الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالمناسب هنا أن يكون آلوك بمعنى: أعطيك، يقول: الجود بالنفس والمال مما أطيقه، وأما الصحة والعافية ودفع الموت مما لا أطيقه.
ووقع في رواة ابن أبي الإصبع في "تحرير التحبير": وما آلوه بضمير الغائب وهو ظاهر، والأول على الالتفات.
وعروة بن الورد شاعر جاهلي تقدمت ترجمته في الإنشاد الواحد والستين بعد الثلاثمائة، ونسبهما إلى عروة قدامة في "نقد الشعر" وابن أبي الإصبع في "تحرير التحبير"، والزنجابي في "معيار النظار" وغيرهم، لكن رأيتهما في ديوان حسان بن ثابت في نسخة قديمة، والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد التسعمائة:
(942)
فلما أن جرى سمن عليها
…
كما طيبت بالفدن السياعا
هو من قصيدة للقطامي مدح بها زفر بن الحارث، مطلعها:
قفي قبل التفرق يا ضباعا
…
ولا يك موقف منك الوداعا
وتقدم شرحه في الباب الرابع، ثم مضى في الكلام إلى أن ذكر أنه استنتج من ناقته ناقة رباها إلى أن قويت واشتدت، فقال:
فلما أن مضت سنتان عنها
…
وصارت حقة تعلو الجذاعا
قال شارحه أبو سعيد السكري: إذا دخلت في السنة الثالثة فهي حقة، والذكر حق، فأراد أنها علا بها عظم وأسرعت الشباب حتى صارت تعلو الجذاع، وهي أصغر منهن بسنة، وإنما تكون جذعا وجذعة في السنة الرابعة:
عرفنا ما يرى البصراء فيها
…
فألينا عليها أن تباعا
قال السكري: آلينا: حلفنا، وأراد: لا تباع لما رأى من تمام خلقها.
وقلنا مهلوا لثنيتيها
…
لكي تزداد للسفر اضطلاعا
قال السكري: مهلوا: انتظروا حتى تخرج ثتيتاها وهي تثني في السنة الثالثة، والاضطلاع: بالقوة/ يقال: هو مضطلع بذلك الأمر: إذا كان قويا عليه، والضليع من الإبل والخيل: التام الخلق، وإنما يراض إذا أثنى وأربع.
فلما أن جرى سمن عليها
…
كما بطنت بالفدن السياعا
قال السكري: الفدن: القصر، والسياع: الطين، فأراد: كما بطنت الفدن بالسياع، أي: طينته.
أمرت بها الرجال ليأخذوها
…
ونحن نظن أن لن تستطاعا
أي: أمرتهم بأخذها لتراض وتركب، ويروى: أن لا تستطاعا. انتهى. والفدن. بفتح الفاء والدال، والسياع، بفتح السين وكسرها؛ شبه جريان السمن في أعضائها على السوية، وأخذ كل عضو منه نصيبه بتطيين الفدن بالسياع، وفيه تشبيه الناقة بالقصر في العلو والارتفاع.
وترجمة القطامي تقدمت في الإنشاد الثامن والخمسين بعد المائتين.