الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده
ألا يا نخلة من ذات عرق
…
عليك ورحمة الله السلام
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد السابع والسبعين بعد الخمسمائة:
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد الثمانمائة:
(894)
فطافت ثلاثا بين يوم وليلة
تمامه:
وكان النكير أن تضيف وتجارا
وبعده.
وألفت بيانا عند آخر معهد
…
إهابا ومعبوطا من الجوف أحمرا
وخدا كبر قوع الفتاة ملمعا
…
وروقين لما يعدوا أن تقشرا
وهو من قصيدة للنابغة الجعدي الصحابي، قال المصنف:"وإنما المسألة الصحيحة"، أي: لتغليب المؤنث على المذكر في التاريخ؛ إذ الكلام فيه، وليس المعنى أنه لا تغلب المؤنث على المذكر إلا في التاريخ، إذ ليس الكلام على مطلق تغليب المؤنث على المذكر كما فهمه الدماميني، واعترض عليه بأنه لا اختصاص لهذه المسألة بالتاريخ، فإنه يقال في غيره: اشتريت عشرا بين جمل وناقة، ويريد بالمثال أنه يغلب المؤنث على المذكر في غير التاريخ كما هو مدلول سياق كلامه، ومثاله جار على مذهب الفراء وأبي حيان، وأما على ما ذكره المحقق الرضي، فيجب أن يقول: اشتريت عشرة بالتأنيث لتغليب المذكر، وقول المصنف: "وضابطه أن يكون
معنا الخ
…
" أي: ضابطه تغليب المؤنث على المذكر في التاريخ، ولا يرد اعتراض الدماميني بقوله: يقع التغليب بدون هذا الضابط، كقوله تعالى:(أربعة أشهر وعشرا)(البقرة: 234)، فإن المصنف قد غلط من قال بالتغليب في نحوها، فإن الآية ليست من التغليب في شيء. وحاصل كلام المصنف أن التاريخ يكون بلا تغليب، كما في نحو الآية، ويكون بتغليب إذا كان داخلا في الضابطة المذكورة، والتغليب يكون فيه وفي غيره كما ذكره المحقق الرضي وغيره، وهذا مما أنعم الله به على من فهم كلام المغني، فإن شراحه لم يهتدوا لمراده، ولم يعرفوا عجز البيت مع شهرته وتداوله في كتب النحو وغيرها ولله الحمد على ذلك.
ومعنى الشعر أن النابغة وصف بقرة وحشية أكل السبع ولدها، فطافت وروى: أقمت ثلاث أيام وثلاث لليال تطلبه، ولا إنكار عندها إلا الإضافة، وهي الجزع والإشفاق والجوار، : وهو الصياح، والنكير: الإنكار، وهو من المصادر التي أتت على فعيل كالنذير والعذير، وأكثر ما يأتي هذا النوع من المصادر في الأصوات كالهدير والهديل، أي: ما كان عندها حين فقدته إلا الشفقة والصياح، وتضيف مضارع أضافه إضافة، أي: أشفق وهو بالضاد المعجمة، كذا ضبطوه.
وأورد البيت العسكري في موضعين من كتاب "التصحيف" قال في الموضع الأول: حدثنا أحمد بن يحيي قال: سمعت سلمة بن عاصم يقول: صحف الكسائي في بيت النابغة الجعدي، فقال: هو تصيف، بالصاد غير معجمة، وتضيف أي: تشفق، وبالإضافة: الشفقة، ويروي أن تضيف بفتح التاء، أي: تعدل ههنا مرة وههنا مرة. يقول: كان نكيرها لما رأت الشلو أن تشفق وتجأر، لا شيء عندها غير ذلك.
وقال في الموضع الثاني: يروي تضيف مضموم التاء والضاد معجمة، ويروي تضيف مفتوح التاء، فمن رواه بفتحها، وهو الجيد، أراد: تشفق، ومنه قوله:
وكنت إذا جاري دعا لمضوفة
…
أشمر حتى ينصف الساق مئزري
وفي الحديث: "حتى إذا تضيفت الشمس للغروب" بضاد معجمة، أي مالت، ويقال: ضافت تضيف ضيفا: إذا مالت، وأخبرني ابن الأنباري عن ثعلب قال: سأل ابن الأعرابي عن قوله: حين تضيفت، فقال: لا أعرفه، ولكن إن كان تضيفت بصاد غير معجمة فهو: حين تميل كما قال أبو زبيد:
كل يوم ترميه منا برشق
…
فمصيب أو صاف غير بعيد
يقال: صاف السهم وضاف، أي: مال، وحكى أبو بكر بن الخباز عن ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: صاف السهم، بصاد غير معجمة: إذا أخطأ، لم يقل عربي قط ضاف منقوطة، وأنشد غيره:
فلما دخلناه أضفنا ظهورونا
وضفت فلانا: إذا ملت إليه، وأضفته: إذا أملته إليك، ومنه قيل للدعي: مضاف، لنه مسند إلى قوم ليس منهم. انتهى.