المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌577 - باب غسل الحائض رأس زوجها وترجيله - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٦

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الحيض والنفاس

- ‌أَبْوَابُ الْحَيْضِ

- ‌557 - بَابُ بَدْءِ الْحَيْضِ

- ‌558 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَحْدَاثِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ التِي مِنْ أَجْلِهَا سُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ

- ‌559 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الذَّنْبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أُعْقِبَ بَنَاتُ آدَمَ بِالْحَيْضِ

- ‌560 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الحَيْضَ مِنَ الشَّيْطَانِ

- ‌561 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الحَيْضَ كَفَّارَةٌ

- ‌562 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي حَيْضِ المَرْأَةِ مِنْ دُبُرِهَا

- ‌563 - بَابُ الْحَيْضِ عَلَامَةُ الْبُلُوغِ

- ‌564 - بَابُ مَنِ اتَّخَذَ ثِيَابَ الْحَيْضِ سِوَى ثِيَابِ الطُّهْرِ

- ‌565 - بَابُ الحَائِضِ تَتْرُكُ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ

- ‌566 - بَابُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ دُونَ الصَّلَاةِ

- ‌567 - بَابُ الحَائِضِ تَسْمَعُ آيَةَ السَّجْدَةِ

- ‌568 - بَابُ الحَائِضِ تَذْكُرُ اللهَ

- ‌569 - بَابُ شُهُودِ الحَائِضِ خُطْبَةَ العِيدِ وَاعْتِزَالِهَا الصَّلَاةَ

- ‌570 - بَابٌ فِي رُقْيَةِ الحَائِضِ

- ‌571 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي نَهْيِ الحَائِضِ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ

- ‌572 - بَابُ قِرَاءَةِ الرَّجُلِ فِي حِجْرِ امْرَأَتِهِ وَهِيَ حَائِضٌ

- ‌573 - بَابُ دُخُولِ الحَائِضِ المَسْجِدَ

- ‌574 - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا تَدْخُلُ الحَائِضُ المَسْجِدَ

- ‌575 - بَابُ طَهَارَةِ جِسْمِ الحَائِضِ، وَجَوَازِ مُؤَاكَلَتِهَا وَمُشَارَبَتِهَا

- ‌576 - بَابُ طَهَارَةِ عَرَقِ الْحَائِضِ

- ‌577 - بَابُ غَسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ

- ‌578 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْحَائِضِ

- ‌579 - بَابُ الْحَائِضُ تَخْتَضِبُ

- ‌580 - بَابُ تَحْرِيمِ إِتْيَانِ الْحَائِضِ

- ‌581 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الوَلَدَ الذِي تَحْمِلُ بِهِ المَرْأَةُ مِنْ وَطْءٍ فِي الحَيْضِ- قَدْ يُصَابُ بِالجُذَامِ

- ‌582 - بَابٌ فِي كَفَّارَةِ مَنْ أَتَى حَائِضًا

- ‌583 - بَابُ الِاضْطِجَاعِ مَعَ الْحَائِضِ

- ‌584 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مُبَاشَرَةِ الْحَائِضِ إِذَا اتَّزَرَتْ

- ‌585 - بَابُ مَا جَاءَ فِي بَيَانِ مَوْضِعِ الاتِّزَارِ

- ‌586 - بَابُ صِفَةِ الثَّوْبِ الذِي تُبَاشَرُ فِيهِ الحَائِضُ

- ‌587 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ لِلَّرجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ الحَائِضِ كُلَّ مَا سِوَى الفَرْجِ

- ‌588 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الاسْتِدْفَاءِ بِالحَائِضِ

- ‌589 - بَابُ مَا رُوِي فِي أَنَّ لَيْسَ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ الْحَائِضِ إِلَّا مَا فَوْقَ الإِزَارِ

- ‌590 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ لَيْسَ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ الحَائِضِ إِلَّا مَا فَوْقَ السُّرَّةِ

- ‌591 - بَابُ مَا رُوِي فِي اعْتِزَالِ فِرَاشِ الحَائِضِ

- ‌592 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مُبَاشَرَةِ الحَائِضِ بِغَيْرِ إِزَارٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ

- ‌593 - بَابُ مُدَّةِ الْحَيْضِ

- ‌594 - بَابُ إِذَا حَاضَتِ فِي شَهْرٍ ثَلَاثَ حِيَض، وَمَا يُصَدَّقُ النِّسَاءُ فِي الحَيْضِ، فِيمَا يُمْكِنُ

- ‌595 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الأَمْرِ بِدَفْنِ دَمِ الحَيْضِ

- ‌596 - بَابُ وُجُوبِ الاغْتِسَالِ مِنَ الحَيْضِ إِذَا طَهُرَتِ المَرْأَةُ

- ‌597 - بَابُ الْحَائِضِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ

- ‌598 - بَابُ نَقْضِ الْمَرْأَةِ شَعْرَهَا عِنْدَ غُسْلِ الْمَحِيضِ

- ‌599 - بَابُ امْتِشَاطِ الْمَرْأَةِ عِنْدَ غُسْلِهَا مِنَ الْمَحِيضِ

- ‌600 - بَابُ الطِّيبِ لِلمَرَأَةِ عِنْدَ غُسْلِهَا مِنَ المَحِيضِ

الفصل: ‌577 - باب غسل الحائض رأس زوجها وترجيله

‌577 - بَابُ غَسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ

3277 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصْغِي (يُدنِي) 1 إِلَيَّ رَأْسَهُ [وَأَنَا فِي حُجْرَتِي] 1، وَهُوَ مُجَاوِرٌ (مُعْتَكِفٌ) 2 فِي الْمَسْجِدِ، فَـ[فَأَغْسِلُهُ و] 2 أُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).

[الحكم]:

متفقٌ عليه (خ، م)، إلا أن بعض الرواة اقتصر على ذكر الترجيل، وبعضهم اقتصر على ذكر الغسل. وكذا خرج الشيخان الروايتين. وقد جمع بينهما وكيع عند أحمد وابن ماجه وغيرهما، وهو إمام حافظ.

[اللغة]:

الترجيل: تسريح شعر الرأس واللحية ودهنه (الفتح 4/ 273) و (10/ 368)، وقال العيني:((التدهين ليس داخلًا في معنى الترجيل لغة)) (العمدة 11/ 144).

[الفوائد]:

قال ابن رجب: ((هذا الحديث يدل على طهارة بدن الحائض، وعلى مباشرتها بيدها لرأس الرجل بالدَّهن والتسريح، وهو معنى ترجيل الرأس المذكور)) (الفتح 2/ 15).

ص: 206

[التخريج]:

[خ 295، 296، 301 "والرواية الثانية له ولغيره"، 2028 "واللفظ له"، 2031، 2046، 5925/ م (297/ 8 - 10) "والرواية الأولى والزيادة الأولى له ولغيره" / د 2457/ ن 280 - 283، 391 - 394/ كن 332 - 334، 335، 3562 - 3565، 3568، 3569، 3570 / جه 611، 1764 "والزيادة الثانية له ولغيره، وهي عند الشيخين رواية" / طا 866 / حم 24041، 24238، 24280، 24683، 25374، 25682، 25735، 25927، 25973، 26261، 26336/ مي 1081، 1082، 1091، 1092/ خز 2299/ حب 1354/ عه 945، 956 - 958/ عب 1258/ ش 2122، 2125/ عل 4632/ حمد 184/ طص 1017/ طس 1544، 2066، 5696/ حق 656، 846، 892، 1560، 1725، 1805/ ثو 148، 149، 357، 358، 359/ جا 104، 415/ شما 32/ طبر 3054، 3055/ مطغ 162، 741/ مالك 12/ مسن 683 - 685/ غبز 88، 89/ عط (رواية الرازي 9) / جصاص (1/ 311) / طحق 152، 153، 1094/ زهر 6، 51، 94/ عد (6/ 382) / هق 897، 1492، 8650/ هقغ 193/ هقع 1487، 1488، 1489/ بغت (1/ 257) / آثار 126، 127/ فة (2/ 637) / متفق 1316/ تمهيد (8/ 323) / معكر 632/ عائشة 3/ بغح 7/ مقرئ (فوائد 13/ 155) / نعيم (يونس 83) / حنف (خسرو 187، 227، 279، 424) / حنف (طلحة/ خوارزم 1/ 263) / حنيفة (لؤلؤي/ خوارزم 1/ 474) / حداد 344، 345/ تذ (3/ 110) / نبلا (16/ 299) / شجاعة (ص 199)].

[السند]:

أولًا: رواية من اقتصر على الترجيل فقط:

ص: 207

رواه البخاري (2028) قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن هشام، قال: أخبرني أبي، عن عائشة، به، دون الزيادات.

ورواه البخاري (295، 5925) من طريق مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:((كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ)).

وهو عند مسلم (297/ 9) من طريق زهير أبي خيثمة، عن هشام، به، بلفظ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُدْنِي إلَيَّ رَأْسَهُ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، فَأُرَجِّلُ رَأْسَهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).

ورواه البخاري (2046) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:((أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ حَائِضٌ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ)).

ورواه البخاري (296) من طريق ابن جريج، قال: أخبرني هشام بن عروة، عن عروة، أنه سئل: أتخدمني الحائض؟ أو تدنو مني المرأة وهي جنب؟ فقال عروة: كل ذلك عليَّ هين، وكل ذلك تخدمني، وليس على أحد في ذلك بأس، أخبرتني عائشة:((أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ -تَعْنِي رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ، وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا، فَتُرَجِّلُهُ وَهِيَ حَائِضٌ)).

ثانيًا: رواية من اقتصر على الغسل فقط:

رواه البخاري (301، 2031) من طريق الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، بلفظ:((وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ [مِنَ الْمَسْجِدِ] وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).

وهو عند مسلم (297/ 10) من طريق زائدة، عن منصور، به، بلفظ:

ص: 208

((كُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ)).

ورواه مسلم (297/ 8) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها قالت:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).

ثالثًا: رواية مَن جَمَع بين الترجيل والغَسل:

رواه ابن أبي شيبة (2125) -وعنه ابن ماجه (611) -، وأحمد (25682): عن وكيع، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت:((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدْنِي رَأْسَهُ إِلَيَّ وَأَنَا حَائِضٌ وَهُوَ مُجَاوِرٌ -تَعْنِي: مُعْتَكِفًا- فَيَضَعُهُ فِي حِجْرِي فأَغْسِلُهُ وَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ))، واللفظ لابن أبي شيبة.

وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.

وكذا رواه أحمد (26336) من طريق ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، أنها قالت:((إِنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ طَامِثٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَاكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَتَّكِئُ إِلَى أُسْكُفَّةِ بَابِ عَائِشَةَ، فَتَغْسِلُ رَأْسَهُ، وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا)).

وابن أخي الزهري- محمد بن عبد الله بن مسلم- صدوق من رجال الصحيح، لكنه متكلم في حفظه.

ورواية الزهري عند البخاري (2029)، ومسلم (297/ 6، 7)، بذكر الترجيل فقط، ليس فيها غسل الرأس، ولا ذكر أنها كانت حائضًا، وسَنُخَرِّج روايته هذه في كتاب الاعتكاف من موسوعة الصيام - إن شاء الله تعالى-، وكذلك بقية الروايات التي ليس فيها ذكر الحيض.

ص: 209

[تنبيه]:

روى هذا الحديث عبد الرزاق (1257)، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قال:((كَانَتْ عَائِشَةُ تُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا وَهِيَ حَائِضٌ)) قَالَ: ((يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ)).

كذا مرسلًا، وإنما تَحَمَّله عروة عن عائشة.

وكذا رواه أحمد (25948) عن عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة عن عائشة، أنها كانت ((تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ، وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ)).

وكذا رواه النسائي (391) من طريق عبد الأعلى قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به.

ص: 210

رِوَايَةٌ بِزِيَادَةِ ((فَأَغْسِلُهُ بِالْخِطْمِيِّ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: ((فَأَغْسِلُهُ بِالْخِطْمِيِّ، وَأَنَا حَائِضٌ)).

[الحكم]:

منكر بهذه الزيادة.

[التخريج]:

[كن 3571/ حم 26248/ طي 1486/ علائي (الفوائد 113) / تذ (2/ 172/ 683) / ذهبي (2/ 214/ 763) / حمام 164].

[السند]:

رواه أبو داود الطيالسي قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة به.

ورواه أحمد: عن يونس. والنسائي: من طريق إبراهيم بن الحجاج. كلاهما عن حماد بن سلمة، عن حماد، به.

ومداره عندهم على حماد بن سلمة، وشيخه حماد هو ابن أبي سليمان. وإبراهيم هو النخعي. والأسود هو ابن يزيد النخعي.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، سوى حماد بن أبي سليمان، فروى له مسلم مقرونًا، وهو مختلَف فيه: وثقه جماعة، وتكلم في حفظه آخرون، وقال عنه الحافظ:((فقيه صدوق له أوهام)) (التقريب 1500).

وتَفَرَّد حماد بذكر ((الخِطْمِيّ)) في الحديث، وقد رواه منصور -وهو ثقة ثبت- عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة به، دون ذكر ((الخِطْمِيّ)). كما عند البخاري (301).

ص: 211

ويحتمل أن يكون الوهم من قِبل حماد بن سلمة، ففي روايته عن حماد بن أبي سليمان تخليط، قاله أحمد بن حنبل، كما في (سؤالات أبي داود له 338).

وقد رواه الطبراني في (الأوسط 5696) من طريق محمد بن أبان الجُعْفي، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ إلَيَّ رَأْسَهُ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).

فلم يذكر فيه ((الخِطْمِيّ)). والجُعْفي يُكتب حديثه، فلعله حفظه، لاسيما وقد رواه ابن جماعة في المشيخة (ص 199) من طريق هُدْبة عن حماد بن سلمة عن حماد به، دون ذكر ((الخِطْمِيّ)).

والحديث جاء من طرق كثيرة كما سبق، وليس في أي منها تلك الزيادة، مما يدل على نكارتها، والله أعلم.

ص: 212

رِوَايَةٌ بِزِيَادَةِ ((وأَدْهِنُهُ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((كُنْتُ آتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنَا حَائِضٌ، فَيُخْرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأُرَجَّلُهُ وأَدْهِنُهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).

[الحكم]:

معناه صحيح، سبق في الصحيحين دون قولها:((وأَدْهِنُهُ))، وهو مستفاد من الترجيل. وهذه الرواية إسنادها ضعيف.

[التخريج]:

[طس 7750].

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا محمد بن يعقوب، نا أبو الخطاب زياد بن يحيى، ثنا عبد الوهاب الثقفي، نا هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به.

قال الطبراني: ((لم يَرْوِ هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا عبد الوهاب الثقفي)).

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، عدا محمد بن يعقوب الخطيب الأهوازي، أكثر عنه الطبراني، وروى عنه جماعة من الأئمة الثقات، ولم نجد من وثقه، غير أن ابن حبان روى عنه في غير موضع من (صحيحه)، وهذا يعني أنه ثقة عنده. وقد وهم فيه صاحب (إرشاد القاصي والداني 1048)، فخلطه بآخر متأخر عنه.

ص: 213

وعبد الوهاب الثقفي قد انفرد برواية هذا الحديث عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة، وهو مشهور عن ابن عروة من غير رواية ابن حسان، فنخشى أن يكون عبد الوهاب قد حَدَّث به بأخرة بعدما خلط، فقد اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع، فيحتمل أن يكون أبو الخطاب سمع منه بعد الاختلاط، فوفاة عبد الوهاب سنة (194 هـ)، بينما وفاة أبي الخطاب سنة (254 هـ).

والحديث قد سبق في الصحيحين دون قولها: ((وأَدْهِنُهُ))، وهو مستفاد من الترجيل، كما ذكره ابن رجب في (الفتح 2/ 15)، وابن حجر في (الفتح 4/ 273) و (10/ 368) أيضًا، خلافًا للعيني في (العمدة 11/ 144).

رِوَايَةُ بِزِيَادَةِ ((وَأُنَاوِلُهُ الْخُمْرَةَ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((كُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَدْهُنُهُ وَأُرَجِّلُهُ، وَأُنَاوِلُهُ الْخُمْرَةَ، وَأَنَا حَائِضٌ)).

[الحكم]:

متنه صحيح مفرقًا، وإسناده ضعيف جدًّا، وأنكره: ابن عدي، وأقره ابن طاهر.

[التخريج]:

[أصم 255/ عد (6/ 283) / ضح (2/ 195)].

[السند]:

رواه الأصم في (الثالث من حديثه) -ومن طريقه الخطيب في (الموضح) -

ص: 214

قال: حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقية، حدثنا عبد الله بن مُحَرر

(1)

، عن الزهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

ورواه ابن عدي من طريق ابن مصفى، حدثنا بقية، حدثنا ابن محرر، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه: عبد الله بن محرر الجزري، وهو متروك (التقريب 3573).

وبه أعله ابن عدي، فقال - بعد إخراج هذا الحديث وغيره في ترجمة ابن محرر -:((وهذه الأحاديث لابن محرر عامتها غير محفوظات، وله غير ما أمليت أحاديث (يرويها)

(2)

عنه الثقات ورواياته عمن (يرويها)

(3)

غير محفوظة)) (الكامل 6/ 383).

وقال ابن طاهر: ((رواه عبد الله بن محرر

وعبد الله متروك الحديث)) (الذخيرة 4368).

وغَسْل الرأس وترجيله قد سبق في الصحيحين، وقولها:((وأَدْهِنُهُ))، مستفاد من الترجيل، كما سبق. ومناولتها الخمرة وهي حائض صح عند مسلم من حديثها، وهو مخرج في (باب استخدام الحائض).

(1)

- تحرف في (الموضح) إلى: ((محرز)) بالزاي! ! .

(2)

في المطبوع (يرويه).

(3)

في المطبوع (يرويه).

ص: 215

رِوَايَةُ بِزِيَادَةِ ((إِنَّ طَمْثَتَكِ لَيْسَتْ فْي يَدِكِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا طَامِثٌ، وَأُلْقِي لَهُ الْخُمْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَآنِي أَكِيعُ، قَالَ:((إِنَّ طَمْثَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن مفرقًا، وإسناده تالف.

[اللغة]:

أَكيع: أي أجبُن. يقال: كعتُ عن الشيء، أكيعُ وأكاعُ كَيعًا وكَيعُوعَةً: إذا هبتَهُ وجَبُنتَ عنه. (القاموس المحيط ص 760).

[التخريج]:

[عد (4/ 280)].

[السند]:

رواه ابن عدي في (الكامل) قال: حدثنا ابن صاعد، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد العزيز بن أبان، حدثنا المنهال بن خليفة، عن خالد بن سلمة، عن البَهي - مولى عروة بن الزبير -، عن عائشة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ساقط؛ فيه علتان:

الأولى: عبد العزيز بن أبان بن محمد القرشي، أبو خالد الكوفى، متروك، وكَذَّبه ابن معين وغيره (التقريب 4083).

الثاني: المنهال بن خليفة، ضعيف كما في (التقريب 6917).

والحديث مشهور عن البهي في قصة الخمرة فقط، إلا أنه وقع في سنده

ص: 216

اختلاف.

وقد أشار إليه ابن عدي بقوله عقبه: ((رواه شريك، عن أبي إسحاق عن البهي، عن ابن عمر)) (الكامل 4/ 280 - 281).

قلنا: اختُلف فيه على أبي إسحاق، ورجح الدَّارَقُطْنِيّ قول من قال: عن البهي عن عائشة (العلل 8/ 365).

وانظر حديث الخُمرة في (باب دخول الحائض المسجد)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ )، وتقدمت رواية غَسل الرأس والترجيل.

ص: 217