الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صار حب بفتح الأول، والإدغام في الصورتين واجب، لاجتماع المثلثين، وفاعله الموقدان، اسم فاعل من أوقدت النار إيقادا، أي: شعلتها، وأما الوقدان فلا يصح، لأن وقد لازم، يقال: وقدت النار وقدا ووقودا، أي: اشتعلت، والنار واقدة، أي: مشتعلة. وموسى وجعدة: هما المخصوصان بالمدح، وهما ولداه، وهذا من باب التشوق والحنين إليهما بعد مفارقتهما للوفود إى هشام بن عبد الملك، ولو للتمني، وأضاءهما: أراهما، فإن أضاء يأتي متعديا كما هنا، والوقود: بفتح الواو: الحطب المشتعل، وروي:"إذ أضاءهما"، وهي الرواية المشهورة، وهي ظرف عاملها حب، وإنما مدحها بإيقاد النار، لأنه يدل على الكرم ومحبة الضيوف، وهذا شأن الكرام من العرب وقال السيوطي: موسى وجعدة عطف بيان للموقدين، وإذا أضاءهما: بدل اشتمال منهما، هذا كلامه، وترجمة جرير تقدمت في الإنشاد الحادي عشر.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد التسعمائة:
(919)
قد يؤخذ الجار بذنب الجار
قال الميداني في "أمثاله": هذا مثل إسلامي، وهو في شعر الحكمي، يعني أبا نواس، الحسن بن هانئ، وقال الشريشي في شرح المقامة الأربعين عند قول الحريري:"إنه ممن يدور خلف الدار، ويأخذ الجار بالجار": العرب تسمى فرج المرأة الجار، ودبر المرأة الجارة، وأخذ الحريري من قول أعرابي [جاء لامرأته]، وقد اغتلم، واشتدت شهوته، وأنعظ، فلما قرب منها، وهجم عليها، قالت له:
إني حائض، قال لها: فأين الهنة الأخرى؟ ثم حمل عليها وهي تدافعه وتسبه، وهو ماض في شغله ينشدها:
كلا ورب البيت ذي الأستار
…
لأهتكن حلق الحتار
هتك غلام ليس بالحوار
…
قد يؤخذ الجار بذنب الجار
قال الخليل: الحتار: ما استدار من طوق الجفن، وكذلك حتار الظفر والدبر، ومما يبين هذا المعنى قول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وقد
…
يعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب قريبه
…
ونجا المقارف صاحب الذنب
انتهى. والحتار، بكسر الحاء المهملة بعدها مثناة فوقية. وقال الثعالبي في كتاب "الكنايات والأمثال" بعد أن ساق حكاية الأعرابي والأبيات: الحتار: ما استدار بالعين من باطن الجفنن وحتار كل شيء: ما أحاط به، وقال بعض أهل اللغة، الحتار: اسم للفرج، فقوله: قد يؤخذ الجار بذنب الجار، الجار الأول من المجاورة، والثاني: اسم الفرج، واحتج بقول المرار الفقعسي:
نسيت للأم من قيس ومن أسد
…
وإنما أنت دينار بن دينار
وإن تكن أنت من عبس وأمهم
…
فأم عبسكم من جارة الجار
أي: من الاست، ومعنى البيت الأول: أنت عبد ابن عبد، لأن دينارا من أسماء العبيد. انتهى.