الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أروى وأرعى وأدناني وأظهرني
…
على العدو بنصر غير تعذير
كأنهم واجهوا دوني به أسدا
…
مشمرا للدواهي أي تشمير
ثم أخذ في وصف الأسد وأطال، وكان وصافا مجيدا للأسد.
قال ابن السيرافي: مدح أبو زبيد بهذا الشعر الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكانت بنو تغلب قد أخذت إبلا لأبي زبيد، فأخذ له الوليد بن عقبة من بني تغلب، وارتجع إبله. يقول: خصني بمودته، وأخذ لي بحقي، ولم يكن بيننا سبب يوجب ذلك، والتنائي: البعد، وزعم أنه لا يكفر إنعامه عليه. وقوله: أرعى: أي جعل الوليد لإبلي ما ترعاه، وأروي: أرواها من الماء وغيره، وأظهرني: جعلني ظاهرا عليهم، قاهرا لهم، والتعذير: أن يفعل الشيء، ولا يبالغ فيه، فإذا بالغ فيه، فهو غير معذر، يريد أنه نصره نصرا بالغ فيه، ولم يقصر. انتهى. وترجمة أبي زبيد تقدمت في الإنشاد الحادي عشر بعد الأربعمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد التسعمائة:
(906)
غير لاه عداك فاطرح اللهـ
…
ـو ولا تغترر بعارض سلم
قال ناظر الجيش في "شرح التسهيل": إذا قصد النفي بغير مضافا إلى الوصف، يجعل غير مبتدأ، ويرفع ما بعد الوصف به، كما لو كان بعد نفي صريح، وسد مسد خير المبتدأ، وعلى ذلك وجه ابن الشجري قول الشاعر:
غير ما سوف على زمن
…
ينقضي بالهم والحزن
ومنه قول الآخر:
غير لاه عداك
…
. البيت
وعلى زمن في البيت الأول في موضع المفعول الذي لم يسم فاعله، وقد أغنى عن الحبر، لأن المعنى: ما مأسوف على زمن، نحو: ما مضروب الزيدان، ولابن جني في البيت المذكور حين سأله عنه عالي ولده ارتباك، وخرجه على حذف المبتدأ وإقامة صفته مقامه، وإيقاع الظاهر موقع الضمير، والتقدير: زمان ينقضي بالهم والحزن غير مأسوف عليه، ولابن الحاجب فيه كلام طويل وترديد، وخرجه على الوجه الذي ذكره ابن جني. وقوله: غير لاه، هو اسم فاعل من اللهو وهو الاشتغال بما لا يجدي، والعدى، بالكسر، اسم جمع عدو، واطرح، ووزنه افتعل من الطرح، يقال: طرحت الشيء، وبالشيء: إذا رميته، والاغترار: الغفلة، والسلم، بالكسر: الصلح، مراد الشاعر أن يحرض المخاطب على الحزم في الأمور، ويهديه بالفكر إلى سلامة العاقبة، ويحذره من الاغترار بصلح الأعداء العارض لمصلحة الخديعة والمكر.
وأنشد بعده:
غير مأسوف على زمن
…
البيت.
وتقدم ما يتعلق به في الإنشاد الواحد والستين بعد المائتين.