الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم أخرجني إلى ساحل البحر، فإذا أنا بحجر يعلوه الماء طورا، ويظهره أخرى، عليه مكتوب: يا ابن ادم، يا عبد ربه، اتق الله، ولا تعجل في أمرك، فإنك لن تسبق رزقك، ولن ترزق ما ليس لك، ومن البصرة إلى دبيل ستمائة فرسخ، فمن لم يصدق ذلك، فليمش الطريق على الساحل حتى يتحقق، ومن لم يقدر على ذلك، فلينطح برأسه هذا الحجر. انتهى.
وأنشد بعده:
أنا أبو النجم
…
وشعري شعري
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الخامس والثلاثين بعد الخمسمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث التسعون بعد الثمانمائة:
(893)
لمية موحشا طلل تمامه:
يلوح كأنه خلل
قال ابن الحاجب في "أماليه" على أبيات "المفصل: : يجوز أن يكون موحشا حالا من الضمير في لمية، فجعل الحال من المعرفة ألوى من جعلها من النكرة متقدمة عليها، لأن هذا هو الكثير الشائع، وذاك قليل، فكان أولى. وقد استشهد به جماعة كالمصنف منهم الخبيصي في "شرح الكافية" قال: قدم الحال وهو موحشا
على ذي الحال وهو طلل، لئلا يلتبس بالصفة، قال شارح شواهده الكرماني: هذا لا يصلح لمطلوبه من وجوه.
الأول: أنه محتمل غير منصوص، إذ لا نسلم أنه حال من طلل لجواز كونه حالا من ضمير الظرف، فلا يكون ذو الحال نكرة.
الثاني: أنه لا يجوز أن يكون حالا من طلل، لنه مبتدأ، والحال لا تكون إلا من الفاعل أو المفعول أو ما في قوتهما. انتهى وفي كل من الأمرين نظر ظاهر، وقد تكلم السخاوي على هذا البيت في "سفر السعادة"، نقلناه وانتقدناه في الشاهد الخامس والتسعين بعد المائة من شواهد الرضى. والخلل، بكسر الخاء المعجمة: جمع خلة، وهي بطائن يغشى بها أجفان السيوف منقوشة بالذهب وغيره، كذا في "الصحاح"، ومية: محبوبة ذي الرمة، وينشد هذا الشاهد كذا أيضا:
لعزة موحشا طلل قديم
…
عفاه كل أسحم مستديم
وبه استشهد الرضى، وشرحناه هناك، ونسبة أبو علي إلى كثير عزة.
وأنشد بعده:
ها بينا ذا صريح النصح فاصغ له
…
وطع فطاعة مهد نصحه رشد.
وتقدم في الإنشاد الثامن والتسعين بعد السبعمائة.