الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كليب: قبيلة جرير، وضرب الإيراد والصدر مثلا لعقد الأمور وحلها، وأصلهما السير إلى الماء والرجوع عنه، ومخلفون: متروكون، والعمياء: الجهالة، ونجران: فاعل بلغت، والمفعول محذوف يدل عليه مفعول بلغت الثاني، تقديره: قد بلغت نجران سوآتهم.
وترجمة الأخطل تقدمت في الإنشاد السابع والأربعين
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد التسعمائة:
(946)
قد سالك الحيات منه القدما
أنشد سيبويه مع بيتين بعده، وهما:
الأفعوان والشجاع الشجعما
…
وذات قرنين ضموزا ضرزما
رواه برفع الحيات على أنها فاعل سالمت، والقدم مفعولهن والأفعوان: مفعول بفعل محذوف تقديره: وسالمت القدم الأفعوان، والشجاع، فالمسألة واقعة منهما.
وقال ابن السيد: الفراء يرويه بنصب الحيات على أنها مفعولة، والقدما: فاعل، وهو مثنى حذفت نونة للإضافة. وكذا قال شراح أبيات "الجمل" ابن السيد واللخمي وغيرهما، قال ابن خلف: هجا رجلا القدمين وصلابتهما لطول الجفاء، فذكر أنه يطأ الحيات والعقارب فيقتلها، فقد سالمت قدميه لذلك، وكان القياس أن يرفع الأفعوان وما بعده، على البدل من الحيات غير أنه حمله على فعل
مضمر يدل عليه سالم، لأن المسالمة إنما تكون من اثنين فصاعدا، فكأنه قال: وسالمت القدم الأفعوان، وصف رجلا بخشونة القدمين، وغلظ جلدهما، فالحيات لا تؤثر فيهما، والأفعوان: الذكر من الأفاعي، والشجاع: الذكر من الحيات.
وقوله: وذات قرنين: أراد بها العقرب، وقيل: الأفعى القرناء، وضرب من الأفاعي يكون له قرون من جلده، والضموز: المطرقة التي تصفر لخبثها، فإذا عرض لها إنسان ساورته وثبا، والضرزم، بكسر الضاد والزاء المعجمتين المسنة، وهو أخبث لها، وأكثر لمسها، ويقال: الضرزم: الشديدة، والشجعم الجريء والميم الزائدة. انتهى. وهذا كله كلام الأعلم وابن السيد. وقال اللخمي: الشجاع نوع من الحيات، والشجعم مع عظم جسم وذات قرنين، يعني حية لها قرنان، وهما لحمتان في رأسها من يمين وشمال، وقيل: يعني العقرب، والضرزم: الشديدة العض. هجا رجلا بغلظ القدمين وصلابتهما لطول الحفاء، يقول: قد سالمت الحيات قدميه فما تقدم أن تدخل تحتهما كما سالمت القدمان الحيات، فاغتدين مسلمات، واغتدى الرجل سالم القدمين. هذا ملخص ما وقفت عليه من شرح أبيات سيبويه، وشرح أبيات "الجمل"، واختلفوا في قائله، فقال سيبويه وخدمته: أبو حيان الفقعسي، وقال اب السيد: هو لمساور العبسي، وقال اللخمي: هو للعجاج، والله أعلم.
وهذا الرجز من أرجوزة أوردناها برمتها، وشرحناها شرحا وافيا في الشاهد التاسع والأربعين بعد التسعمائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده:
هما خطتا إما إسار ومنة
وتقدم بسط الكلام عليه في الإنشاد التاسع والسبعين بعد الثمانمائة.