الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس في تكثيره صلى الله عليه وسلم البيض
روى أبو نعيم عن جابر رضي الله عنهما قال: لمّا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو ذات الرّقاع جاء له علبة زيد بثلاث بيضات أداحي، فقال: يا رسول الله، وجدت هذه البيضات في مفحص نعام، فقال:«دونك يا جابر، فاعمل هذه البيضات»
فعملتهن ثمّ جئت بهنّ في قصعة، فجعلت أطلب خبزا فلا أجده، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون من ذلك البيض بغير خبز حتى انتهى إلى حاجته، والبيض في القصعة كما هو ثمّ قام فأكل منه عامّة أصحابه ثم رحلنا مبردين قال ابن سعد: وكانوا أربعمائة ويقال: سبعمائة.
الباب السابع في تكثيره صلى الله عليه وسلم اللحم
روى ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي وأبو نعيم من طرق عن علي وابن مردويه وأبو نعيم عن البراء رضي الله عنهما ان الله تعالى لما أنزل وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [سورة الشعراء 214] جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا يأكلون المسنة ويشربون العس فأمر عليّا أن يصنع لهم طعاما وأن يجعل عليه رجل شاة فصنعها ثم قربها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ منها بضعة فأكل منها ثم تتبع بها جوانب القصعة ثم قال:
«ادنوا باسم الله» فدنا القوم فأكلوا عشرة عشرة، فأكلوا حتى صدروا ما نرى إلا أثر أصابعهم، والله إن كان الرّجل ليأكل مثل ما قدم لجميعهم، ثم قال:«يا عليّ، اسق القوم» فجاءهم بذلك العس فشرب منه ثم ناولهم، وقال:«اشربوا باسم الله» فشربوا حتى رووا عن آخرهم، وايم الله، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله فذكر الحديث [ (1) ] .
قصة أخرى.
روى الحسن بن سفيان والنّسائيّ في الكنى والطبراني والبيهقي عن خالد بن عبد العزى بن سلامة أن النبي صلى الله عليه وسلم أجزره شاة وكان عيال خالد كثيرا يذبح الشّاة فلا يبدّ عياله عظما عظما وأن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها ثمّ قال: «أرني دلوك يا أبا حباش» فوضع فيه فضلة الشّاة، ثم قال:«اللهم بارك لأبي حباش» فانقلب به، فنثره لهم، وقال: «تواسوا فيه فأكل منه عياله وأفضلوا [ (2) ] .
[ (1) ] السّيوطي في الدر المنثور 5/ 97.
[ (2) ] أخرجه الدولابي في الكنز 1/ 68 والبيهقي في الدلائل 6/ 116 وانظر الكنز (35687) .
قصة أخرى.
روى الطبراني عن مسعود بن خالد، قال: بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة ثم ذهبت في حاجة فردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شطرها فرجعت فإذا لحم فقلت: يا أمّ خناس ما هذا اللحم؟ قالت:
رد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التي بعثت بها إليه شطرها، قلت: ما لك لا تطعمينه عيالك، قالت: هذا سؤرهم، وكلّهم قد أطعمت، وكانوا يذبحون الشاتين والثلاثة فلا تجزئهم [ (1) ] .
قصة أخرى.
روى الحاكم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: لما قتل أبي ترك دينا.. الحديث وفيه:
فقلت لامرأتي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب النوم نصف النهار فدخلت وفرشت له فنام فذبحت له عناقا فلما استيقظ وضعتها بين يديه، فقال:«ادع أبا بكر» ، ثم دعا الذين كانوا معه، فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا وفضل منا لحم كثير [ (2) ] .
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
العس: بمهملتين الأولى مضمومة: قدح كبير من خشب.
القصعة: بفتح القاف ولا تكسر.
[ (1) ] انظر المجمع (8/ 313.
[ (2) ] تقدم.