المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌573 - باب دخول الحائض المسجد - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٦

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الحيض والنفاس

- ‌أَبْوَابُ الْحَيْضِ

- ‌557 - بَابُ بَدْءِ الْحَيْضِ

- ‌558 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَحْدَاثِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ التِي مِنْ أَجْلِهَا سُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ

- ‌559 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الذَّنْبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أُعْقِبَ بَنَاتُ آدَمَ بِالْحَيْضِ

- ‌560 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الحَيْضَ مِنَ الشَّيْطَانِ

- ‌561 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الحَيْضَ كَفَّارَةٌ

- ‌562 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي حَيْضِ المَرْأَةِ مِنْ دُبُرِهَا

- ‌563 - بَابُ الْحَيْضِ عَلَامَةُ الْبُلُوغِ

- ‌564 - بَابُ مَنِ اتَّخَذَ ثِيَابَ الْحَيْضِ سِوَى ثِيَابِ الطُّهْرِ

- ‌565 - بَابُ الحَائِضِ تَتْرُكُ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ

- ‌566 - بَابُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ دُونَ الصَّلَاةِ

- ‌567 - بَابُ الحَائِضِ تَسْمَعُ آيَةَ السَّجْدَةِ

- ‌568 - بَابُ الحَائِضِ تَذْكُرُ اللهَ

- ‌569 - بَابُ شُهُودِ الحَائِضِ خُطْبَةَ العِيدِ وَاعْتِزَالِهَا الصَّلَاةَ

- ‌570 - بَابٌ فِي رُقْيَةِ الحَائِضِ

- ‌571 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي نَهْيِ الحَائِضِ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ

- ‌572 - بَابُ قِرَاءَةِ الرَّجُلِ فِي حِجْرِ امْرَأَتِهِ وَهِيَ حَائِضٌ

- ‌573 - بَابُ دُخُولِ الحَائِضِ المَسْجِدَ

- ‌574 - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا تَدْخُلُ الحَائِضُ المَسْجِدَ

- ‌575 - بَابُ طَهَارَةِ جِسْمِ الحَائِضِ، وَجَوَازِ مُؤَاكَلَتِهَا وَمُشَارَبَتِهَا

- ‌576 - بَابُ طَهَارَةِ عَرَقِ الْحَائِضِ

- ‌577 - بَابُ غَسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ

- ‌578 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْحَائِضِ

- ‌579 - بَابُ الْحَائِضُ تَخْتَضِبُ

- ‌580 - بَابُ تَحْرِيمِ إِتْيَانِ الْحَائِضِ

- ‌581 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الوَلَدَ الذِي تَحْمِلُ بِهِ المَرْأَةُ مِنْ وَطْءٍ فِي الحَيْضِ- قَدْ يُصَابُ بِالجُذَامِ

- ‌582 - بَابٌ فِي كَفَّارَةِ مَنْ أَتَى حَائِضًا

- ‌583 - بَابُ الِاضْطِجَاعِ مَعَ الْحَائِضِ

- ‌584 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مُبَاشَرَةِ الْحَائِضِ إِذَا اتَّزَرَتْ

- ‌585 - بَابُ مَا جَاءَ فِي بَيَانِ مَوْضِعِ الاتِّزَارِ

- ‌586 - بَابُ صِفَةِ الثَّوْبِ الذِي تُبَاشَرُ فِيهِ الحَائِضُ

- ‌587 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ لِلَّرجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ الحَائِضِ كُلَّ مَا سِوَى الفَرْجِ

- ‌588 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الاسْتِدْفَاءِ بِالحَائِضِ

- ‌589 - بَابُ مَا رُوِي فِي أَنَّ لَيْسَ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ الْحَائِضِ إِلَّا مَا فَوْقَ الإِزَارِ

- ‌590 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ لَيْسَ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ الحَائِضِ إِلَّا مَا فَوْقَ السُّرَّةِ

- ‌591 - بَابُ مَا رُوِي فِي اعْتِزَالِ فِرَاشِ الحَائِضِ

- ‌592 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مُبَاشَرَةِ الحَائِضِ بِغَيْرِ إِزَارٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ

- ‌593 - بَابُ مُدَّةِ الْحَيْضِ

- ‌594 - بَابُ إِذَا حَاضَتِ فِي شَهْرٍ ثَلَاثَ حِيَض، وَمَا يُصَدَّقُ النِّسَاءُ فِي الحَيْضِ، فِيمَا يُمْكِنُ

- ‌595 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الأَمْرِ بِدَفْنِ دَمِ الحَيْضِ

- ‌596 - بَابُ وُجُوبِ الاغْتِسَالِ مِنَ الحَيْضِ إِذَا طَهُرَتِ المَرْأَةُ

- ‌597 - بَابُ الْحَائِضِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ

- ‌598 - بَابُ نَقْضِ الْمَرْأَةِ شَعْرَهَا عِنْدَ غُسْلِ الْمَحِيضِ

- ‌599 - بَابُ امْتِشَاطِ الْمَرْأَةِ عِنْدَ غُسْلِهَا مِنَ الْمَحِيضِ

- ‌600 - بَابُ الطِّيبِ لِلمَرَأَةِ عِنْدَ غُسْلِهَا مِنَ المَحِيضِ

الفصل: ‌573 - باب دخول الحائض المسجد

‌573 - بَابُ دُخُولِ الحَائِضِ المَسْجِدَ

3258 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ)). قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: (([تَنَاوَلِيهَا؛ فَـ] 1 ـإِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)). [فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ]2.

[الحكم]:

صحيح (م)، دون الزيادة الثانية، وهي صحيحة.

[فائدة]:

قال الترمذي عقب الحديث: ((حديث عائشة حسن صحيح، وهو قول عامة أهل العلم، لا نعلم بينهم اختلافًا في ذلك: بأن لا بأس أن تتناول الحائض شيئًا من المسجد)).

ومع هذا ذهب القاضي عياض - وتبعه النووي وغيره - إلى أن قوله: (من المسجد) متعلق بـ ((قال))، أي: فليس هو من كلامه عليه الصلاة والسلام، وإنما هو من قول عائشة رضي الله عنها.

فأصل الحديث عندهم هكذا: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد: (ناوليني الخمرة).

قال الألباني: ((وهذا خلاف ظاهر الحديث، ويبعد جدًّا أن يكون أصل الحديث ما ذكروا، ثم يتفق جميع الرواة على روايته بصورة لا يتبادر إلى

ص: 154

الذهن إلا أن قوله: (من المسجد) هو من قوله عليه الصلاة والسلام وأنه متعلق بقوله: (ناوليني). يؤيد ما ذكرنا أن أصحاب السنن الأربعة إلا النسائي ترجموا للحديث بما يدل عليه ظاهره فقالوا: (باب الحائض تتناول الشيء من المسجد))) (الثمر المستطاب 2/ 741).

[التخريج]:

[م (298/ 11) واللفظ له، (298/ 12) والزيادة الأولى له ولغيره / د 261/ ت 135/ ن 276، 277، 388/ كن 329/ جه 610/ حم 24184، 24695، 24794، 24807، 24832، 25404، 25796، 25919، 26084/ مي 1088، 1094/ حب 1352، 1353/ عه 960 والزيادة الثانية له ولغيره - 962/ طي 1533، 1613/ عب 1268/ ش 7490/ عل 4488، 4666/ طس 1294/ جا 102/ مسن 686، 687/ سعد (1/ 403) / منذ 2926/ معر 2339/ آثار 168/ بغ 320/ تمهيد (3/ 170 - 172) / مصح 732/ معقر 268/ متفق 338/ حق 915، 916، 1433، 1717، 1763، 1787/ مخلص 1867/ حل (9/ 23) / ضح 158/ فكه 217/ سمك 32/ محلى (2/ 184) / طوسي 116/ بلا (1/ 416) / هق 898، 899، 920، 4176/ طحق 161 - 163/ حرف (رواية الأنصاري 47) / حداد 342].

[السند]:

رواه مسلم (298/ 11) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية)، عن الأعمش، عن ثابت بن عُبيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

ثم قال: (298/ 12) حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن أبي زائدة، عن حجاج

ص: 155

وابن أبي غنية، عَن ثَابت بن عُبَيد، عَن القَاسم بن مُحَمد، عَن عَائشَةَ قَالَتْ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُنَاوِلَهُ الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: ((تَنَاوَلِيهَا فَإِنَّ الْحَيْضَةَ

)).

ورواه الطيالسي (1533) - ومن طريقه أبو عوانة (960) - قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به، مع الزيادة الثانية:((فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ))، وهي عند أحمد (25404) وابن حبان (1353) من رواية غندر عن شعبة، مقتصرًا على قولها:((فَنَاوَلْتُه))، وسنده على شرط مسلم.

هذا وقد رواه أبو عوانة (962) من طريق محمد بن سلمة الكوفي- وهو شامي أيضًا يُعرف بالنباتي-، عن الأعمش، عن ثابت بن عُبَيد، عن القاسم بن محمد، وعن مسلم بن صُبَيح، عن مسروق، عن عائشة، به بلفظ:((إِنَّ ذَاكَ مِنْكِ لَيْسَ فِي يَدَيْكِ)).

وذكر مسلم هنا خطأ من ابن سلمة، انفرد به من بين أصحاب الأعمش، وليس هو بأهل لذلك، لم يعرفه أبو حاتم، وجرحه ابن حبان (اللسان 6852).

[تنبيه]:

الحديث رواه ابن راهويه (1787) عن النضر بن شُمَيل، نا إسرائيل، نا أبو إسحاق، عن القاسم بن مُخَيمرَة، عَن شُرَيح بن هانئ، عن عائشة به بلفظ ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ)).

والظاهر أن ((في)) محرفة عن ((مِن))، فقد رواه المخلص (1867) من طريق خلاد بن أسلم قال: أخبرنا النضر بن شميل بسنده بلفظ: ((نَاوِلِينِي

ص: 156

الخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ)).

ويحتمل إن كانت الكلمة غير محرفة أن معناه: ((الخمرة التي في المسجد))، وإلا فإسناده غريب كما قال المخلص عقبه، وكذلك الدَّارَقُطْنِيّ: ((وقول النضر بن شميل

إن كان حفظه فقد أغرب به)) (العلل 8/ 366).

قلنا: أبو إسحاق كان يضطرب في هذا الحديث كما سنبينه تحت حَدِيث ابنِ عُمَرَ.

رِوَايَةُ: ((وَكَانَتِ الْخُمْرَةُ فِي المَسْجِدِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ بِزِيَادَةِ: ((

وَكَانَتِ الْخُمْرَةُ فِي الْمَسْجِدِ)).

[الحكم]:

غريب بهذه الزيادة، وإسنادها حسن، ويشهد لها ظاهر قوله:((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ)).

[التخريج]:

[معر 2339].

[السند]:

قال ابن الأعرابي في (معجمه): نا المفضل، نا أبو حُمَّةَ، نا أبو قُرة، ذكر سفيان، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَاوِلِينِي الخُمْرَةَ مِنَ المَسْجِدِ

)) الحديث.

المُفضَّل هو ابن محمد بن إبراهيم الجَنَدي. وأبو حُمَّةَ هو محمد بن

ص: 157

يوسف الزبيدي. وأبو قُرة هو موسى بن طارق الزبيدي. وسفيان هو الثوري.

[التحقيق]:

هذا إسناد حسن؛ رجاله كلهم ثقات، سوى أبي حمة، وهو صدوق، وكان محدث اليمن في وقته، وهو راوية سنن أبي قرة. وقد وثقه أبو علي النيسابوري الحافظ كما في (المستدرك للحاكم 3332)، وذكره ابن حبان في (الثقات 9/ 104) وقال:"ربما أخطأ وأغرب". وقال الحافظ: "صدوق"(التقريب 6418).

وقد رواه عبد الرزاق (1268).

وابن حبان (1352) من طريق معاوية بن هشام.

وابن المنذر (212) من طريق عبد الله بن الوليد.

وابن أبي داود في (المصاحف 732) من طريق الحسين بن حفص.

كلهم عن الثوري به دون الزيادة.

فإن كان أبو قرة حفظها فهي زيادة حسنة، ومعناها صحيح يشهد لها ظاهر الحديث كما بيَّنَّاه في الفوائد آنفًا.

ص: 158

رِوَايَةُ: ((نَاوِلِينِي هَذَا الثَّوْبَ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَاوِلِيِنِي هَذَا الثَّوْبَ))، وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ، فَقُلْتُ: إِنَّي حَائِضٌ، فَقَالَ:((إِنَّ الحَيْضَ لَيْسَ فِي يَدِكَ))، فَنَاوَلْتُهُ.

[الحكم]:

ضعيف بهذا اللفظ من حديث عائشة. وصح نحوه من حديث أبي هريرة.

[التخريج]:

[ضح (2/ 66، 67) "واللفظ له" / تمهيد (3/ 172) معلقًا بنقله من بعض مصنفات دحيم].

[السند]:

قال الخطيب في (موضح أوهام الجمع والتفريق): أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري، حدثنا مالك بن يحيى، حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، حدثني حريث بن عمرو، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به.

وعلقه ابن عبد البر عن دحيم قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن حريث، به. إلا أنه لم يذكر فيه قولها:((وهو في مصلاه))!

ومحمد بن عبيد هو الطنافسي، ثقة يحفظ حديثه.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه حريث بن عمرو، وهو حريث بن أبي مطر:((ضعيف)) كما في (التقريب 1182).

ص: 159

وقد جاء عن حريث نفسه بمثل اللفظ المحفوظ في حديث عائشة رضي الله عنها:

فرواه إسحاق (1433) عن وكيع، نا حريث، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ)).

فأما بلفظ ((الثوب)) الذي رواه عنه شجاع والطنافسي، فإنما يُعرف من حديث أبي هريرة بنحوه كما سيأتي، وهي قصة أخرى سوى هذه القصة. والله أعلم.

ص: 160

رِوَايَةُ ((أَلْقِيَ لِي الْخُمْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَلْقِيَ لِي الخُمْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ)). فَقُلْتُ: إِنَّي حَائِضٌ فَقَالَ: ((إِنَّ حَيْضَكِ لَيْسَ فِي يَدِكِ، أَلْقِيهَا إِلَيَّ)) قَالَتْ: فَأَلْقَيْتُهَا لَهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا.

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدَّا بهذه السياقة.

[التخريج]:

[طس 3712].

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا عثمان بن عمر قال: نا إبراهيم بن أبي سويد الذَّارع قال: نا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان قال: نا الحكم بن عتيبة، عن البَهِي مولى الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، به.

ثم قال: ((لم يَرْوِ هذا الحديث عن الحكم إلا إبراهيم)).

[التحقيق]:

هذا إسناد واهٍ جدًّا؛ فيه: إبراهيم بن عثمان أبو شيبة، وهو متروك الحديث كما في (التقريب 215).

والمحفوظ عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لها: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ))، وليس:((أَلْقِيَ لِي الْخُمْرَةُ فِي الْمَسْجِدِ)). وإن كان هذا اللفظ صح معناه في قصة أخرى من حديث أبي هريرة كما سيأتي في الباب.

ص: 161

رِوَايَةُ ((إِنَّ حَيْضَ الْمَرْأَةِ لَيْسَ فِي يَدِهَا وَلَا فَمِهَا)):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ)). قُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، قَالَ:((نَاوِلِينِيهَا، فَإِنَّ حَيْضَ الْمَرْأَةِ لَيْسَ فِي يَدِهَا وَلَا فَمِهَا)).

[الحكم]:

صحيح المتن، دون قوله ((وَلَا فَمِهَا)) فمنكر.

[التخريج]:

[أصبهان (1/ 436 - 437)].

[السند]:

قال أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا علي بن مسلم الطوسي، ثنا عباد بن العوام، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد واهٍ جدًّا؛ فيه: عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فإنه ((متروك)) (التقريب 3356).

وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، ترجم له أبو نعيم في (تاريخ أصبهان 2/ 84)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

والحديث صحيح بما تقدم، دون عبارة:((وَلَا فَمِهَا))، فإنها زيادة منكرة.

ص: 162

رِوَايَةُ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْجَارِيَةِ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْجَارِيَة وَهُوَ فِي المَسْجِدِ: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ))، قَالَتْ [عَائِشَةُ]: أَرَادَ أَنْ يَبْسُطَهَا فَيُصَلِّيَ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: ((إِنَّ حَيْضَتَهَا لَيْسَتْ فِي يَدِهَا)).

[الحكم]:

منكر بهذا اللفظ، وإسناده معلول، وأعله: أحمد وأبو حاتم. وأنكره الألباني بهذا اللفظ، وقال:((صحيح دون ذكر الجارية، وبلفظ الخطاب لعائشة)).

[التخريج]:

[حم 24747، 25460 واللفظ له، 25461/ مي 1088/ حب 1351/ حق 1607 والزيادة له ولغيره/ سعد (1/ 403) / مخلدي (ق 288/ أ)].

[السند]:

رواه أحمد (25460)، عن عبد الرحمن بن مهدي، وأيضًا (25461) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وأيضًا (24747) عن أبي سعيد جردقة.

ورواه الدارمي وإسحاق: عن أبي الوليد الطيالسي، قرنه إسحاق بموسى القاري.

ورواه ابن سعد: عن ابن سابق. ورواه المخلدي: من طريق مصعب بن المقدام.

سبعتهم: عن زائدة بن قدامة، عن السُّدَّيّ، عن عبد الله البَهِي، عن عائشة، به.

ص: 163

واللفظ لابن مهدي، وقال البقية: ((إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ:

إلخ))، وذكروا فيه أن البَهِيّ قَالَ:((حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ)).

فمداره عندهم على زائدة بن قدامة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله رجال مسلم، ولكن فيه علَّتان:

الأولى: عبد الله البَهِيّ مختلف في سماعه من عائشة.

فأنكره أحمد وغيره، فنقل الأثرم عن أحمد أنه أنكر سماعه من عائشة، وقال:((ما أرى في هذا شيئًا، إنما يَروي عن عروة)).

وقال أبو داود لأحمد: ((سمع البهي من عائشة؟ قال: لا، وقد قال قوم ذاك، وما أدري فيه شيء، البهي إنما يُحدّث عن عروة)) (المسائل برواية أبي داود رقم 2067).

ولذا قال في هذا الحديث: ((كان عبد الرحمن قد سمعه من زائدة، فكان يدع فيه: حدثتني عائشة، وينكره)) (المراسيل 420).

وقال أبو حاتم -وقد سئل عن حديث البهي هذا-: ((البهي يُدخل بينه وبين عائشة: عروة، وربما قال: حدثتني عائشة. ونفس البهي لا يُحتج بحديثه وهو مضطرب الحديث)) (علل ابن أبي حاتم رقم 206).

بينما أثبت البخاري سماعه من عائشة كما في (علل الترمذي الكبير ص 387)، وهو ظاهر صنيعه في (التاريخ الكبير 2/ 135).

وقال ابن حبان: ((كان يجالس عائشة كثيرًا))! (الثقات 5/ 48).

ومال ابن رجب إلى القول بعدم ثبوت السماع (شرح علل الترمذي 2/ 593).

ص: 164

الثانية: السُّدِّيّ -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، السدي الكبير- مختلف فيه: فلَينه أبو زرعة وضَعَّفه جماعة، ومشاه آخرون (تهذيب التهذيب 1/ 314)، وقال الحافظ:((صدوق يهم)) (التقريب 463).

قلنا: وقد وهم في هذا الحديث، حيث جعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية وهو في المسجد، وقد خولف في ذلك:

فرواه أحمد (24794، 25796)، وابن المقرئ (268)، والمخلص (545) من طريق شريك النخعي، عن العباس بن ذَريح، عن البَهِيّ، عن عائشة، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ))، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: ((إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)). وقد خرجناه ضمن الرواية الأولى.

والعباس هذا ثقة. وشريك وإن ساء حفظه بأخرة إلا أنه حفظه، فقد سبق في الصحيح من رواية ثابت بن عُبيد عن القاسم عن عائشة، بمثل رواية ابن ذريح عن البهي. وكذا رواه السّبيعي عن البهي، إلا أنه اضطرب في سنده كما سنبينه تحت حَدِيث ابنِ عُمَرَ.

ولذا قال الألباني: ((صحيح دون ذكر الجارية، وبلفظ الخطاب لعائشة)) (التعليقات الحسان 3/ 55).

وقال أيضًا: ((وفي رواية السدي أنه عليه الصلاة والسلام كان في المسجد حين قال ذلك، لكن السدي هذا .. وإن كان ثقة، ففيه كلام، وفي (التقريب): ((صدوق يهم))، فمثله إذا تفرد بزيادة دون جميع الرواة، لا تطمئن النفس لثبوتها. أقول هذا وإن كانت هذه الزيادة قد صحت عن صحابي آخر وهو أبو هريرة كما يأتي، إلا أنه يحتمل أن تكون هذه قصة أخرى، بل هذا هو الأقرب إلى ظاهر الرواية. ويدلك أن الواقعة متعددة أن

ص: 165

المطلوب في هذه هو: (الثوب)، وفي تلك:(الخمرة) -وهي حصير أو نسيج خوص ونحوه من النباتات كما سبق-. والقول بأنها واقعة واحدة يحتاج إلى كثير من التكلف كما بينه السندي في حاشيته على مسلم)) (الثمر المستطاب 2/ 740، 741).

وذهل عن ذلك الألباني في (الإرواء 1/ 212)، فقال:((سنده صحيح على شرط مسلم))! .

[تنبيه]:

الحديث رواه أبو نعيم في (الحلية 9/ 23) عن حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا ابن مهدي، عن زائدة، عن السُّدِّيّ، عن عبد الله الْبَهِيّ، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ)) إِذْ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. قَالَ: ((إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)).

هكذا دون ذكر الجارية، وبلفظ الخطاب لعائشة، كما هو محفوظ في أصل الحديث، ولكن المعروف عن زائدة ما سبق، وكذا رواه أحمد عن ابن مهدي. فإن لم يكن أبو نعيم قد تصرف في متنه اختصارًا، فقد وهم فيه حبيب، وهو القزاز، ضَعَّفه البرقاني ووثقه غيره.

ص: 166

3259 -

حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ:((يَا عَائِشَةُ، نَاوِلِينِي الثَّوْبَ))، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ (إِنِّي لَسْتُ أُصَلِّي)، فَقَالَ:((إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ))؛ فَنَاوَلَتْهُ.

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (299/ 13) واللفظ له/ ن 275، 387 / كن 328/ حم 9533 "والرواية له ولغيره" / عه 963/ بز 9753/ مسن 688/ هق 920/ مخلدي (ق 288/أ)].

[السند]:

قال مسلم: حدثني زهير بن حرب، وأبو كامل، ومحمد بن حاتم، كلهم: عن يحيى بن سعيد، - قال زهير: حدثنا يحيى -، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، به.

ورواه أحمد وغيره: عن يحيى، به. بالرواية المذكورة.

ص: 167

3260 -

حَدِيثُ أَنَسٍ:

◼ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ)). قَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. قَالَ: ((إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن بما سبق. وإسناده حسن في الشواهد.

[التخريج]:

[بز 7519].

[السند]:

قال البزار: حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب الطائي، حدثنا أبو عاصم، عن شبيب بن بشر، عن أنس، به.

ثم قال: ((وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد)).

وأبو عاصم هو الضحاك بن مَخْلَد أبو عاصم النبيل الحافظ.

[التحقيق]:

رجال إسناده ثقات، عدا شبيب بن بشر هذا؛ فقد وثقه ابن معين، وضَعَّفه أبو حاتم، وقال عنه الحافظ:((صدوق يخطئ)) (التقريب 2738).

وقال الهيثمي: ((رواه البزار، ورجاله موثقون)) (مجمع الزوائد 1558).

وقد سبق في صحيح مسلم من حديث عائشة.

ص: 168

3261 -

حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ:

◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها:(([يَا عَائِشَةُ، ] 1 نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ))، فَقَالَتْ:[يَا رَسُولَ اللهِ] 2 إِنِّي قَدْ أَحْدَثْتُ (إِنِّي حَائِضٌ) 1، فَقَالَ:((أَوَحَيْضَتُكِ فِي يَدِكِ؟ ! (إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ) 2 (إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي كَفِّكِ) 3)).

[الحكم]:

صحيح المتن حديث عائشة، ولا يثبت من حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ.

[التخريج]:

[حم 5382 "واللفظ له"، 5589 "والرواية الثالثة له ولغيره"، 25796 "والرواية الأولى والثانية له ولغيره" / سعد (1/ 404) "والزيادتان له" / عد (6/ 125)، (9/ 207) / سمك 14/ آجر (فوائد ق 96/أ)].

[التحقيق]:

له ثلاثة طرق عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

الأول:

رواه أحمد (25796) عن وكيع، وابن عدي (6/ 125) من طريق داود بن عمرو. كلاهما عن شريك.

ورواه أحمد (5382) عن الحسن الأشيب، حدثنا زهير.

كلاهما (شريك وزهير) عن أبي إسحاق، عن البَهي، عن ابن عمر، به.

وهذا إسناد معل باضطراب أبي إسحاق السَّبيعي، وقد اختلط بأخرة، وسماع زهير -وهو ابن معاوية- منه بعد الاختلاط، بينما سماع شريك منه قديم على سوء حفظه.

ص: 169

وقد اختُلف فيه على أبي إسحاق:

فرواه عنه زهير وشريك كما سبق، وخالفهما إسرائيل:

فرواه أحمد (24807، 26084)، وإسحاق (1717، 1763)، والطحاوي في (الأحكام 162) وابن عبد البر في (التمهيد 3/ 171، 172) من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البَهي

(1)

، عن ابن عمر، عن عائشة، به.

فجعله من حديث عائشة، وإسرائيل قديم السماع من جده على الراجح.

وخالفهم جميعًا أبو الأحوص سلام بن سليم:

فرواه الطيالسي (1613)، وابن ماجه (610)، والطحاوي في (الأحكام 163)، وابن عبد البر في (التمهيد 3/ 171) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن البَهي

(2)

، عن عائشة، به.

فجعله من حديث عائشة أيضًا، لكنه لم يذكر ابن عمر، وهو ما رجحه الدَّارَقُطْنِيّ فقال:((والقول قول من قال: عن البهي عن عائشة)).

وقال الألباني: ((وأغلب الظن أن هذا الاختلاف إنما هو من أبي إسحاق نفسه لا من الرواة عنه؛ فإنه كان قد اختلط في آخر عمره، ويترجح عندي أن الصواب رواية من قال: عنه عن البهي عنها، فقد تابعه إسماعيل السُّدّيّ)) (الثمر 2/ 739).

(1)

- تحرف في المطبوع من (التمهيد) إلى: ((أنس))! ! ، وقد جاء في بعض النسخ على الصواب كما في حاشيته، ويدل على صحة ما في هذه النسخة أنه عند الطحاوي من نفس طريق التمهيد على الصواب.

(2)

- تحرف في مطبوع (التمهيد) إلى: ((أنس))! ، والصواب المثبت، كما بيناه في التعليق السابق.

ص: 170

قلنا: ورواية السدي ذكرناها تحت حديث عائشة، وفيها بعض المخالفة كما بَيَّنه الشيخ نفسه، فالأَولى أن يستدل على ترجيح رواية أبي الأحوص بمتابعة العباس بن ذريح لشيخه أبي إسحاق على هذا الوجه - وقد أشرنا إليها تحت رواية السدي - هذا فضلًا عن إتقان أبي الأحوص، وأن روايته عن أبي إسحاق في الصحيحين؛ ولذا عُد من القدماء، ولم يتكلم أحد في حديثه عن أبي إسحاق، بخلاف زهير وإسرائيل.

وعلى الوجه الذي رواه أبو الأحوص، فالسند منقطع على القول بأن البهي لم يسمع من عائشة. وهو ما ذهب إليه أحمد وغيره كما سبق.

وعلى القول بأن إسرائيل من القدماء، فهو دليل على أن الاختلاف فيه من قِبل أبي إسحاق وأنه اضطرب فيه.

ومع ذلك قال الهيثمي: ((رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح)) (المجمع 1557).

وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (حديث رقم 5382).

الطريق الثاني:

رواه أحمد (5589) قال: حدثنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، به.

ورواه ابن سعد وابن عدي (9/ 207) من طريق هشيم، به.

وقد توبع هشيم: فرواه ابن السماك في (جزء حنبل) من طريق عمرو بن عون، عن خالد الواسطي، عن ابن أبي ليلى، به.

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن، فإنه سيئ الحفظ جدًّا

ص: 171

(التقريب 6081).

ولذا قال ابن طاهر القيسراني: ((رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

ومحمد هذا ضعيف)) (الذخيرة 1496).

الثانية: أنه معلول بالوقف، فقد خولف فيه ابن أبي ليلى:

فرواه ابن أبي شيبة (7496)، والدارمي (1114): من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، ((أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِجَارِيَتِهِ: نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ المَسْجِدِ، فَتَقُولُ: إِنِّي حَائِضٌ. فَيَقُولُ: إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ بِيَدِكِ)). وعند الدارمي: ((لَيْسَتْ فِي كَفِّكِ))، فَتُنَاوِلُهُ.

وبهذا أعله الدَّارَقُطْنِيّ فقال: ((يرويه ابن أبي ليلى

وخالفه عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس، روياه عن نافع، عن ابن عمر فعله موقوف، وهو المحفوظ)) (العلل 7/ 7).

ومع ذلك حَسَّنه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (حديث رقم 5589).

بينما قال الألباني: ((أخرجه أحمد (2/ 86) بسند حسن في الشواهد)) (الإرواء 1/ 213).

وقال في موضع آخر: ((ورجاله رجال الشيخين، غير ابن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ، وقد خالفه عبيد الله بن عمر، فرواه موقوفًا على ابن عمر

لكن الحديث وإن كان موقوفًا، فإنه من حيث المعنى مرفوع؛ لأنه لا ينطبق إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم)) (الثمر المستطاب 2/ 744).

قلنا: ليس هناك مانع من أن يَحْدث ذلك مع ابن عمر ويجيب بذلك اجتهادًا، فلا يأخذ مثله حكم الرفع، وإن احتمل هنا أنه علم بما حدث مع عائشة، فأجاب بما يعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 172

وعلى كل، فالحديث ثابت عن عائشة رضي الله عنها كما سبق.

الطريق الثالث:

رواه أبو بكر الآجري في (الفوائد) من طريق أبي خيثمة مصعب بن سعيد، ثنا عَتَّاب بن بشير، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مولى للزبير، عن ابن عمر، به.

وهذا إسناد واهٍ جدًّا؛ فمصعب بن سعيد المِصيصي، قال فيه صالح جزرة:((شيخ ضرير، لا يعقل ما يقول))، وقال ابن عدي:((يحدث عن الثقات بالمناكير، ويصحف عليهم)) (اللسان 7763).

وأما مولى الزبير فالظاهر أنه هو نفسه عبد الله البَهي صاحب الطريق الأول، وإنما يرويه عنه أبو إسحاق نفسه، وليس ابنه يونس. فإن لم يكن ثمة سقط فلعل هذا من تخليط مصعب، والله أعلم.

ص: 173

3262 -

حَدِيثُ أُمِّ أَيْمَنَ:

◼ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ [لِيَ] النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ)) قَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. قَالَ: ((إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ بِيَدِكِ)).

[الحكم]:

صح في شأن عائشة. فأما هذا فإسناده ضعيف، وضَعَّفه: ابن حجر.

[التخريج]:

[حق 2275 / طب (25/ 87، 88/ 224 واللفظ له، 225 والزيادة له ولغيره) / لا 713/ صحا 7876].

[السند]:

رواه الطبراني في (الكبير 224) - وعنه أبو نعيم في (الصحابة) - قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا صالح بن رستم أبو عامر الخَزَّاز، عن أبي يزيد المدني، عن أم أيمن، به.

ورواه ابن راهويه عن أبي نعيم المُلَائي به، وقد توبع:

فرواه الطبراني (225) والدولابي في (الكنى): من طريق أَبي كامل الجَحدَري، ثنا مُطَهَّر بن سَوَّارٍ، عن أبي عامر الخَزَّاز، به. ووقع عند الطبراني:((فَقَالَ: أَوَ بيَدك هُوَ؟ ! ))

فمداره عندهم على أبي عامر الخَزَّاز، به.

[التحقيق]:

هذا إسناده ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: صالح بن رستم أبو عامر الخزاز، مختلف فيه كما في (تهذيب التهذيب 4/ 391)، وقال الحافظ:((صدوق كثير الخطأ)) (التقريب 2861).

ص: 174

الثانية: الانقطاع، فأبو يزيد لم يسمع من أم أيمن؛ قال الذهبي:((حَدَّث بالبصرة عن أبي هريرة، وأم أيمن مرسلًا)) (التاريخ 3/ 198).

وقد قال ابن المديني: ((أبو يزيد المدني لم يسمع من جابر، ولكنه رأى ابن عمر، ولم يسمع من أبي هريرة)) (المعرفة والتاريخ 2/ 78).

فإذا كانت روايته عن أبي هريرة مرسلة، فهي عن أم أيمن كذلك، فقد ماتت أم أيمن قبل أبي هريرة بنحو من ثلاثين سنة.

ولذا قال الحافظ: ((فيه انقطاع)) (الإصابة 14/ 296).

واقتصر الهيثمي على قوله: ((رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو نعيم عن صالح بن رستم. فإن كان هو أبو نعيم الفضل بن دكين فرجاله ثقات كلهم. وإن كان ضِرَار بن صُرَد فهو ضعيف)) (المجمع 2066).

ولم يتعقبه الألباني بشيء (الثمر المستطاب 2/ 745)، وهو أبو نعيم الفضل بن دكين بلا شك.

هذا، وأبو يزيد المدني روى له البخاري، وأثنى عليه أحمد، ووثقه ابن معين، واعتمده الذهبي. ومع ذلك قال فيه الحافظ:((مقبول)) (التقريب 8452).

والحديث صح عن عائشة وأبي هريرة في شأن عائشة رضي الله عنها.

ص: 175

3263 -

حَدَيثُ أَبِي بَكْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِخَادِمَتِهِ: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ))، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: ((نَاوِلينِي)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[طب (جامع 11602)].

[السند]:

رواه الطبرانى في (الكبير) - كما في (جامع المسانيد 11602) - عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن وكيع، عن محمد بن عبد العزيز، عن سعد، عن مولاه أبي بكرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، سوى سعد مولى أبي بكرة، فترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 4/ 54) وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 4/ 99)، وذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 377).

ولذا قال الهيثمي: ((رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون)) (المجمع 1559).

وأقره الألباني في (الثمر 2/ 744).

قلنا: ولكن لم يذكروا له راويًا سوى محمد بن عبد العزيز الجَرْمي؛ فهو مجهول، وتوثيق ابن حبان غير معتبر - على الراجح - إذا انفرد، لِمَا عرف عنه من توثيق المجاهيل، والله أعلم.

ص: 176

3264 -

حَدِيثٌ آخَرُ لِعَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: ((أَنَّهَا كَانَتْ تَضَعُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْخُمْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ وَهِيَ حَائِضٌ)).

[الحكم]:

معناه صحيح، وإسناده فيه نكارة.

[التخريج]:

[طش 1252 "واللفظ له" / كر (34/ 111)].

[التحقيق]:

رواه الطبراني في (مسند الشاميين) قال: حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن ميمون النحاس، عن النعمان بن المنذر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

كذا وقع عند الطبراني، ((عبد الله بن ميمون))، وهو خطأ، وصوابه:((عبد ربه بن ميمون))

كما بينه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 33/ 257).

وقد رواه غير الطبراني عن أبي عبد الملك، وأصاب في تسمية ابن ميمون، لكنه أخطأ في تعيين شيخه!

فرواه ابن عساكر في (تاريخه 34/ 111) من طريق أبي الحسن ابن السمسار، أنا محمد بن إبراهيم بن مَرْوان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، نا عبد ربه بن ميمون النحاس، نا الربيع بن حظيان، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة به.

والربيع بن حظيان هذا "منكر الحديث"(سؤالات البرذعي 2/ 359).

ص: 177

ولكن ذِكره في الإسناد غير محفوظ، ولعل الوهم فيه من قِبل ابن السمسار، فإن فيه تساهلًا، وكان في أصوله سقم. والصواب أنه من رواية النعمان بن المنذر، كما رواه الطبراني عن أبي عبد الملك.

يدل عليه أن أبا عبد الملك توبع على هذا الوجه:

فرواه ابن عساكر في (تاريخه 34/ 111) من طريق جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، عن سليمان بن

(1)

عبد الرحمن، عن عبد ربه بن ميمون، عن النعمان بن المنذر به.

والفريابي: ((كان ثقة، حجة، من أوعية العلم)) (السير 14/ 98).

والإسناد من هذا الوجه رجاله ثقات، فسليمان بن عبد الرحمن هو ابن بنت شرحبيل، وثقه جماعة، وله أخطاء كسائر الناس، وإنما نُقم عليه روايته عن الضعفاء والمجاهيل.

وروايته هنا عن عبد ربه بن ميمون، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة كما في تاريخ دمشق (34/ 113)، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 422)، وهذا يَرُد قول الحسيني بأنه:((مجهول))! (الإكمال 499).

ولكن النعمان بن المنذر، وإن وثقه أبو زرعة، فليس هو ممن يُقبل تفرده عن الزهري من بين أصحابه الحفاظ، لاسيما وقد لَيَّنه النسائي، وغمزه غيره لقوله في القدر.

(1)

- بعدها في المطبوع: ((أبو))! ، وواضح من حاشية المحقق أنها كذا بالأصل بدل ((ابن))، فعدلها، لكنه ذهل فجمع بين التعديل والمعدل! . كما وقع المتن هنا بلفظ:(كانت تجمع)، والصواب (تضع).

ص: 178

فهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، وإن كان معناه يصح من حديث أبي هريرة كما سبق، والله أعلم.

وقد توبع النعمان ممن لا يُعتد بمتابعته كما في الرواية التالية.

رِوَايَةٌ مُطَوَّلَةٌ:

• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: ((كُنْتُ أَضَعُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الخُمْرَةَ فِي المَسْجِدِ وَأَنَا حَائِضٌ، وَأَضَعُ الإِنَاءَ، وَآخُذُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَاءَ مِنَ الجَرِّ، فَيَمَسُّ أَطْرَافَ أَنَامِلِي وَأَنَا حَائِضٌ، فَقَالَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ ذَلِكَ؟! فَقَالَتْ: ((كَأَنَّمَا حَيْضَةُ المَرْأَةِ فِي كَفِّهَا!!)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا بهذا السياق.

[التخريج]:

[مخلدي (ق 226 ب)].

[السند]:

قال الحسن المخلدي: أخبرنا أبو بكر الإسفراييني، ثنا محمد بن غالب، ثنا يحيى بن زياد، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به.

وأبو بكر الإسفراييني هو الحافظ الرحال عبد الله بن محمد بن مسلم.

ومحمد بن غالب هو الأنطاكي.

ص: 179

[التحقيق]:

هذا إسناد واهٍ جدًّا؛ فيه سليمان بن أرقم، وهو متروك كما قاله البخاري وأبو داود والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم.

ص: 180

3265 -

حَدِيثُ مَيْمُونَةَ:

◼ عَنْ أُمِّ مَنْبُوذٍ قَالَتْ: ((كُنْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، فَأَتَاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، مَا لَكَ شَعِثًا رَأْسُكَ؟ ! قَالَ: أُمُّ عَمَّارٍ مُرَجِّلَتِي حَائِضٌ! ! قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الحَيضَةُ مِنَ الْيَدِ؟ ! كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى إِحْدَانَا وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهَا، فَيَقْرَأُ القُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ، ثُمَّ تَقُومُ إِحْدَانَا [إِلَيْهِ] بِخُمْرَتِهِ، فَتَضَعُهَا فِي الْمَسْجِدِ (فَتَبْسُطُهَا لَهُ) وَهِيَ حَائِضٌ [فَيُصَلَّي عَلَيْهَا]، أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟ )).

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

ووَضْع رأسه صلى الله عليه وسلم في حجر إحدى زوجاته وقراءته القرآن له شاهد في الصحيحين من حديث عائشة.

وبهذا مع حديث عائشة في قصة الخمرة حَسَّن الألباني حديث أم منبوذ بشواهده.

[التخريج]:

[ن 278، 390 مختصرًا/ كن 330/ حم 26810 واللفظ له، 26811 مختصرًا/ ش 2128 مختصرًا/ عل 7081/ حمد 312 والزيادتان والرواية له /

].

وقد سبق تخريجه وتحقيقه برواياته في (باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 181

3266 -

حَدِيثُ أَنَسٍ:

◼ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الحَائِضِ تُخْرِجُ الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُخْرِجُ الْحَائِضُ الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ ) قَالَ:((نَعَمْ، وَتَمُرُّ إِنْ كَانَ طَرِيقًا وَاحِدًا (وَتَمُرُّ إِنْ كَانَ طَرِيقُهَا فِيهِ))).

[الحكم]:

إسناده تالف، وأنكره: ابن عدي، وتبعه: ابن طاهر القيسراني والذهبي.

[التخريج]:

[طش 3377 واللفظ له/ عد (7/ 336) والروايتان له].

[السند]:

رواه الطبراني في (مسند الشاميين 3377) قال: حدثنا يحيى بن عبد الباقي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية بن الوليد، عن عمر بن موسى، عن مكحول، عن أنس، به.

ورواه ابن عدي: عن محمد بن عبيد الله بن فُضيل، حدثنا ابن مصفى، به، إلا أنه قال فيه:((عن عمر الدمشقي)).

[التحقيق]:

هذا إسناد تالف؛ فيه عمر بن موسى الدمشقي، وهو الوجيهي، كذبه ابن معين وغيره، ورماه أبو حاتم الرازي وابن عدي بوضع الحديث. (لسان الميزان 5698).

ولكن ابن عدي رواه في ترجمة عمر بن أبي عمر الكَلَاعي الدمشقي، وقال فيه:((ليس بالمعروف، حَدَّث عنه بقية، منكر الحديث))، وبعد أن روى له هذا

ص: 182

الحديث وغيره قال: ((وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد غير محفوظات، وعمر بن أبي عمر مجهول، ولا أعلم يَروي عنه غير بقية كما يروي عن سائر المجهولين)) (الكامل 1195).

وتبعه ابن طاهر القيسراني، فقال: ((رواه عمر بن أبي عمر الكلاعي الدمشقي، عن مكحول .. ، وعمر

(1)

هذا مجهول، والحديث غير محفوظ، رواه عنه بقية)) (الذخيرة 3825).

وأحاديث الكلاعي تلك وصفها الذهبي بأنها عجائب وأوابد، وقال:((أحسبه عمر بن موسى الوجيهي، ذاك الهالك))، ثم قال:((بكل حال هو ضعيف)) (الميزان 3/ 215).

قلنا: قد سماه الطبراني في روايته عمر بن موسى، وهو الوجيهي، فهو صاحب هذا الحديث بلا شك، سواء قلنا بأن الكلاعي هو الوجيهي أم لا، والله أعلم.

وفي السند أيضًا: عنعنة بقية بن الوليد، وهو مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين.

(1)

- وقع في المطبوع: ((ومكحول))! ! وهو خطأ ظاهر.

ص: 183