الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القوافي: الإكفاء. انتهى.
وأنشد بعده:
ما تنقم الحرب العوان مني
…
إلى آخره
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد السابع والخمسين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد التسعمائة:
إذا ركبت فاجعلوني وسطا
…
إني كبير لا أطيق العندا
هكذا رواه المرزباني عن الأخفش في كتاب "الموشح"، وكذا أنشده أبو علي في "الحجة" عند ذكر اختلاف القراء في السين والصاد من "يبسط" و"بسطة" قال: فأما من يبدل السين في "بسطة" وترك السين، فلأنه أصل الكلمتين، ولأن ما بين الحرفين من الخلاف يسير، فاحتمل الخلاف لقلته، ولأن هذا النحو من الخلاف لقلته غير معتد به، ألا ترى أن الحرفين المتقاربين قد يقعان في روي، فسيتجيزون ذلك كما يستجيزونه في المثلثين، كقوله:
إذا ركبت فاجعلوني
…
إلى آخره.
فكما جعل الدال مثل الطاء في جمعهما في حرف الروي، ولم يحفل بما بينهما من الخلاف في الإطباق، كذلك لم يحفل بما بين السين والطاء، فلم يقربها منها كما فعل الآخرون. انتهى. ورواه ابن قتيبة في باب ما أبدل من القوافي من "أدب الكاتب":
إذا نزلت فاجعلوني وسطا
…
إني كبير لا أطيق العندا
قال ابن السيد في شرحه: قال: فسره، فقال: العند: الجانب، ورواه أبو بكر بن دريد: العند، بضم العين وتشديد النون، جمع عاند، وهو المائل المنحرف، وزاد بعده:
ولا أطيق البكرات الشردا
ولا يجوز أن تكون الألف حرف روي، لأن الأولى هي المبدلة من التنوين والأخيرين للإطلاق، وهاتان الألفان لا يجوز أن يكونا رويين. هذا كلامه. وبهذا المقدار من الشرح لم يتضح معنى هذا الرجز، وقد أوضحه الجواليقي في شرحه قال: قوله:
إذا نزلت فاجعلاني وسطا
…
إلى آخره
العند، بفتحتين: الجانب والناحية، وكان هذا الرجل قد كبر، والرجل إذا كبر عاد كالصبي، والصبيان يخافون بالليل، يقول: اجعلاني وسطكما، فإني لا أطيق أن أكون في الجانب، ويروي "العندا" وهو جمع عاند وعنود، فعاند وعند، كشاهد وشهد، يقال: ناقة عنود: إذا تنكبت الطريق من قوتها ونشاطها، وذلك مماتمدح به وتستجب، والرواية الجيدة:"إذا ركبت" كذا رواه لنا ثابت عن ابن رزمة عن أبي سعيد، وقال: العند بفتحتين، ميلك عن الشيء، عند يعند بالكسر، ويعند بالضم عندا بفتحتين وعنود بالضم. انتهى كلامه. وإنما أمرهم بجعله وسطا لئلا تخرج به عن الطريق فتمرح، فترميه أو تضعفه.