الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدفاع
الاسلام لا يأمر بالحرب وإنما يلتزم الدفاع عن العقيدة وحماية الدعوة ولذا يقول الله عز وجل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (1)، لا يقدم المسلمون على الحرب حتى يستعملوا جميع الوسائل من مفاهمة وصلح، فإذا لم يستطيعوا الوصول الى ذلك فعندئذ يخوضونها لأنهم مضطرون اليها.
الاسلام يأمر المسلمين بالاستعداد وإيجاد القوة اللازمة لصد كل عدوان، يقول الله سبحانه وتعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (2).
اذا اشتبك المسلمون في الحرب مع أعدائهم. وكانت قوة الدولة غير كافية فلها أن تجند جميع القادرين على حمل السلاح. وتأخذ من الأموال ما تحتاج اليه واذا دخل العدو الى أرض المسلمين فيجب على الأمة الاسلامية أن تهب - سواء كانت في الشرق أو في الغرب - لتحمل السلاح للدفاع عن حوزة المسلمين بما فيها شبابها وشيوخها ضعفاؤها وأصحاؤها رجالا ونساء وهذا معنى قوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} (3).
يفرض الإسلام على المسلمين - في هذه الحالة - أن يقفوا صفا واحدا في وجه العدو، وكل من يفر من هذه الحرب يعد عاصيا قال تعالى:{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (4).
(1) سورة الحج
(2)
سورة الانفال
(3)
سورة براءة
(4)
سورة الانفال
ومما شرع الاسلام في الحرب الحث على الوفاء بالعهد، والميل الى الصلح وأن لا يقتلوا وليدا ولا شيخا هرما ولا امرأة اللهم الا اذا قاتلت فتقتل والعبث بكرامة الانسان ممنوع كالتمثيل بالجثث وغيره.
العقيدة الاسلامية مؤسسة على دعائم الحق والخير والرحمة، والصبر والحرية فهي باقية مع الزمن تقدم للأجيال الصاعدة رصيدا من إشراق القلوب ونفحات من اتصال الأرواح:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} (1) فإذا وثق المسلم بالخير والفضيلة وثابر على العمل والجهاد زاد من رصيده العلمي والأخوي، فتتآلف القلوب من حوله فيحظى بسعادة الاستقرار. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (2)
…
ومتى يثق الانسان بهذا الدين وتطمئن نفسه اليه يصبح سيدا كاملا موفور الكرامة قويا بإيمانه وعمله، فيتضاءل عنده الناس، ولا يسعهم الا أن يجلوه ويحترموه لأن المسلم لابد أن يكون اماما في أعمال الخير ولا يرضى بغير القيادة والسبق إلى العلم والتضحية والفداء في سبيل الله.
عوائدنا وأخلاقنا هي موضع اجلالنا واحتراماتنا ما دامت متفقة مع مثل الاسلام العليا، وهذه المثل هي التي نريدها كعقيدة للمسلمين لأنها دين الحق الذى دعا اليه جميع الرسل والانبياء عليهم السلام.
(1) سورة فصلت
(2)
سورة العنكبوت