الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدّثهم في بعض أحاديث الدّنيا، حتى إذا نشطوا أقبل يحدثهم في حديث الآخرة.
شرح غريب ما سبق.
البشر: بكسر الباء الموحدة طلاقة الوجه وبشاشته.
الصخاب: من الصخب وهو الضجة، واختلاط الأصوات للخصام.
الفحاش والعياب: فعال من الفحش في القول وعيب الناس والوقيعة فيهم.
تؤبن: بضم المثناة الفوقية وبهمزة ساكنة وموحدة ونون أي لا يقذف، ولا يرمي بعيب.
الحرم: جمع حرمة وهي المرأة.
لا تنثى فلتاته: بضم المثناة الفوقية ونون فمثلثة أي لا يتحدث بهفوة أو نزلة كانت في مجلسه من بعض القوم، يقال: نثوت الحديث أنثوه نثوا إذا ادعيته والفلتات جمع فلتة، وهو ها هنا السقطة والزلة.
وقوله: كأنما على رؤسهم الطير يريد أنهم يسكنون ولا يتحركون ويغضّون أبصارهم، والطير لا تسقط إلا على ساكن.
وقوله: «لا يقبل الثناء إلا من مكافئ» إلى آخره يريد أنه إذا ابتدأ بثناء ومدح عرف ذلك إذا اصطنع معروفا فاثنى عليه مثن، وشكر له قبل ثناء وأنكر ابن الأعرابي هذا التأويل، وقال:
المعنى لا يقبل الثناء عليه ممن يعرف حقيقة إسلامه، ويكون من المنافقين الذين يقولون بأفواههم، ما ليس في قلوبهم.
وقال الأزهري: معناه لا يقبل إلا من مقارب غير مجاوز حد مثله، ولا يقتصر عما دفعه الله تعالى إليه.
والمكافأة: المجاوزة على الشيء.
وروى ابن ماجه عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا رسول الله، كيف أصبحت؟ قال:«بخير من رجل لم يصبح صائما، ولم يعد سقيما» .
الثالث: في حديث أصحابه بين يديه واستماعه لهم صلى الله عليه وسلم
.
روى ابن أبي شيبة وأبو الحسن بن الضحاك عن سماك بن حرب- رحمه اللَّه تعالى- قال قلت: لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيرا: كان يطيل الصّمت، وكان يصلي الصبح، فيجلس ونجلس معه، فيتذاكرون الشّعر وأمر الجاهليّة فيضحكون، ويتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم ورواه الإمام احمد وابن سعد عن جابر.
وروى الحارث بن أبي أسامة وأبو الحسن بن الضحاك عن خارجة بن زيد بن ثابت- رضي اللَّه تعالى عنه- قال: دخل نفر على أبي زيد بن ثابت، فقالوا: حدّثنا عن بعض أخلاق
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: كنت جاره، وكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فأكتب الوحي، وكنّا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا فكل هذا أحدثكم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ورواه ابن سعد والترمذي عن زيد مختصرا.
وروى الإمام أحمد عن عمران بن حصين والبزّار عن ابن عمر- رضي اللَّه تعالى عنه- قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدّثنا ليلة عامّة عن بني إسرائيل حتى يصبح، لا يقوم فيها إلا لعظم صلاة.
وروى أبو بكر بن أبي خيثمة عن عثمان بن عبد اللَّه بن أوس عن جده أنه كان في الوفد الذين قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من بني مالك فأنزلهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قبة له بين المسجد وأهله، فكان يختلف إليهم فيحدثهم، بعد العشاء الآخرة.
وروى أبو داود الطيالسي عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأتينا فيحدّثنا بعد عشاء الآخرة، فاحتبس عنّا ليلة عن الوقت الذي كان، يأتينا فيه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«إنه طرأ عليّ حزبي من القرآن، فأحببت أن لا أخرج حتّى أقرأه» ، أو قال أقضيه
…
الحديث.
وروى أبو سعيد بن الأعرابي عن عبد اللَّه بن عمرو- رضي اللَّه تعالى عنهما- قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحدثنا هذا الحديث، عن امرأة كانت ترضع صبيا لها على سفح جبل، فقال: يا أمّه من خلقك؟ قالت: اللَّه؟ قال: فمن خلق أبي؟ قالت: اللَّه قال: فمن خلق السّماء؟ قالت: اللَّه، قال: فمن خلق الأرض؟ قالت: اللَّه، قال: فمن خلق الجبل؟ قالت: اللَّه، قال: فمن خلق البقر؟ قالت: اللَّه، قال: فمن خلق الغنم؟ قالت: اللَّه، قال الطفل: إنّي لا أسمع للَّه شأنا فألقى نفسه من الجبل فتقطع انتهى.