الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدينوري: يقال: بقل المكان، وقال بعض الرواة: أبقلت الأرض، وأبقلها الله، وبقل وجه الغلام: إذا خرج شعر عارضه، وقال بعض علماء العربية: أبقل المكان، ثم يقولون: مكان باقل، قال: ولا نعلمهم يقولون: بقل المكان، ومثله قولهم: أورست الأرض، ونبت وارس، ولا يقولون غيرها. وقال أيضا: أعشب البلد، ثم قالوا: بلد عاشب، وكذا قال أبو عبيد والأصمعي، وتبعها ابن السكيت وغيره قالوا: يقال: بلد عاشب، ولا يقال إلا "أعشب" وكذا، أورس وأبقل، قال الدينوري وتبعه علي بن حمزة البصري في كتاب "التنبيهات": وقد جاء عن العرب ما يرد عليهم، ورد في أشعارهم: مبقل ومعشب ومورس. قال الجواليقي في كتاب "ما تلحن فيه العامة": تذهب العامة إلى أن البقل ما يأكله الناس خاصة دون البهائم من النبات الذي لا يحتاج في أكله إلى طبخ، وليس كذلك، إنما البقل العشب، وما ينبت الربيع مما يأكله البهائم والناس.
ونسب البيت شراح شوهد سيبويه إلى عامر بن جوين الطائي، وهو شاعر فارس جاهلي، وقد بسطنا الكلام على هذا البيت في الشاهد الثاني من أول شاهد الرضي. وتقدمت ترجمته في الإنشاد التاسع والأربعين بعد الثمانمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الثمانمائة:
(891)
صفحنا عن بني ذهل
…
وقلنا القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا هما أول أبيات للفند الزماني أوردها أبو تمام في أول "الحماسة"، والصفح:
العفو، وحقيقته: أعرضنا عنهم، وأوليناهم صفحة عنقنا، وروى: عن بني هند، وهي هند بنت مر بن أد أخت تميم.
وقوله عسى الأيام .. الخ، قال المرزوقي: لا يجوز أن يكون الذي بمعنى الذين، لأن الموصول والصلة يصير صفة لقوم آخرين كالقوم المذكورين، بل التقدير: أن يرد دأب القوم كائنا كالدأب الذي كانوا عليه، وفي هذا الوجه يجوز أن يكون الذي للجنس، كما قال تعالى:(والذي جاء بالصدق وصدق به)(الزمر: 33)، ثم قال:(أولئك) والفصل بين هذا الوجه، والوجه الأول أنه أمل في الوجه الأول أنهم إذا عفوا عنهم أدبتهم الأيام، وردت أحوالهم كأحوالهم فيما مضى في الاتفاق والتواد، وفي الوجه الثاني أمل أن ترجع الأيام أنفسهم إذا صفحوا عنهم، كما عهدت سلامة صدور، وكرم عهود. انتهى. ومعنى: يرجعن يرددن من باب فعل وفعلته، يقال: رجع فلان رجوعا ومرجعا ورجعانه ورجعته رجعا، والعائد محذوف، أي: كالذي كانوه، وهو خبر كان.
والفند الزماني: اسمه شهل بن شيبان بن ربيعة بن زمان الحنفي، وشهل بالشين، وليس في العرب شهل بالمعجمة إلا هو، وشهل بن أنمار من قبيلة بجيلة، وزمان، بكسر الزاي وتشديد الميم، والفند: بكسر الفاء وسكون النون: القطعة من الجبل، وإنما لقب به، لأن بكر بن وائل بعثوا إلى بني حنيفة في حرب البسوس يستنصرونهم، فأمدوهم به، وكتبوا إليهم: قد بعثنا إليكم بثلاثمائة فارس، فلما أتى بكر وهو مسن قالوا: وما يغني هذا العشبة؟ قال: أو ما ترضون أن أكون