الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد التسعمائة:
(911)
لما اغفلت شكرك فاصطنعني
…
فكيف ومن عطائك جل مالي
على أن لام الابتداء دخلت على "ما" النافية لشبهها صورة لـ"ما" الموصولة، قال ابن السراج في "الأصول": ولا تدخل اللام على "ما" لأن اللام تحقيق، و"ما" نفي، وقالوا في قول الشاعر:
لما أغفلت شكرك فانتصحي .. البيت
أنه توهم الذي والصلة. انتهى. ونقل أبو حيان هذا الكلام في تذكرته، وأرفه بقوله: وأجود من هذا أن تجعل اللام زائدة. انتهى. وقال أبو علي الفارسي في "البغداديات" بعد إنشاد البيت: أدخل اللام على "ما" النافية كما يدخلها على الموصول وهو شاذ.
والبيت من قصيدة للنابغة الذبياني يتنصل فيها عما اتهم به عند النعمان بن المنذر، وهرب منه إلى ملوك الشام، وقبله:
ومن يعرف من النعمان سجلا
…
فليس كمن تنبه في الضلال
فإن كنت امرأ قد سؤت ظنا
…
بعبدك والحطوب إلى تبالي
فأرسل في بني ذبيان واسأل
…
ولا تعجل إلي عن السؤال
فلا عمر الذي أثنى عليه
…
وما وقع الحجيج على ألال
لما أغفلت شكرك فانتصحني
…
فكيف ومن عطائك جل مالي
ولو كفي اليمين بغتك خونا
…
لأفردت اليمين من الشمال
قوله: "فلا عمر الذي أثني إليه"، يعني، ومدة بقاء الله الذي أنهي ثنائي وحمدي إليه، ولا: نفي لمحذوف، وتقديره: ليس الأمر كذلك والله، كما قيل في قوله تعالى:(لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)[القيامة/1] ونحوه. والعمر والعمر، بالفتح والضم: مدة البقاء، وخص المفتوح بالقسم لكن مع اللام، ولم يأت بها هنا. قال أبو حيان في "شرح التسهيل" بعد إنشاد هذا البيت وما بعده: روي بنصب عمر ورفعه، فالرفع على الابتداء، والنصب بإضمار أحلف بعد إسقاط الباء، التقدير: فلا بعمر الذي. وقال أبو جعفر النحاس: إذا قلت: عمر الله، وعمرك، جاز الرفع والنصب، وقد يجوز الخفض بجعل الواو للقسم، واستعمال عمر بدون لام قليل، فأما قول الطائي:
عمري لقد نصح الزمان وإنه
…
لمن العجائب ناصح لا يشفق
فيحتمل أن يكون مرفوعا على الابتداء، وخبره محذوف، ويحتمل أن يكون منصوبا بفعل محذوف. انتهى.
وقوله: وما رفع الحجيج .. إلخ، قال الفارسي في "التذكرة":"ما" نصب عطفا على عمر، و"لا" في "فلا" نفي لكلام، الله لزيد قائم، وأضاف عمر إلى الذي، كقولك: لعمرك، إلا أنه لما لم يدخل لام الابتداء، سقط الفعل عليه مثل: الله لأفعلن، والجواب: لما أغفلت. انتهى.
والحجيج، جمع الحاج، وألال، بضم الهمزة: جبل عن يمين الإمام بعرفة، والذي رفعه الحجيج بألال هو رفع أصواتهم بالتلبية وذكر الله. وقوله: لما أغفلت إلخ. أغفلت الشيء إغفالا: تركته إهمالا من غير نسيان، والغفلة: غيبة الشيء عن بال