الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف بالأمانة فليس منا» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد والستة عن ثابت بن الضحاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف على ملة سوى الإسلام كاذبا وفي لفظ: متعمدا فهو كما قال» [ (2) ] .
وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف فقال إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبا فهو كما قال، وإن كان صادقا لم يرجع إلى الإسلام سالما» [ (3) ] .
وروى ابن ماجه عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول:
أنا إذا يهوديّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت [ (4) ] .
تنبيهات
الأول:
قال في (زاد المعاد) : حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من ثمانين موضعا، وأمره الله تعالى بالحلف في ثلاثة مواضع، فقال تعالى وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ [يونس/ 53] وقال تبارك وتعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ، وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن/ 7]، وقال عز وجل: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا
…
، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ [التغابن/ 7] ، وكان صلى الله عليه وسلم يستثني في يمينه تارة، ويكفّرها تارة ويمضي فيها تارة.
الثاني:
روى أبو داود في قصة الأعرابي، قال صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه [ (5) ]، إن صدق قال العلماء قال السهيلي- رحمه الله: ربّ كلمة ترك أصلها، واستعملت كالمثل في ما وضعت له، كما إذا جاءوا بلفظ القسم إذا أرادوا تعجبا واستعظاما لأمر، ومحال أن يقصد صلى الله عليه وسلم القسم بغير الله
[ (1) ] أخرجه أحمد 5/ 352 وأبو داود 3/ 571 (3253) والبيهقي 10/ 30 وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1318) .
[ (2) ] أخرجه البخاري 10/ 464 (6047) ومسلم 1/ 104 (176/ 110) .
[ (3) ] أخرجه أحمد 5/ 355 وأبو داود 3/ 574 (3258) والنسائي 7/ 6 وابن ماجة 1/ 679 (2100) .
[ (4) ] أخرجه ابن ماجة (2099) وأحمد 1/ 22، 54، 466، 2/ 261، 3/ 197 وابن أبي شيبة 3/ 367 والطبراني في الكبير 7/ 25 وأبو نعيم في الحلبة 2/ 197.
[ (5) ] أخرجه أبو داود (392، 3252) وهو عند البخاري ومسلم والنسائي 1/ 228، 8/ 119 وابن خزيمة (306) وانظر تلخيص الجبير 4/ 168.
تعالى، ولا سيما برجل مات على الكفر وإنما هو تعجّب من قول الأعرابي، والمتعجّب منه مستعظم، ولفظ القسم في أصل وضعه لما يعظم فاتسع في اللفظة حتى قيل على هذا الوجه، وقال الشاعر:
فإن تلك ليلى استودعتني أمانة
…
فلا وأبي أعدائها لا أخونها
لم يرد أن يقسم بأبي أعدائها، ولكنه ضرب من التعجب قال: وقد ذهب إليه أكثر شراح الحديث.
الثالث: في بيان غريب ما سبق:
أنشدك بالله، - بهمزة مفتوحة فنون ساكنة فمعجمة مفتوحة ودال: أسألك.
فليتبوّأ- بتحتية ففوقية فموحدة فواو مفتوحات فهمزة ساكنة- يلتزم.
ايم الله خليقا- بخاء معجمة مفتوحة فلام فتحتية فقاف- جدير وحقيق.
الطّواغي- بطاء مهملة فواو مفتوحتين فألف فغين معجمة-: جمع طاغية، وهو ما كانوا يعبدونه من الأصنام ونحوها.
الملّة- بميم مكسورة فلام مفتوحة فتاء تأنيث-: الدين كملة الإسلام واليهودية والنصرانية، وقيل: هو معظم الدين وجملة ما يجيء به الرّسل.