الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد التسعمائة:
(902)
تحلم عن الأذنين واستبق ودهم
…
ولن تستطيع الأمر حتى تحلما
على أن الأذنين جمع أدنى بمعنى أقرب، واستشهد به سيبويه على أن تحلم لتكلف الحلم، قال الأعلم: الشاهد في قوله: تحلم، أي: استعمل الحلم واحمل نفسك عليه حتى تتخلق به، أراد أن "تفعل" بناء يكون لمن أدخل نفسه في الشيء وإن لم يكن من أهله، كما قالوا: تعرب وتقيس وقوله: الأدنين جمع الأدنى في النسب. انتهى.
والبيت نسبة المصنف للأحنف، ونسبة علي بن سليمان الأخفش فيما كتبه على "نوادر أبي زيد" إلى حاتم الطائي، ونقل القصيدة فيه بتمامها، وكذا نسبه غيره من شراح "المفصل"، وهي هذه من رواية الأخفش:
وعاذلتان هبتا بعد هجعة
…
تلومان مهلاكا مفيدا ملوما
ألا لا تلوماني على ما تقدما
…
كفى بصروف الدهر للمرء محكما
فإنكما لا ما مضى تدركانه
…
ولست على ما قد مضى متندما
تلومان لما غور النسر ضلة
…
فتى لا يرى الإنفاق في المجد مغرما
فنفسك أكرمها فإنك إن تهن
…
عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما
أهن للذي تهوى التلاد فإنه
…
إذا مت كان المال نهبا مقسما
فلا تشقين فيه فيسعد وارث
…
به حين تحشى أغبر اللون مظلما
تبيعه غنما ويشرى كرامة
…
وقد صرت في خط من الأرض أعظما
قليلا به ما يحمدنك وارث
…
إذا نال مما كنت تجمع مقسما
تحلم عن الأذنين واستبق ودهم
…
ولن تستطيع الحلم حتى تحلما
متى ترق أضغان العشيرة بالأنا
…
وترك الأذى تحسم لك الداء محسما
إذا شئت نازيت أمرأ السوء ما نزا
…
إليك ولا طمث اللئيم الملطما
وعوراء قد أعرضت عنها فلم تضر
…
وذي أود قومته فتقوما
وأغفر عوراء الكريم ادخاره
…
وأصفح عن شتم اللئيم تكرما
ولا أخذل المولى وإن كان خاذلا
…
ولا أشتم ابن العم إن كان مفحما
ولا زادني عنه غناي تباعدا
…
وإن كان انقص من المال مصرما
وبعد هذا ستة أبيات، وهبتا: من الهبوب وهو القيام من النوم، والهجعة: الرقدة، والمهلاك، بالكسر، الذي يهلك ماله كثيرا، والملوم: الذي يلام على الإنفاق وصروف الدهر: حوادثه ونوائبه. وقوله: لما غور النسر، أي: غاب، وذلك في السحر، وضلة مفعول مطلق، والمغرم، بالفتح: الغرامة والخسر، وقوله: إن تهن، بضم الهاء، تذل، هان يهون هونا، بالضم وهوانا بالفتح: ذل وحقر، وأهن: أذلة واحقره، وتهوى: تحبه أنت، والتلاد: المال القديم وهو مفعول أهن، وتخشى: تدخل، وأراد بأغبر اللون: القبر، وقوله: متى ترق، أي: تعل، وأضغانهم: مفعوله جمع ضغن. وهو الحقد، والأنا: التأني والحلم، ويحسم: يقطع وفاعله: ضمير الأنا.
وقوله: إذا شئت نازيت، أي: واثبت، بالنون والزاء المعجمة، نزا ينزو نزوا، أي: وثب، والعوراء: الكلمة القبيحة، والأولاد، بفتحتين: العوج، وقومته: عدلته، وادخاره مفعول لأجله، والمولى: العصبة، والناصر والحليف والعتيق، وإن كان: بفتح الهمزة أي: لكونه مفحما، وهو الذي لا يقدر على قول الشعر أو الجواب، وهو بصيغة اسم المفعول، والمال هنا: الإبل، والمصرم: اسم فاعل