن كتاب النوادر له نسختان: إحداهما مسندة، والأخرى غير مسندة في أكثرها - كأن أحدهم اختصرها وحذف أسانيدها -، وهي التي نظر فيها المناوي.