الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد فسّر بعض أهل العلم الحديث إذا اطّلع عليه فأعجبه، إنما معناه يعجبه ثناء الناس عليه بهذا.
وروى ابن ماجة عن كلثوم الخزاعي- رضي الله تعالى عنه- قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، كيف لي أن أعلم إذا أحسنت، وإذا أسأت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا قال جيرانك قد أحسنت، فقد أحسنت، وإذا قال جيرانك قد أسأت، فقد أسأت» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، كيف لي أن أعلم إذا أحسنت، وإذا أسأت؟ قال:«إذا سمعتهم يقولون: قد أحسنت، فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت، فقد أسأت» .
الثالث: في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الطّهارة، وما يتعلق بها:
روى الإمام الشافعي عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر، ومعنا القليل من الماء، إن توضأنا به عطشنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته» .
وروى أبو داود والترمذي والإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال: قيل يا رسول الله، أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض والنتن ولحوم الكلاب؟ قال:«الماء الطّهور لا ينجسه شيء» .
وروى الدارقطني عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحياض التي تكون بين مكة والمدينة، فقيل له: إن السباع والكلاب ترد عليها؟ فقال: «لها ما أخذت في بطونها، ولنا ما بقي طهور» .
وروى ابن ماجه عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحياض التي بين مكة والمدينة تردها السباع والكلاب والحمر وعن الطهارة بها، فقال:«لها ما حملت في بطونها، ولنا ما بقي طهور» .
روى الإمام الشافعي والدارقطني عن جابر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عما أفضلته الحمر أنتوضأ بما أفضلته الحمر؟ قال: «نعم، وبما أفضلت السباع» .
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة (4222) والبيهقي 10/ 125.
الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء يكون في الفلاة من الأرض، وفي لفظ بأرض فلاة، وما ينوبه من الدّوابّ والسّباع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا بلغ الماء قلّتين لم يحمل الخبث» .
وروى الشيخان عن عبد الله بن زيد الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- قال: شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخيّل أو يجد الشّيء في الصلاة قال: «لا ينصرف حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا» .
وروى أبو داود عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: كنت رجلا مذّاء فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرت المقداد بن الأسود، فسأله فقال: فيه الوضوء، وفي رواية «توضأ واغسل ذكرك» .
وروى الإمام الشافعي والبيهقي عن المقداد- رضي الله تعالى عنه- أن عليا- رضي الله تعالى عنه- أمره أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم إذا دنا الرّجل من امرأته فخرج منه المذي ماذا عليه؟
فقال: ينضح الماء على فرجه وليتوضأ وضوءه للصلاة.
وروى الإمام أحمد والترمذي عن سهل بن حنيف- رضي الله تعالى عنه- قال: كنت ألقى من المذي شدّة وعناء وكنت أكثر- وفي لفظ- فأكثر من الاغتسال، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«إنما يجزيك من ذلك الوضوء» ، فقال: يا رسول الله، فكيف ما يصيب ثوبي منه؟ فقال:«إنما يكفيك كف من ماء تنضح به من ثوبك» .
وروى البخاري عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- أنه قال: يا رسول الله، إذا جامع الرّجل المرأة، فلم ينزل قال:«يغسل ما مسته المرأة منه، ثم يتوضأ»
وفي رواية سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يصيب المرأة، ثم يكسل قال:«يغسل ما أصابه من المرأة ثم يتوضأ، ويصلي» .
وروى الإمام أحمد عن أسيد بن حضير- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن لحوم الإبل، فقال:«توضأ من لحومها، وسئل عن لحوم الغنم» ، فقال: لا تتوضأ من لحومها.
وروى الترمذي وصحّحه عن خزيمة بن ثابت- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن مسح الخفين، فقال:«للمسافر ثلاثة أيام، والمقيم يوم وليلة» .
وروى ابن أبي شيبة وأبو داود عن أبي عمارة- رضي الله تعالى عنه- قال: يا رسول الله، المسح على الخفين، قال:«نعم يوما ويومين» ، قال: وثلاثة قال: «نعم» .
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أكون في الرّمل أربعة أشهر أو خمسة أشهر، فيكون النفساء والحائض والجنب فما ترى؟ قال:«عليك بالتراب» .
وروى ابن أبي شيبة والشيخان والنسائي عن عمران بن الحصين أن رجلا قال: يا رسول الله، أصابتني جنابة ولا ماء، قال:«عليك بالصّعيد، فإنّه يكفيك» .
وروى الدارقطني وعبد الرزّاق ابن أبي شيبة عن عمار بن ياسر- رضي الله تعالى عنه- قال أجنبت وأنا في الأبواء فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّما يكفيك في ذلك التيمم» .
وروى ابن ماجه والدّارقطنيّ عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: انكسرت إحدى زنديّ فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني أن أمسح على الجبائر.
وروى أبو داود عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد البلل ولا يذكر احتلاما، قال: يغتسل، وعن الرجل يرى أنه احتلم، ولا يجد بللا، قال:«لا غسل عليه» ، قالت أم سلمة فالمرأة ترى ذلك أعليها غسل؟ قال:«نعم، إنّ النساء شقائق الرجال» .
وروى الشيخان عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحقّ، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم، إذا رأت الماء» .
وروى أبو داود وابن أبي شيبة عن أبي ثعلبة الخشني- بالخاء والشين المعجمتين-- رضي الله تعالى عنه- أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نغزو إلى أرض العدو فنحتاج إلى آنيتهم، قال:«استغنوا عنها ما استطعتم، فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها واشربوا» .
وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي ثعلبة الخشني، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قدور المجوس، فقال:«اتقوها غسلا واطبخوا فيها» .
وروى أحمد والترمذي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة عن امرأة من بني عبد الأشهل قالت: قلت: يا رسول الله، أن بيني وبين المسجد طريقا قذرا، قال:«أفبعدها طريق أنظف» ؟
قالت: نعم، قال:«هذه بهذه» .
وروى البيهقي عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قيل: يا رسول الله [.....] .
وروى أبو الشيخ في كتاب الفرائض عن البراء بن عازب- رضي الله تعالى عنه- قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال: ما خلا الولد والوالد.
وروى الطبراني وغيره عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم، قال من برئت يمينه وصدق لسانه، واستقام قلبه وعفّ بطنه وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم.
وروى الحاكم وصححه عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القناطير المقنطرة قال: «القنطار ألف أوقية» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد وابن ماجة عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القنطار اثنا عشر ألف أوقية» [ (2) ] .
وروى الترمذي وصحّحه عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، فقال:
كيف نصنع بهذه الآية؟ قال: أيّ آية؟ قلت: قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة/ 105] قال: أما والله، لقد سألت عنها خبيرا قال:
سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحّا مطاعا وهوى متّبعا، ودنيا مؤثرة وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام» [ (3) ] .
روى الإمام أحمد والطبراني وغيرهما عن أبي عامر الأشعري: قال: إنه كان فيهم شيء فاحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حبسك» قال: قرأت هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة/ 105] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم «لا يضرّكم من ضل من الكفّار إذا اهتديتم» [ (4) ][المائدة/ 105] .
وروى ابن مردويه عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته، فقال:«أولئك أصحاب الأعراف» .
وروى الطبراني والبيهقي وسعيد بن منصور وغيرهم عن عبد الرحمن المدنيّ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف؟ قال: هم ناس قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم
[ (1) ] أخرجه الحاكم 2/ 178.
[ (2) ] أخرجه ابن ماجة (3360) وأحمد (36312) وابن حبان ذكره الهيثمي (663) والطبري في التفسير 3/ 33.
[ (3) ] أخرجه الترمذي (3058) وأبو داود (4341) وابن ماجة (4014) وأبو نعيم في الحلية 2/ 30 والبيهقي 10/ 92 والبغوي في التفسير 2/ 101 وانظر الدر المنثور 2/ 339.
[ (4) ] انظر مجمع الزوائد 7/ 19 والسيوطي في الدر 2/ 339.
فمنعتهم الجنة، بمعصية آبائهم، ومنعتهم النّار قتلهم في سبيل الله [ (1) ] .
وروى ابن المبارك في الزهد والطبراني والبيهقي في الشعب عن عمران بن الحصين، وأبي هريرة- رضي الله تعالى عنهما- قالا: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ [الصف/ 12] قال: قصر من لؤلؤ في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زبر جدة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش زوجة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام، في كل بيت سبعون وصيفة، ويعطى المؤمن في كل غداة من القوة، ما يأتي على ذلك كله
[ (2) ] .
وروى مسلم وغيره عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الآخر:
مسجد قباء، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك، فقال:«هو مسجدي» [ (3) ] .
وروى ابن مردويه- رضي الله تعالى عنه- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس/ 62] . قال: الذين تحابّوا في الله.
وروى مثله في حديث جابر بن عبد الله.
وروى الإمام أحمد وسعيد بن منصور والترمذي وغيرهم عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- أنه سئل عن هذه الآيةهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
[يونس/ 64] قال: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرك هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له فهي بشارة في الحياة الدنيا بشارة في الآخرة وله طرق كثيرة [ (4) ] .
وروى ابن جبير وابن أبي حاتم وابن مردويه والدارقطني والبيهقيّ في «الرؤية» عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ [يونس/ 26] قال: «الَّذين أحسنوا التّوحيد، والحسنى الجنة، والزيادة النّظر إلى وجه الله» .
[ (1) ] انظر تخريج هذا مطولا في تحقيقنا على وسيط الواحدي.
[ (2) ] ابن المبارك في الزهد (550) والطبري في التفسير 10/ 124 والسيوطي في اللآلي 2/ 245 وابن عراق في تنزيه الشريعة 2/ 382 وابن الجوزي في الموضوعات 3/ 252 وانظر القرطبي 18/ 88.
[ (3) ] أخرجه مسلم في الحج (514) والترمذي (3099) وأحمد 3/ 8، 89 والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 246 وابن أبي شيبة 2/ 372 وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1037) الطبراني في الكبير 5/ 145، 6/ 254 وانظر زاد المسير 3/ 501 والدر المنثور 3/ 7.
[ (4) ] أخرجه أحمد 6/ 452 والحاكم 2/ 340 والترمذي (2273) .
وروى الإمام أحمد عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت يا رسول الله، أوصني، قال:«إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها» ، قلت: يا رسول الله، أمن الحسنات لا إله إلا الله؟
قال: «هي أفضل الحسنات» .
وروى سعيد بن منصور وأبو يعلى والحاكم وصحّحه والبيهقي في «الدلائل» عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أخبرني عن النّجوم التي رآها يوسف ساجدة له، وما أسماؤها؟ فلم يجبه بشيء، حتى أتاه جبريل، فأخبره، فأرسل إلى البستاني اليهودي، فقال:«هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها؟» قال: نعم، قال:«حرتان والطارق والذيال وذو الكفتان والفريخ ودنان وهودان وقابس والضروح والمصبح والفيلق والضياء» ، والنور يعني: أباه وأمه رآها في أفق السماء ساجدة له، فلمّا قصّ رؤياه على أبيه، قال: أرى أمرا مشتتا يجمعه الله تعالى فقال اليهوديّ: إي والله، إنها لأسماؤها [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد والترمذي وصححه النسائي عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: «ملك من ملائكة الله تعالى موكّل بالسّحاب، بيده مخاريق من نار يزجر بها السّحاب يسوقه حيث أمره الله تعالى» قال: فما هذا الصّوت الذي نسمعه؟ قال: صوته [ (2) ] .
وروى الترمذي وقال: حسن غريب وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال: لما نزلت فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ [هود/ 105] سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبيّ الله، فعلى ما نعمل على شيء قد فرغ منه، أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال:«بل على شيء قد فرغ منه، وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كل ميسر لما خلق له» [ (3) ] .
وروى ابن مردويه عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ [الرعد/ 39] . قال: ذلك كل ليلة قد يرفع ويجبر ويرزق، غير الحياة والموت والشقاوة والسعادة، فإن ذلك لا يبدل [ (4) ] .
[ (1) ] انظر الدر المنثور للسيوطي 4/ 4 وانظر الكلام على ذلك مفصلا في: البحر المحيط لأبي حيان.
[ (2) ] أخرجه الترمذي (3117) وأحمد 1/ 274 والطبراني في الكبير 12/ 46 وانظر المجمع 8/ 242 والدر المنثور 4/ 50.
[ (3) ] تقدم.
[ (4) ] انظر الدر المنثور 4/ 66.
وروي عن علي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: فقال: «لأقرنّ عينك بتفسيرها، ولأقرّنّ عين أمتي من بعدي بتفسيرها، الصّدق على وجهها، وبر الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة، ويزيد في العمر [ (1) ] .
وروى مسلم عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين النّاس يوم تبدّل الأرض غير الأرض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهم في الظلمة دون الجسر» [ (2) ] .
وروى مسلم والترمذي وابن حبّان وابن ماجة وغيرهم عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية قلت: أين الناس يومئذ؟ قال:
«هم على الصّراط» [ (3) ] .
وروى ابن مردويه عن البراء- رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى: زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ [النحل/ 88] قال: عقارب أمثال النّخل الطّوال ينهشونهم في جهنم [ (4) ] .
وروى البيهقي في الدلائل عن سعيد المصري أن عبد الله بن سلّام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن السّواد الذي في القمر، فقال: كانا شمسين فقال الله تعالى وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ [الإسراء/ 12] فالسواد الذي رأيت هو المحو.
وروى الشيخان وغيرهما عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني عن كل شيء قال:«كلّ شيء خلق من الماء» .
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: يا رسول الله الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون/ 60] والذي يسرق ويزني ويشرب وهو يخاف الله قال: لا يأتيه الصديق الذي يصلي، ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله.
وروى ابن أبي حاتم عن أبي سورة ابن أخي أبي أيوب قال: قلت: يا رسول الله، هذا
[ (1) ] الدر المنثور 4/ 66.
[ (2) ] مسلم في كتاب الحيض (34) وأبو عوانة 1/ 294 والطبراني في الكبير 2/ 88 وأبو نعيم في الحلية 1/ 351 والبيهقي 1/ 169.
[ (3) ] مسلم في كتاب صفات المنافقين (29) وأحمد 6/ 251، 134 والدارمي 2/ 329 والترمذي (3121)(3242) .
[ (4) ] الدر المنثور 4/ 127.
السّلام فما الاستئناس؟ قال: «يتكلّم الرّجل بتسبيحه وتكبيره وتحميده ويتنحنح، فيؤذن أهل البيت» [ (1) ] .
وروى ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد ويرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن قوله تعالى: وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ [الفرقان/ 13] قال: «والذي نفسي بيده، إنّهم يستكرهون في النار كما استكره الوتد في الحائط» [ (2) ] .
وروى البزار بسند ضعيف وله شواهد موصولة ومرسلة عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال: أوفاهما وأبرهما قال: وإن سئلت أي المرأتين تزوّج، فقل:«الصّغرى منهما» [ (3) ] .
وروى الإمام أحمد والبزّار والترمذي وحسّنه وغيرهما عن أم هانئ- رضي الله تعالى عنها- قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ [العنكبوت/ 29] كانوا يحذفون أهل الطريق، ويسخرون منهم فهو المنكر الذي كانوا يأتون [ (4) ] .
وروى الشيخان عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها [يس/ 38] قال: «مستقرها تحت العرش» ،
وروي عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشّمس، فقال: يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس قلت:
الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها [ (5) ][يس/ 38] .
وروى ابن جرير عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قوله تعالى: حُورٌ عِينٌ [الواقعة/ 22] قال: «العين الضخام العيون شفر الحوراء كمثل جناح النّسر» قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قوله الله تعالى كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ [الصافات/ 49] قال:«رقتهن كرقة الجلدة التي داخل البيضة التي تلي القشرة» [ (6) ] .
وروى البغوي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 213 وابن ماجة (3707) وابن أبي شيبة 8/ 19 والسيوطي في الدر 5/ 38 وابن كثير في التفسير 6/ 41. وإسناد ابن ماجة ضعيف.
[ (2) ] انظر الدر المنثور 5/ 64.
[ (3) ] انظر المجمع 1/ 88 والطبري 2/ 44 والدر المنثور 5/ 127.
[ (4) ] أخرجه أحمد 1/ 341، 324 والطبري 20/ 93 والبغوي 5/ 192 والقرطبي 13/ 342.
[ (5) ] أخرجه البخاري 6/ 297 (3199، 4802، 4803) ومسلم 1/ 138 (250، 251/ 159) .
[ (6) ] أخرجه الطبري 23/ 27 والدر المنثور 6/ 150.
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ [الرحمن/ 60] وقال ربّكم: «هل تدرون ما قال ربّكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يقول: «ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة» [ (1) ] .
وروى أبو بكر بن النجار عن سليم بن عامر قال أقبل أعرابي، فقال: يا رسول الله، ذكر الله في الجنّة شجرة تؤذي صاحبها قال: وما هي؟ قال: «السدر، فإن له شوكا مؤذيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس يقول الله تعالى في سِدْرٍ مَخْضُودٍ [الواقعة/ 28] يخضده الله من شوكه فيجعل له مكان كل شوكة ثمرة إنها تنبت ثمرا يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام، ما فيها لون يشبه الآخر» [ (2) ] .
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب البعث عن عتبة بن عبيد السّلميّ ورواه الطبراني عن أم سلمة، قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى حُورٌ عِينٌ [الواقعة/ 22] قال:
«حور بيض عين ضخام العيون شفر الحوراء منزلة جناح النّسر» ، قلت: أخبرني عن قوله تعالى فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ [الرحمن/ 70] قال: خيرات الأخلاق، حسان الوجوه، قلت:
أخبرني عن قوله تعالى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ [الصافات/ 49] قال: «رقتهن كرقّة الجلد المتداني في داخل البيضة ممّا يلي القشرة» ، قلت: أخبرني عن قوله تعالى: عُرُباً أَتْراباً [الواقعة/ 37] قال: «كأنّهنّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن الله بعد الكبر، فجعلهن عذارى عربا متعشقات متحببات أترابا على ميلاد واحد» [ (3) ] .
وروى الترمذي عن كعب- رضي الله تعالى عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [الصافات/ 147] قال: «يزيدون عشرين ألفا» [ (4) ] .
وروى أبو داود والترمذي عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال:«ذكرك أخاك بما يكره» ، قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» [ (5) ] .
وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج/ 4] ما أطول هذا اليوم؟ فقال: «والذي
[ (1) ] البغوي في التفسير 7/ 26.
[ (2) ] انظر الدر المنثور 6/ 156.
[ (3) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/ 138 وانظر المجمع 7/ 119، 10/ 417 وانظر تفسير ابن كثير 8/ 10 والحاوي للسيوطي 2/ 180.
[ (4) ] السيوطي في الدر 5/ 291 وابن كثير 7/ 35 والكنز (4571) .
[ (5) ] أخرجه مسلم 4/ 2001 (70/ 2589) .
نفسي بيده، إنه يخفف على المؤمن، حتى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد والشيخان وغيرهما عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من نوقش الحساب عذّب» وفي الضياء وعند ابن جرير «ليس يحاسب أحد إلا عذّب» قلت: أليس يقول فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً [الانشقاق/ 8] فقال: «ليس ذلك بالحساب ولكن ذاك العرض» [ (2) ] .
وروى الإمام أحمد عنها قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: الحساب اليسير؟ قال: «أن ينظر في كتابه، فيتجاوز له عنه إن من نوقش الحساب يومئذ هلك» .
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها [الزلزلة/ 4] قال: «أتدرون ما أخبارها» ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟
قال: «إن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها وأن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا» [ (3) ] .
وروى ابن جرير وأبو يعلى عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ [الماعون/ 5] قال: «الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها» .
وروى ابن ماجه عن زينب بنت أم سلمة والطبراني في الأوسط عن سهلة بنت سهيل، وعن أبي هريرة والنّسائيّ عن خولة بنت حكيم قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها؟ قال: «إذا رأت الماء فلتغتسل» .
وروى مسلم عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها، ما يرى الرّجل؟ قال:«إذا رأت ذلك فأنزلت، فعليها الغسل» ، فقالت أمّ سلمة: يا رسول الله، أيكون هذا؟ قال:«نعم» ، قال:«ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر فأيّهما علا أو سبق يكون منه الشّبه» .
وروى الإمام أحمد وأبو يعلى عن أم سلمة قال: جاءت أم سليم فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقال: «الغسل» ، فقلت لها: «تربت يمينك فضجّت
[ (1) ] أخرجه أحمد 3/ 75 وانظر المجمع 10/ 337 والدر المنثور 6/ 265.
[ (2) ] أخرجه البخاري 1/ 196 (103)(6536، 6537) ومسلم 4/ 2204 (79/ 2876) .
[ (3) ] أخرجه أحمد 2/ 374 والترمذي (3353) وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (2586) والحاكم 2/ 256 وانظر الدر 6/ 380.
النساء، وهل تحتلم المرأة؟ فقال صلى الله عليه وسلم:«تربت يمينك، فبم يشبهها ولدها» .
وروى الإمام أحمد والطبراني في الكبير عن أم سلمة، قالت أم سليم: يا رسول الله، المرأة تحتلم؟ قال:«إذا رأت الماء الأصفر، فلتغتسل» .
وروى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله تعالى عنهما- قال: جاءت المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إحدانا يصيب ثوبها من دم الحيضة ماذا تصنع به؟ قال: «تحثّه ثم تقرضه بالماء، ثم تنضحه، ثم تصلّي فيه» .
وروى الشيخان وأبو داود عن أسماء قالت: يا رسول الله، نحيض في الثوب كيف نصنع؟ قال: تحثّينه ثم تقرضيه بالماء، ثم تنضحيه ثم تصلين فيه» .
وروى عبد الرزاق والإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن أم قيس بنت محصن- بكسر الميم-- رضي الله تعالى عنها- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دم الحيض يكون في الثّوب؟ قال: «حكّيه بضلع، واغسليه بماء وسدر» .
وروى الدارقطني عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفأرة تقع في السمن والزيت؟ قال: «استصبحوا به ولا تأكلوا» .
وروى البخاري عن ميمونة- رضي الله تعالى عنها- أنها استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فأرة سقطت في سمن جامد؟ فقال: «ألقوها وما حولها، وكلوا سمنكم» .
وروى الدارقطني وابن جرير عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن فأرة وقعت في ودك لنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن كان جامدا فألقوها وما حولها، وكلوا ودككم» ، قالوا: يا رسول الله، إن كان مائعا، قال:«فلا تقربوه» .
روى الدارقطني وحسّنه عن سهل بن سعد- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة؟ فقال: «أولا يجد أحدكم ثلاثة أحجار حجران للصفحتين، وحجر للمسربة» .
وروى الدارقطني عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّها قالت: مرّ سراقة بن مالك المدلجي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن التغوط، فأمره أن يتنكب القبلة ولا يستقبلها ولا يستدبرها ولا يستقبل الريح، وأن يستنجي بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع أو ثلاثة أعواد أو ثلاثة حثيات من تراب.
التّغوّط: قضاء الحاجة.
يتنكب القبلة: أي لا يستقبلها ولا يستدبرها.
الرجيع: الرّوث والعذرة تسمى رجيعا، لأنه صار الذي رجع إليه بعد أن كان طعاما أو علفا نجسا.
وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن لقيط بن صبرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا رسول الله، أسألك عن الصلاة، قال: أسبغ الوضوء، وخلّل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما.
وروى أبو داود عن عمرو وبن شعيب عن أبيه عن جده- رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف الطّهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثا ثمّ غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه، وأدخل إصبعيه السّبّابتين في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه وبالسبابتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: «هكذا الوضوء! فمن زاد على هذا، أو نقص، فقد أساء وظلم] .
وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن أبي شيبة عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف على نسائه في ليلة فاغتسل عند كل امرأة منهنّ غسلا، فقلت: يا رسول الله، لو اغتسلت غسلا واحدا قال: هذا أطيب وأطهر وأنظف.
وروى البيهقي وابن ماجة عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني اغتسلت من الجنابة، وصلّيت الصّبح، فرأيت قدر موضع الظّفر لم تمسه الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو كنت مسحت عليه بيدك أجزأك» .
وروى مسلم وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة واللّفظ لهما عن عائشة- رضي الله تعالى عنهما- قالت: دخلت أسماء بنت شكل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، كيف تغتسل إحدانا إذا تطهّرت من الحيض، قال: تأخذ سدرها وماءها فتتوضأ وتغسل بدنها ورأسها، حتّى يبلغ الماء أصول شعرها، ثم تفيض الماء على جسدها، ثم تأخذ فرصتها فتتطهر بها فقلت: يا رسول الله، كيف أتطهر بها قال: سبحان الله تطهري بها؟ فاجتذبتها إليّ فقلت:
تتّبعي بها أثر الدم.
وروى عبد الرزاق والإمام أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجة عن عائشة أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل الحيض قال: تأخذ إحداكنّ ماءها وسدرها فتتطهر فتحسن الطّهور، ثم تصبّ الماء على رأسها، فتدلّكه دلكا شديدا، حتى يبلغ الماء أصول شعرها، ثم تفيض على جسدها ثمّ تأخذ فرصة ممسكة فتتطهر بها.
وروى الإمام مالك مرسلا عن زيد بن أرقم- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحل لي من امرأتي؟ وهي حائض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تشدّ عليها إزارها، ثم شأنك بأعلاها» .