الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
557 - بَابُ بَدْءِ الْحَيْضِ
3222 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لا نَذْكُرُ (لا نَنْوِي) 1 إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ [أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا] 1 طَمِثْتُ (حِضْتُ) 2، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:((مَا يُبْكِيكِ [يَا عَائِشَةُ] 2؟ )) قُلْتُ: لَوَدِدْتُ -وَاللَّهِ- أَنِّي لَمْ أَحُجَّ العَامَ! ! قَالَ: (([مَا لَكِ؟ ] 3 لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟ )) [يَعْنِي: الحَيْضَةَ. قَالَتْ: ] 4 قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: (([سُبْحَانَ اللهِ] 5، فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الحَاجُّ (انْسُكِي الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا) 3، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي (حَتَّى تَغْتَسِلِي) 4)).
[الحكم]:
متفق عليه (خ، م).
[الفوائد]:
بَوّب البخاري على هذا الحديث بقوله: ((باب كيف كان بدء الحيض، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ). وقال بعضهم: كان أول ما أُرسل الحيض على بني إسرائيل)).
ورجح البخاري الأول قائلًا: ((وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أكثر))، ثم أسند هذا الحديث برقم (294).
قال ابن رجب: ((وأما ما رجحه البخاري من أن الحيض لم يزل في النساء منذ خلقهن الله، فهو المروي عن جمهور السلف
…
، وقد استدل البخاري لذلك بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:((إِنَّ هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ))، وهو استدلال ظاهر حسن))،
ثم قال ابن رجب معلقًا على سند الحديث: ((هذا إسناد شريف جدًّا؛ لجلالة رواته، وتصريحهم كلهم بسماع بعضهم من بعض؛ فلهذا صَدّر به البخاري (كتاب الحيض).
وفيه اللفظة التي استدل بها البخاري على أن الحيض لازم للنساء منذ خلقهن الله، وأنه لم يَحْدث في بني إسرائيل
…
)).
وقال: ((ومعنى: (كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ): أنه قضى به عليهن وألزمهن إياه، فهن متعبّدات بالصبر عليه)) (فتح الباري له 2/ 11 - 13).
وقال المهلَّب: "الحديث يدل على أن الحيض مكتوب على بنات آدم فمَن بعدهن من البنات، وهو من أصل خلقتهن الذي فيه صلاحهن، قال تعالى في زكريا صلى الله عليه وسلم: {وَأَصْلَحْنَا لهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء: 90]. قال أهل التأويل: يعني رَدَّ الله إليها حيضها لتحمل. وهو من حكمة الباري تعالى الذي جعله سببًا للنسل الإنسي وأن المرأة إذا ارتفع حيضها لم تحمل عادة".
قال ابن بطال: "وقال غيره: ليس فيما أتى به حجة؛ لأن زكريا من أولاد بني إسرائيل، والحجة القاطعة في ذلك قوله تعالى:{فَضَحِكَتْ} [هود: 71] في قصة إبراهيم. قال قتادة: يعني حاضت. وهذا معروف في اللغة، يقال: ضحكت المرأة: إذا حاضت. وكذلك الأرنب والضبع والخفاش
(1)
.
(1)
ولكن الْأَكْثَرُونَ على أَن الضحك هَاهُنَا هُوَ الضحك الْمَعْرُوف. كما قال السمعاني في (تفسيره 2/ 442). ولم يصح تفسير {فَضَحِكَتْ} : يعني حاضت، عن أحد من السلف، نعم روي ذلك عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم، ولكن الأسانيد إليهم واهية، وسيأتي مزيد بيان لذلك في البابين التاليين.
وإبراهيم صلى الله عليه وسلم هو جد إسرائيل؛ لأن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ولم ينزل على بني إسرائيل كتاب إلا على موسى، فدل ذلك على أن الحيض كان قبل بني إسرائيل. وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشهد لهذا التأويل وصحته" (التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن 5/ 10 - 11).
[التخريج]:
[خ 294 "والرواية الثانية له ولغيره"، 305 "واللفظ له"، 5548، 5559/ م (1211/ 119)"والرواية الرابعة والزيادة الأولى والرابعة له"، (1211/ 120)"والزيادة الثالثة له وهي رواية عند (خ) " / د 1772 "والزيادة الثانية والخامسة والرواية الثالثة له ولغيره" / ن 352، 2761 " والرواية الأولى له" / كن 348، 3909 / جه 2976 / حم 24109، 25838، 26085، 26344 / طا 1229 / طاو 150 / خز 3013 / حب 3796، 3838، 4009 / شف 115 / أم 121، 1104 / ثو 474/ طي 1516 / عل 4719 / هق 1491، 8875، 9374 / هقع 9204، 9206/ هقغ 1632 / طح (2/ 201، 203/ 3927 - 3928) / طحق 136، 1266، 1267، 1269 - 1271/ حق 917، 1257/ حمد 208، 209/ جعد 2918/ جا 472/ تمام 767/ كر (8/ 279) / استذ (13/ 22) / فوائد 767 / تمهيد (8/ 218) / عه 3740، 3742، 3743، 4103 / مسن 2800 - 2802، 2806 / مشكل 2429، 3853، 3928 / ودع 42، 179، 310 / غضائري 44 / مرتب (1/ 534، 535) / بغ
1913].
[السند]:
رواه البخاري (305) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.
أبو نعيم هو الفضل بن دُكين.
ورواه مسلم (1211) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعًا عن ابن عيينة، قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، به.
[تنبيه]:
قال النووي: ((وعن عائشة أيضًا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لها حين حاضت وهي محرمة: ((اصْنَعِي مَا يَصْنَعُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَغْتَسِلِي)). رواه البخاري ومسلم بهذا اللفظ" (المجموع 8/ 18).
قلنا: كذا قال، ولفظة ((حَتَّى تَغْتَسِلِي)) رواها مسلم وحده، وأما رواية البخاري فبلفظ:((حَتَّى تَطْهُرِي))، وضبَطها بعضهم:((حَتَّى تَطَّهَرِي)).
قال الولي العراقي: ((قوله ((حَتَّى تَطَّهَرِي)) بفتح الطاء وتشديدها وفتح الهاء أيضًا، وهو على حذف إحدى التاءين، وأصله:(تتطهري) كذا ضبطناه وحفظناه، ويدل له قوله في رواية مسلم:((حَتَّى تَغْتَسِلِي)). وذكر النووي في (شرح المهذب) أن رواية ((حَتَّى تَغْتَسِلِي)) رواها البخاري أيضًا، ولم أرها فيه)) (طرح التثريب 5/ 119).
وقال شمس الدين البِرْماوي: ((فإن صحت رواية: ((تَطَّهَرِي)) -بالتشديد-
فهو واضح في وجوب الغسل)) (اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح 2/ 472).
وعليه: تكون هذه الرواية موافقة لرواية مسلم في المعنى.
رِوَايَةُ: ((إِنَّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
…
فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي [وَقَدْ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ]، فَقَالَ:((مَا يُبْكِيكِ يَا هَنْتَاهُ؟)) قُلْتُ: سَمِعْتُ قَوْلَكَ لِأَصْحَابِكَ فَمُنِعْتُ العُمْرَةَ! قَالَ: ((وَمَا شَأْنُكِ؟)) قُلْتُ: لَا أُصَلِّي! قَالَ: ((فَلَا يَضِيرُكِ، إِنَّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ، كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكِ مَا كَتَبَ عَلَيْهِنَّ، فَكُونِي فِي حَجَّتِكِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَكِيهَا
…
)).
[الحكم]:
متفق عليه (خ، م).
[اللغة]:
قوله ((يَا هَنْتَاهُ))، قال ابن بطال:((هي كلمة يكنى بها عن اسم الإنسان، يقال للمرأة: يا هنتاه، أي: يا مرأة. وللرجل: يا هناه، أي: يا رجل. ولا يستعمل في غير النداء، ذكره سيبويه)) (شرح صحيح البخاري لابن بطال 4/ 238).
وقال أبو موسى المديني: " (يا هنتاه) بفتح النون: أي: يا هذه، وقد تسكن تخفيفًا. يقال: للمذكر إذا كني عنه: هن، وللمؤنث: هنة، وفي التثنية: هنان وهنوان وهنتان، وفي الجمع: هنات وهنوات" (المجموع المغيث في
غريبي القرآن والحديث 3/ 514).
وقال ابن الأثير: "وتفتح النون وتسكن، وتضم الهاء الآخرة وتسكن. وفي التثنية: هنتان، وفي الجمع: هنوات وهنات. وفي المذكر: هن وهنان وهنون. ولك أن تلحقها الهاء لبيان الحركة فتقول: يا هنه، وأن تشبع الحركة فتصير ألفًا فتقول: يا هناه، ولك ضم الهاء فتقول: يا هناه أقبل"(النهاية 5/ 279).
[التخريج]:
[خ 1560 "واللفظ له"، 1788/ م 1211/ كن 4437 "والزيادة له ولغيره" / خز 3155/ حب 3922، 3799 / عه 3737/ حق 980/ ودع (ص 314) / هق 8862 / منذ 776 / مسن 2803/ تمهيد (8/ 218، 219) / مكي 4].
[السند]:
قال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة، به.
رِوَايَةُ: ((وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ ابْتُلِيَ بِهِ نِسَاءُ بَنِي آدَمَ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ وَقَدْ نَفِسْتُ وَأَنَا مُنَكِّسَةٌ، فَقَالَ لِي:((أَنَفِسْتِ؟)) فَقُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا أَحْسِبُ النِّسَاءَ خُلِقْنَ إِلَّا لِلشَّرِّ!! فَقَالَ:((لَا، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ ابْتُلِيَ بِهِ نِسَاءُ بَنِي آدَمَ)).
[الحكم]:
إسناده ضعيف بهذه السياقة، وأعله ابن حجر بالانقطاع.
[التخريج]:
[حم 24565].
[السند]:
قال أحمد: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني أبو عبيد، قال: قالت عائشة:
…
به.
وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. والأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو. وأبو عبيد رجح ابن حجر أنه هو المذحجي مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات غير أنه معلول بالانقطاع؛ أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه لم يسمع من عائشة؛ قال ابن حجر: ((لم يفرد له الحسيني ترجمة ولا من تبعه ولا في شيوخ الأوزاعي أبو عبيد إلا حاجب سليمان بن عبد الملك ولم يدرك عائشة، ولا ذكرها المزي في شيوخه ولا في شيوخ أبي عبيد سعد
(1)
بن عبيد مولى ابن أزهر ولا في كنى التهذيب أبو عبيد
(1)
- في المطبوع -وأصله كما ذكر محققه-: ((سعيد))، والصواب المثبت كما في مصادر ترجمته، انظر (التهذيب 10/ 288).
غيرهما.
والأوزاعي لم يدرك مولى ابن أزهر ولم أرَ في الكنى للحاكم أبي أحمد من يمكن أن يكون شيخا للأوزاعي وهو يكنى أبا عبيد -إلا يونس بن ميسرة بن حلبس فإنه قيل: إنه يكنى أبا عبيد، ويقال أبا حلبس، لكنه لم يدرك عائشة.
والذي يظهر أن أبا عبيد هذا هو حاجب سليمان بن عبد الملك، وروايته هذه عنها مرسلة؛ ولذلك لم يذكر الإخبار ولا التحديث ولا العنعنة وإنما قال: قالت عائشة)) (التعجيل 2/ 498).
هذا، ولحديث عائشة روايات كثيرة، انظرها في موسوعة الحج، يَسَّر الله إخراجها.
* * *
3223 -
حَدِيثُ جَابِرٍ:
◼ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مُهِلِّينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَجٍّ مُفْرَدٍ، وَأَقْبَلَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها [مُهِلَّةً] 1 بِعُمْرَةٍ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفَ عَرَكَتْ، [حَتَّى إِذَا قَدِمْنَا طُفْنَا بِالْكَعْبَةِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحِلَّ مِنَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، قَالَ: فَقُلْنَا: حِلُّ مَاذَا؟ فَقَالَ: ((الْحِلُّ كُلُّهُ))، فَوَاقَعْنَا النِّسَاءَ، وَتَطَيَّبْنَا بِالطِّيبِ، وَلَبِسْنَا ثِيَابَنَا، وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا أَرْبَعُ لَيَالٍ، ثُمَّ أَهْلَلْنَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ] 2، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَوَجَدَهَا تَبْكِي، فَقَالَ:((مَا شَأْنُكِ؟ )) قَالَتْ: شَأْنِي أَنِّي قَدْ حِضْتُ وَقَدْ حَلَّ النَّاسُ وَلَمْ أَحْلِلْ وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَالنَّاسُ يَذْهَبُونَ إِلَى الْحَجِّ الآنَ! ، فَقَالَ:((إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ أَهِلِّي بِالْحَجِّ، [وَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ وَلَا تُصَلِّي] 3))، فَفَعَلَتْ، وَوَقَفَتِ الْمَوَاقِفَ، حَتَّى إِذَا طَهُرَتْ طَافَتْ بِالْكَعْبَةِ وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ،
…
الحَدِيَث.
[الحكم]:
صحيح (م)، دون الزيادات، وهي صحيحة، والحديث أصله عند البخاري بغير هذه السياقة.
[اللغة]:
" عَرَكت" - بفتح الراء -: أي حاضت، يقال: حاضت المرأة، وتحيضت ونَفِسَتْ ونُفِسَت وعَرَكتْ وطَمِثت وطَمْثَتْ ودَرَسَتْ وعَصَرتْ. كلها بمعنى: حاضت. انظر (إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض 4/ 241).
[التخريج]:
]
م (1213/ 136) واللفظ له / د 1779 "والزيادة الأولى والثانية له
ولغيره" / ن 2783/ كن 3931/ طاو 152 / حم 14322، 15244/ حميد 1042 "والزيادة الثالثة له ولغيره" / عه 3731، 3732 "والرواية له" / مشكل 3841 - 3843 / طح (2/ 201/ 3922) / مسن 2814، 2815/ محلى (7/ 173، 174) / ودع 43، 74، 332، 333 / هق 8796، 8817، 9497/ هقع 9265، 9266، 10029/ هقغ 1693/ بغ 1888/ مديني (لطائف 445)].
[السند]:
قال مسلم (1213): حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعًا، عن الليث بن سعد - قال قتيبة: حدثنا ليث -، عن أبي الزبير، عن جابر، به.
ورواه أبو داود: عن قتيبة، به بالزيادة الأولى والثانية.
وأصل الحديث عند البخاري في غير ما موضع (1651، 1785، 7230) بسياقة أخرى، وفيه: ((وَحَاضَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها، فَنَسَكَتْ المَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا طَهُرَتْ طَافَتْ بِالْبَيْتِ
…
)) إلخ.
تحقيق الزيادة الثالثة:
رواها عبد بن حميد (1042): عن أبي عاصم (الضحاك بن مخلد)، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله، به.
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن الإمام أحمد قد ضعَّف رواية أبي عاصم عن ابن جريج. انظر (شرح علل الترمذي 2/ 682).
ولكن أبا عاصم قد توبع:
فرواها الطحاوي في (شرح معاني الآثار 3922) من طريق عثمان بن الهيثم.
ورواها أبو عَوَانة (3732) من طريق محمد بن بكر البُرْساني، وحجاج بن محمد.
ثلاثتهم: عن ابن جريج به، إلا أن رواية أبي عوانة بلفظ: ((إِنَّ هَذَا أَمْرٌ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ حَوَّاءَ
…
)).
وهذه رواية بالمعنى، فبنات آدم هم أيضًا بنات حواء.
ورواية البرساني: عند مسلم (1213) وأحمد (3/ 309) وغيرهما.
ورواية حجاج: عند أبي نعيم في (المستخرج 2815)، وكلاهما بلفظ:((بنات آدم)).
فما عند أبي عوانة من تصرف أحد ممن دونهما، والمعنى صحيح وإن كان اللفظ غريبًا، والله أعلم.
* * *
رِوَايَةُ: ((أَنْتِ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ، يُصِيبُكِ مَا أَصَابَهُنَّ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عَائِشَةَ فِي حَجَّةِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ، فَلَمَّا كَانَتْ بِسَرِفَ حَاضَتْ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهَا، [فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: ((مَا لَكِ تَبْكِينَ؟)) قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنِي الْأَذَى،] فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّمَا أَنْتِ مِنْ بَنَاتِ
(1)
آدَمَ، يُصِيبُكِ مَا أَصَابَهُنَّ
(2)
…
)) الحَدِيَث.
[الحكم]:
صحيح (م) دون الزيادة، رواه مسلم إلا أنه اختصره ولم يَسُقْه بتمامه. وقد رواه عنه أبو عوانة بهذا التمام دون الزيادة، وهي صحيحة.
[التخريج]:
[م (1213/ 137) / حم 14942 "مطولًا، والزيادة له" / عه 3733 "واللفظ له" / طب 6569 مطولًا / هق 9498].
[السند]:
رواه مسلم (1213/ 137) -وعنه أبو عوانة (3733) - قال: حدثني أبو غسان المِسمعي، حدثنا معاذ -يعني ابن هشام-، حدثني أبي، عن مطر، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -أَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ
…
وساق الحديث بمعنى حديث الليث، وزاد في الحديث: قال: ((وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا سَهْلًا، إِذَا هَوِيَتِ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ،
…
)) إلخ.
(1)
- في المطبوع من مستخرج أبي عوانة: ((بَنِي)) والمثبت من بقية المراجع، وهو أصح.
(2)
- في المطبوع من مستخرج أبي عوانة: ((أَصَابَهُمْ)) والمثبت من بقية المراجع، وهو أصح.
هكذا أحال مسلم بأول الحديث على معنى حديث الليث بن سعد السابق، وقد رواه عنه أبو عوانة بتمامه كاملًا مع الزيادة التي ذكرها مسلم في آخره.
ورواه البيهقي (9498) من طريق محمد بن غالب بن حرب، ثنا أبو غسان مالك بن عبد الواحد، ثنا معاذ بن هشام، به نحو لفظ أبي عوانة.
فتبين بهذا أن اللفظ المثبت هو الذي اختصره مسلم دون الزيادة.
وبهذه الزيادة رواه أحمد (14942) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله - يعني الزبيري -، حدثنا مَعْقِل - يعني ابن عبيد الله الجزري -، عن عطاء، عن جابر، نحوه مطولًا.
وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين عدا معقل بن عبيد الله الجزري، فمن رجال مسلم، وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن كما في (السير 7/ 319)، بل ومما سبق يتبين أن هذا من صحيح حديثه.
وقد توبع عليه الزبيري:
فرواه الطبراني في (الكبير 6569) عن جعفر الفريابي، ثنا أبو جعفر النُّفَيْلي، قال: قرأت على معقل بن عبيد الله، به مطولًا.
هذا، ولحديث جابر روايات أخرى، انظرها في موسوعة الحج، يَسَّر الله إخراجها.
* * *
3224 -
حَدِيَثُ أُمِّ سَلَمَةَ:
◼ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي لِحَافِهِ، فَوَجَدْتُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ مِنَ الْحَيْضَةِ، فَانْسَلَلْتُ مِنَ اللِّحَافِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(([مَا لَكِ؟ ] 1 أَنَفِسْتِ؟ )) قُلْتُ: وَجَدْتُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ مِنَ الْحَيْضَةِ! قَالَ: ((ذَلِكِ مَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ)). قَالَتْ: فَانْسَلَلْتُ فَأَصْلَحْتُ مِنْ شَأْنِي [فَاسْتَثْفَرْتُ بِثَوْبٍ] 2، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((تَعَالَيْ، فَادْخُلِي مَعِي فِي اللِّحَافِ)) قَالَتْ: فَدَخَلْتُ مَعَهُ.
[الحكم]:
صحيح المتن مفرقًا، وأصله في الصحيحين دون قوله ((ذَلِكِ مَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ))، فإنما صح هذا في قصة عائشة من حديثها وحديث جابر.
وهذا إسناده مختلف فيه؛ فأعله: ابن عبد البر وابن رجب. وصححه: البوصيري وتبعه السندي. وحَسَّنْه: الألباني.
[اللغة]:
قولها: ((فَاسْتَثْفَرْتُ بِثَوْبٍ))، قال الخطابي:"والاستثفار أن تحتجز بثوب وتشده على موضع الدم ليمنع السيلان"(معالم السنن 2/ 199).
وقال النووي: "وهو أن تشد في وسطها شيئًا، وتأخذ خرقة عريضة تجعلها على محل الدم، وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها في ذلك المشدود في وسطها، وهو شبيه بثفَر الدابة - بفتح الفاء -"(شرح مسلم 8/ 172).
[التخريج]:
[جه (دار إحياء الكتب العربية 637)
(1)
"واللفظ له" / حم 26525
(1)
سقط الحديث من طبعة دار التأصيل، وهو مثبت في غيرها من الطبعات، كطبعة دار الرسالة العالمية، ودار الجيل، ودار الصديق، وغيرها، وكذا ذكره المزي في (التحفة 13/ 42 - 43).
"والزيادة الثانية له" / مي 1067 "والزيادة الأولى له" / عل 7015 / مسد (مصباح الزجاجة 1/ 140) / طب (23/ 263/ 555) / تمهيد (3/ 164، 165)].
[السند]:
رواه ابن ماجه (637) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، عن أم سلمة، به.
ومداره عند الجميع على محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة -، عن أبي سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف -، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين عدا مُحَمَّد بن عَمْرو بن علقمة، فلم يحتج به الشيخان، وإنما رويا له في المتابعات، وهو صدوق له أوهام، كما في (التقريب).
وقد خولف فيه سندًا ومتنًا:
خالفه يحيى بن أبي كثير، فرواه عن أبي سلمة، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم سلمة نحوه دون قوله:((ذَلِكِ مَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ)).
خرجه البخاري (298، 322)، ومسلم (296)، وغيرهما من طرق عن يحيى به.
ويحيى إمام لا يقارن بابن عمرو، قال أيوب السّخْتِياني:((ما علمت أحدًا كان أعلم بحديث أهل المدينة بعد الزهري من يحيى بن أبي كثير)) (شرح علل الترمذي 1/ 432).
ولذا صَوَّب بعضُ العلماءِ روايةَ يحيى:
فقال ابن عبد البر: ((القول عندهم قول يحيى بن أبي كثير، وهو أثبت من محمد بن عمرو في أبي
(1)
سلمة، وقد أدخل بين أبي سلمة وأم سلمة زينب بنت أم سلمة، وهو الصواب)) (التمهيد 3/ 165 - 166).
وقال ابن رجب: ((أسقط بعض الرواة من إسناد هذا الحديث زينب بنت أبي سلمة، وجعله عن أبي سلمة، عن أم سلمة. والصواب: ذِكر زينب فيه)) (فتح الباري له 2/ 23).
ولم يبالِ بعضهم بهذا الاختلاف:
فقال البوصيري عقبه: ((هذا إسناد صحيح رجاله ثقات
…
وهو في الصحيحين والنسائي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سلمة بمعناه، خلا قوله:(ذاك ما كتب على بنات آدم))) (الزوائد 1/ 140).
وأقره السندي في (الحاشية 1/ 219)، وقال الألباني:((حسن)) (صحيح ابن ماجه 526/ 642).
فأما مغلطاي فعزاه للصحيحين، ولم يشر إلى الخلاف أصلًا! فقال عقبه: ((هذا حديث خرجاه في صحيحيهما، وفي كتاب الدارمي زيادة: ((وَكَانَتْ
(1)
- في المطبوع من التمهيد: ((أم))، وهو خطأ ظاهر.
هِيَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلَانِ مِنَ الإِنَاء الوَاحِدِ مِنَ الجَنَابَةِ، وكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ)) (شرح ابن ماجه 3/ 152، 153).
قلنا: وفاته أن هذه الزيادة عند البخاري (322، 1929)، ومسلم (296/ 5، 324/ 49)، ولكن بالسند المذكور آنفًا.
نعم، قد رواه عثمان الحاطبي، وعنبسة بن عمار الدوسي، وعمار بن معاوية الدُّهْنِي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة به، مقتصرًا على زيادة الاغتسال من الإناء الواحد. انظر (مسند ابن راهويه 1881، 1923، 1924).
وفي رواية الحاطبي وعمار، عن أبي سلمة قال: حدثتني أم سلمة.
فيحتمل أنه عند أبي سلمة على الوجهين، سمعه من زينب عن أمها، ثم من أمها أم سلمة، لاسيما وقد رُوي عن يحيى على هذا الوجه أيضًا:
فرواه عبد الرزاق (1245) - وعنه ابن راهويه (1837) - عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أم سلمة به مطولًا.
وهذا وإن كان مخالفًا لرواية عدد من أصحاب يحيى الثقات كالدَّسْتَوائي، وهمام، وشيبان، وأبان، وغيرهم، إلا أن القول بصحة الوجهين أَوْلى من تخطئة عدد من الثقات، والله أعلم.
هذا من ناحية السند، فأما من ناحية المتن، فلم يتابَع محمد بن عمرو على زيادته في الحديث:((ذَلِكِ مَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ)).
فلم يذكرها أحد ممن رواه عن يحيى ولا ممن رواه عن أبي سلمة غيره، بل قد جاء الحديث عن أم سلمة من طرق أخرى كثيرة، وليس فيها هذه الزيادة.
فالظاهر أن ابن عمرو وهِم فيها، أو دخل عليه حديث في حديث؛ فإن هذه الزيادة محفوظة في قصة عائشة رضي الله عنها، بحجة الوداع، وقد سبقت من روايتها ورواية جابر بن عبد الله، رضي الله عنهم جميعًا.
[تنبيه]:
الحديث عند ابن راهويه (1836) عن عبدة بن سليمان، نا محمد بن عمرو، به، دون موضع الشاهد منه، وهو زيادة:((ذَلِكِ مَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ)).
* * *