الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
588 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الاسْتِدْفَاءِ بِالحَائِضِ
3319 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُرَابٍ، قَالَ: إِنَّ عَمَّةً لَهُ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ [أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَ إِحْدَانَا يُرِيدُهَا فَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا، إِمَّا أَنْ تَكُونَ غَضَبَى أَوْ لَمْ تَكُنْ نَشِيطَةً، فَهَلْ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، إِنَّ مِنْ حَقِّهِ عَلَيْكَ أَنْ لَوْ أَرَادَكِ وَأَنْتِ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعِيهِ! ].
قَالَتْ: [قُلْتُ لَهَا: ] إِحْدَانَا تَحِيضُ وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إِلَّا فِرَاشٌ وَاحِدٌ [أَوْ لِحَافٌ وَاحِدٌ، فَكَيْفَ تَصْنَعُ]؟ قَالَتْ: [لِتَشُدَّ عَلَيْهَا إِزَارَهَا ثُمَّ تَنَامُ مَعَهُ، فَلَهُ مَا فَوْقَ ذَلِكَ، مَعَ أَنِّي سَوْفَ] أُخْبِرُكِ بِمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [إِنَّهُ كَانَ لَيْلَتِي مِنْهُ، فَطَحَنْتُ شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ، فَجَعَلْتُ لَهُ قُرْصًا، فَـ] دَخَلَ، فـ[رَدَّ الْبَابَ، و] مَضَى إِلَى مَسْجِدِه - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: تَعْنِي مَسْجِدَ بَيْتِهِ -[وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَوْكَأَ الْقِرْبَةَ، وَأَكْفَأَ الْقَدَحَ، وَأطْفَأَ الْمِصْبَاحَ - فَانْتَظَرْتُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ فَأُطْعِمُهُ الْقُرْصَ، ] فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي وَأَوْجَعَهُ الْبَرْدُ، فَـ[أَتَانِي فَأَقَامَنِي ثُمَّ] قَالَ:((ادْنِي مِنِّي (أَدْفِئِينِي أَدْفِئِيني))). فَقُلْتُ [لَهُ]: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: ((وَإِنْ، اكْشِفِي عَنْ فَخِذَيْكِ)). فَكَشَفْتُ [لَهُ عَنْ] فَخِذَيَّ، فَوَضَعَ خَدَّهُ وَصَدْرَهُ عَلَى فَخِذِي، وَحَنَيْتُ عَلَيْهِ حَتَّى دَفِئَ وَنَامَ.
[فَأَقْبَلَتْ شَاةٌ لِجَارِنَا دَاجِنَةٌ فَدَخَلَتْ، ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى القُرْصِ فَأَخَذَتْهُ، ثُمَّ أَدْبَرَتْ بِهِ. قَالَتْ: وَقَلِقْتُ عَنْهُ، وَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَادَرْتُهَا إِلَى الْبَابِ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((خُذِي مَا أَدْرَكْتِ مِنْ قُرْصِكِ، وَلَا تُؤْذِي جَارَكِ فِي شَاتِهِ])).
[الحكم]:
إسناده ضعيف جدَّا. وضَعَّفه: عبد الحق الإشبيلي والمنذري وابن حجر والبوصيري والألباني.
[التخريج]:
[د 270 "واللفظ له" / بخ 120 "والزيادات والرواية له ولغيره" / عدني (خيرة 735 مختصرًا، 3201)، (مط 206 مختصرًا، 1670، 2590) / هق 1520].
[السند]:
رواه أبو داود -ومن طريقه البيهقي- قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد الله - يعني ابن عمر بن غانم -، عن عبد الرحمن - يعني ابن زياد -، عن عمارة بن غراب، به.
ورواه البخاري في (الأدب)، والعدني في (مسنده) -كما في (المطالب) و (الإتحاف) -: عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
فمداره عندهم على عبد الرحمن بن زياد، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علل ثلاث:
الأولى: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وهو ضعيف كما في (التقريب 3862).
وبه أعله البوصيري، فقال: ((هذا إسناد ضعيف؛ لضعف الإفريقي، واسمه
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم)) (إتحاف الخيرة 1/ 404) و (4/ 80).
الثانية: عمارة بن غراب اليَحْصَبي، قال الحافظ:((مجهول، غلط من عَدَّه صحابيًّا)) (التقريب 4857).
وبهاتين العلتين أعله عبد الحق الإشبيلي، فقال: ((إسناده ضعيف؛ فيه الإفريقي
…
وعمارة)) (الأحكام الوسطى 1/ 209).
الثالثة: عمة عمارة بن غراب مجهولة، ترجم لها الدَّارَقُطْنِيّ في (المؤتلف 4/ 1769)، وتبعه ابن ماكولا (7/ 11)، ولم يذكرا فيها شيئًا سوى أنها روت عن عائشة، ولا تُعرف في غير هذا الحديث.
وبهم ضَعَّفه الألباني، فقال:((إسناده ضعيف؛ عبد الرحمن بن زياد- وهو ابن أنعم الإفريقي- ضعيف. وشيخه عمارة بن غراب أشد ضعفًا. وعمته عمارة مجهولة)) (ضعيف أبي داود 1/ 114).
بينما قال المنذري: ((عمارة بن غراب، والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم، وكلهم لا يُحتج بحديثه)) (مختصر سنن أبي داود 1/ 177)، وأقره صاحب (عون المعبود 1/ 312).
قال الألباني: ((فيه نظر؛ فإنه بدل أن يَحشر مع هؤلاء عمة عمارة؛ جعل مكانها عبد الله بن عمر بن غانم! وليس بجيد، فإن ابن غانم ثقة جليل. والمنذري تبع ابن حبان في تضعيفه)) (ضعيف أبي داود 1/ 115).
والحديث قال عنه ابن حجر: ((ضعيف)) (المطالب 2/ 533).