الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي فتى هيجاء، وأي جار هيجاء أنت، ولا يجوز رفعه، لأنه إذا رفع فهو على أحد وجهين: إما أن يكون عطفا على أي، أو عطفا على أنت، فإن كان عطفا على أي، وجب أن يكون بإعادة حرف الاستفهام، وخرج عن معنى المدح، فيصير: أي فتى هيجاء وأي جارها أنت، وإن كان عطفا على أنت، صار التقدير: أي فتى هيجاء أنت، والذي هو جار الهيجاء، وكأنه قال: أنت ورجل آخر جاء هيجاء، ولم يقصد الشاعر إلى هذا، والهيجاء: الحرب، وأراد [بفتاها] هنا: القائم بها المبتلى فيها، وبـ"جارها": المجير منها، الكافي لها، ومعنى استقلت: نهضت. انتهى. وكذا قال ابن خلف، وقال ابن السراج في "الأصول": أنشد سيبويه في نحو ذلك:
أي فتي هيجاء أنت وجارها
…
إذا ما رجال بالرجال استقلت
فلو رفع، لم يكن فيه معنى أي جارها الذي هو في معنى التعجب، والمعنى: أي فتى هيجاء، وأي جار لها أنت. انتهى.
وهذا البيت أحد الأبيات الخمسين التي أنشدها سيبويه في كتابه، ولم يعرف قائل كل منها والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد التسعمائة:
(930)
إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحا
…
مني وما سمعوا من صالح دفنوا
قال ابن جني في "إعراب الحماسة": يقبح أن يجزم حرف الشرط جزما يظهر
إلى اللفظ، ثم لا يكون جوابه مجزوما أو بالفاء، لكن هذا يجوز في الشعر، فأراد: إن يسمعوا عني ريبة ففصل، ونحوه: إن تضرب توجعه زيدا، على إعمال الأول وهو في البيت أسهل لأنه لم يظهر جزم الجواب. انتهى. وهو أول أبيات ثلاثة أوردها أبو تمام في باب الهجاء من "الحماسة" لقعنب ابن أم صاحب الغطفاني، وبعده:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به
…
وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا
جهلا علينا وجبنا من عدوهم
…
لبئست الحلتان الجهل والجبن
ومثله لطريح بن إسماعيل الثقفي أنشده له المبرد في "الكامل" وابن قتيبة في ترجمته من "طبقات الشعراء":
إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا
…
شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
قال أبو علي في "الحجة" وأما قوله: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ)[الانشقاق/2]، فقد فسر أذنت أنها استمعت، وفي الحديث: "ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي
…
"، الثاني بفتحتين، وقال عدي:
في سمع يأذنن الشيخ له
…
وحديث مثل ماذي مشار
وأنشد أبو عبيد:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به
…
البيت