الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فاظت نفسه بالظاء، بل يقول: فاظ الرجل بالظاء، وفاضت نفسه بالضاد، ورد عليه ابن بري بهذا البيت، والصادي: العطشان، والعصرة، بالضم، والعصر بفتحتين مثله، والمنجود، بالنون والجيم، المكروب، وقد نجد، بضم النون نجدا فهو منجود ونجيد.
وترجمة أبي زبيد تقدمت في الإنشاد الحادي عشر بعد الأربعمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد الثمانمائة:
(896)
أنحوي هذا العصر ما هي كلمة
…
جرت في لساني جرهم وثمود
إذا استعملت في صورة النفي أثبتت
…
وإن أثبتت قامت مقام جحود
رواهما أبو حيان في "تذكرته" كذا:
أتحوي هذا العصر أية لفظة
…
البيت
إذا ما نفت والله يعلم أثبتت
…
البيت
وهذا مبني على تسليم اعتراض على ذي الرمة في شعر له كان قاله بحسب السليقة والطبيعة العربية، فخطأه بعضهم، فغيره فأخطأ في التسليم والتغيير.
أخرج المرزباني في كتاب "التوشيح" عن غيلان بن الحكم جد عبد الصمد ابن المعذل الشاعر أنه قال: قدم علينا ذو الرمة الكوفة فوقف على راحلته بالكناسة ينشد قصيدته الحائية، فلما بلغ هذا البيت:
إذا غير النأي المحبين لم يكد
…
رسيس الهوى من حب مية يبرح
فقال له ابن شبرمة: أراه قد برح، ففكر ساعة، ثم قال:
إذا غير النأي المحبين لم أجد
…
البيت
قال" فرجعت إلى أبي الحكم البختري بن المختار، فأخبرته الخبر، فقال: أخطأ ابن شبرمة حيث أنكر عليه، وأخطأ ذو الرمة حيث رجع إلى قوله، إنما هذا كقول الله عز وجل:(إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا)[النور/40]، أي: لم يرها ولم يكد. انتهى.
والمعري هو: أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء المعري، كان غزير الفضل، شائع الذكر، غاية في الفهم، عالما باللغة، حاذقا في النحو، جيد الشعر، جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته، ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، واعتل علة الجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وأقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم رجع إلى بلده، فأقام، ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة. نقلته من "معجم الأدباء" لياقوت الحموي.