الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغزو الصليبي المتكالب على المسلمين
نشأ عن هذه الحالة السيئة التي وصل إليها المسلمون من التشتت والتفرق، ونبدهم للحبل الذى كانوا يعتصمون به، وضعف الخلافة غزو خارجي صليبي عندما رأى الصليبيون أن شوكة المسلمين قد خضدت وأن قوتهم قد تلاشت وضعفت هجموا عليهم بقيادة الكنيسة بدعوى انقاذ القدس وأرض الميعاد من أيدي الكفار، وكان هذا الغزو في سنة 345هـ وامتد من ذلك الوقت الى الآن على العالم الإسلامي كله شرقا وغربا، ومشى بصورة واحدة في جميع النواحي قسوة لا رحمة فيها، وفتكا بالأبرياء والضعفاء وتدميرا للحضارة والمنشآت العمرانية، وتشجيعا للفساد والخرافات ومحاربة العلم والعلماء.
بدأت الغزوات الصليبية التي كانت تهدف الى الاستيلاء على الأماكن المقدسة عند المسيحيين تتحدى الاسلام والمسلمين كلهم، وتهدد الجزيرة العربية التي هي مهد الاسلام، والدول المجاورة للشام، واستولى الصليبيون فعلا على القدس وعلى مدن الشام، وطمعوا في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا أكبر خطر على الإسلام والمسلمين بعد فتنة الردة.
وإننا نعلم علم اليقين أن جرائم الاضطهاد التي مارسها الصليبيون ضد المسلمين لم تكن أبدا بدافع ديني، بل الدافع الحقيقي هو خوفهم من رجوع الخلافة الشرعية، وانتشار الاسلام الذى ينتزع ما يحيطون به أنفسهم من هالات خادعة ويعريهم من قداسات مزيفة، أن ما حدث للمسلمين في الماضي على أيدي الصليبيين من الظلم الشنيع والجرائم التي ارتكبوها في حقهم لهو أكبر برهان على أن الدين المنسوب لسيدنا المسيح عليه السلام كما يزعمون زورا وبهتانا، فقد فقد مبررات بقائه كدين، وأصبح أتباعه عبئا ثقيلا على الانسانية، بعد أن تحولوا الى قتلة وسفاكين ومصاصي دماء الشعوب.
تعاونت الدول المسيحية في القديم والحديث على محاربة المسلمين أين ما كانوا وتعاونوا تعاونا كاملا على إخضاعهم، ولما ثار عبد الكريم الخطابى زعيم الريف المغربي، على أسبانيا في القرن التاسع عشر الميلادى أثارت ثورته جميع الدول الغربية، فتراكضت هذه الدول إلى مساعدة أسبانيا ونجدتها لتتغلب على عبد الكريم زعيم القوة الإسلامية،
ويزعم الصليبيون بأن الإسلام قد انتشر بالسيف، ولهذا فإنهم يقاومونه بالسيف وهذه مغالطة مفضوحة، فإن السيف لم يستعمل إلا للقضاء على طغيان الأكاسرة وجبروت القياصرة لإنقاذ الشعوب المستضعفة التى أكلها الجهل والكفر وتلاشت إنسانيتها بين سندان الكنيسة، ومطارق الفئات الحاكمة، وانتزاع الحكم من أصنام بشرية أثبتت عجزها عن قيادة الإنسانية ولا يستطيع أحد من الأوربيين أو غيرهم أن يثبت أن أحد الخلفاء أو أحدا من ولاتهم قد أتوا بشخص واحد وخيروه بين الإسلام أو القتل، والإسلام لم يؤلف محاكم للتفتيش لإجبار الناس على الدخول في الإسلام كما ألفها المسيحيون لإرغام المسلمين على اعتناق المسيحية كالتفتيش الدى أقاموه في الأندلس، وفي روما وفي كل مكان.
الإسلام دين الفطرة ودين الحنيفية السمحاء، فهو يعرض نفسه بدون قوة ولا دعاية طنانة ومظاهر جوفاء، والنفوس بطبيعتها مهيأة لقبول ما يلائم فطرتها، بل الدين الإسلامى ينهى عن الإكراه في الدين، ويأمر اتباعه بأن تكون دعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولما عجز الأوربيون عن مقاومة الإسلام في العلانية، فبدأوا يحاربونه في الخفاء ولم يتركوا أية وسيلة من وسائل الدس الرخيص والكيد اللئيم إلا وجربوها للقضاء عليه، وأما الجمعيات السرية والحركات الهدامة التى عاثت في كيان الأمة الإسلامية فسادا وتخريبا عبر القرون على أيدى الماسونيين وأعوانهم من جيش العميان والمرتزقة ما هى إلا أثر من أثر تلك الحروب {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8]
يقولون: أن الإِسلام انتشر بالسيف ولكن تناسوا أن الحملات الصليبية التي جردتها أوربا لاستئصال شأفة المسلمين، والتي تحطمت على صخرة الصمود الإِسلامي بعد حروب ضارية دامت زهاء قرنين من الزمن وكذلك تناسوا محاكم التفتيش في الأندلس والتي كان حصادها ثلاثة ملايين من المسلمين، هذه المجزرة الشنيعة وقعت في صور وأشكال يندى لها. جبين الحيوان خجلا، فضلا عن الإنسان، لا ريب في أن مرد هذه الحروب الشديدة التي شنها الصليبيون على المسلمين في بلادهم يعدها مورخو الصليبية أنها على حق وصواب، وهذا ما ذهبنا إليه من أن العداوة التى كانت بين المسلمين والمسيحيين كانت عداوة دنيوية لا صلة لها بالدين، وإنما انحصرت عداوتها للإسلام لأنه هو الذي يجمع المسلمين ويكون منهم وحدة تقف في أي وجه عدو كان، ولهذا يريدون أن يمحوه من نفوس المسلمين، إن هذه الحروب تعود إلى ما قبل ألف عام فهل ثم مبرر لاستمرارها إلى أيامنا هذه.
إذا اعتبرنا أن أساس العداوة سياسى دنيوى لا روحى دينى أيقنا أن هذه العداوة من المسيحيين نحو المسلمين والإِسلام لا يزال لها مبرراتها لقد أبرز (لورنس بروان) الأمريكى في صورة واضحة عندما قال: (إذا اتحد المسلمون في أمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا، وأمكن أن يصبحوا نعمة. أما إذا باتوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير).
وإذا تأملنا العالم الغربي وجدناه عالما ملحدا لا يؤمن بدين، وعالما ماديا لا يعرف للروح معنى، إن أمريكا التي تعبد الحديد والذهب والبترول كما يقول أمين الريحانى قد غطت نصف الأرض بمبشرين يزعمون أنهم يدعون إلى حياة روحية وسلام دينى، وكذلك نرى فرنسا دولة علمانية في بلادها ولكن، نجدها الدولة التي تحمى رجال الدين في الخارج، إن اليسوعيين المطرودين من فرنسا هم خصوم لها في الداخل وأصدقاؤها الحميمون في مستعمراتها، وكذلك إيطاليا التي ناصبت الكنيسة
العداء، وحجرت على البابا في الفاتكان، كانت تبنى جميع سياستها الاستعمارية على جهود الرهبان والمبشرين حتى روسيا السوفياتية التي تدعو في بلادها إلى الإلحاد، ومحاربة الأديان رأيناها بعد الحرب العالمية الثانية، حينما أرادت أن تحقق لنفسها نفوذا توسعيا سياسيا، فتظاهرت بالعطف على رجال الدين، ودعت إلى مجمع مسكونى في موسكو وحملت إليه المؤتمرين في طائراتها، ثم شرف ستالين نفسه أولئك المؤتمرين بمقابلتهم، وكذلك الإنكليز.
ونقتبس من كاتب أوربي منصف، وهو الدكتور غوستاف لوبون بعض الفقرات مما دونه عن الحروب الصليبية ليكون شاهدا علي بني جنسه.
قال: كانت أوربا ولا سيما فرنسا في القرن الحادي عشر الميلادى الذي جردت فيه الحملة الصليبية الأولى في أشد أدوار التاريخ ظلاما، وكان النظام الإقطاعى يأكل فرنسا التي كانت مملوءة بالحصون التي كان أصحابها -وهم من نصف البرابرة- يقتتلون على الدوام، ولا يملكون سوى أناس من العبيد الجهال، ولم يكن في ذلك الحين لسوى البابا نفوذ شامل وكان الناس يخشون البابا أكثر مما يحترمونه.
وكانت دولة في الشرق قائمة وهي القسطنطينية مع انحطاطها عاصمة لدولة كبرى لا تنتهى فيها المشاحنات والمنازعات.
وكانت دولة العرب في تفكك وانحلال، ولكن حضارتها كانت محافظة على سلطانها القديم.
فالحروب الصليبية التي نشبت في ذلك الحين لم تكن سوى نزاع بين قوم من الهمج الأوربيين وبين حضارة المسلمين التي كانت تعد من أرقى الحضارات التي عرفها التاريخ.
وكان أكثر قوافل الحجاج الأوربيين إلى بيت المقدس تكون فيالق عسكرية أكثرها من جماعة الحجاج، فكان بها بارونات وفرسان عسكرية طالما هاجمت الأعراب والتركمان، فاضطر
هؤلاء الى الدفاع عن أنفسهم، وبخاصة أن التركمان الذين قاموا مقام العرب في سوريا كانوا أقل تسامحا من العرب فألزموا حجيج النصارى دخول القدس بخضوع، ولم يسمحوا لهم بالدخول في شكل عسكري وعلى ضوء المشاعل كما كان العرب يسمحون بذلك.
وزار بيت المقدس الراهب بطرس الناسك، فاغتاظ لما رأى من معاملة المسلمين للنصارى، وخيل إليه أنه مبعوث الرب لإنقاذ الأراضي المقدسة من الكفار، واستعان بالبابا أريان الثاني فأيده، الأمراء الاقطاعيون، وبخاصة أن المسلمين كانوا يهددون القسطنطينية، ويحاولون الاستيلاء عليها، ولقد لعبت أطماع التجار والأمراء دورا كبيرا في تنشيط هذه الحركة.
وفي ربيع سنة 1096م بدأت الجيوش الأوربية تزحف، ولكنها تعرضت الى مجاعات وأمراض فتاكة ومن نجا منها عمل في السلب والنهب والتدمير، وقد روت (أن لومن) بنت قصير الروم أنه كان من أحب ضروب اللهو عند الصليبيين قتل الأطفال وتقطيعهم إربا إربا، ولكن هذه الجيوش الهمجية العاطفية لم يكن لها غناء وإنما فنى أفرادها بالأوبئة والمجاعات والفتن الداخلية، ثم بدفاع العرب وتلا ذلك الزحف جيش ضخم قوامه مليون أوربي يقودهم الأمراء والملوك وقد استولى ذلك الجيش على القدس في يوليو سنة 1099م ويقول غوستاف لوبون: لم يكتف قومنا الصليبيون الأتقياء بضروب العسف والتدمير والتنكيل التي اتبعوها، فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى الذين كان عددهم 60 ألفا فأفنوهم عن آخرهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا وليدا ولا شيخا، ويقول غليوم الصوري: أن الصليبيين كانوا من السفهاء الفاسقين والملاحدة المارقين، ولو أراد كاتب أن يصف رذائلهم الوحشية لخرج من طور المؤرخ ليدخل في طور القادح الهاجي.
وتوالت بعد ذلك الحروب بين المسلمين والصليبيين، وقد تم طردهم من القدس على يدي صلاح الدين الأيوبي، ودخل القدس وأسر ملكها سنة 1187م وأنهى سلطان الصليبيين عليها،
ولكنه كما يقول غستاف لوبون: لم يشأ أن يفعل ما فعله الصليبيون الأولون في المسلمين وقد وجد هؤلاء في حماه أمنا وسلاما.
انزعج ملوك أوربا لاسترداد المسلمين القدس، فتألفت حملة ضخمة سنة 1189م يقودها أقوى ملوك أوربا وهم: فليب أوغست ملك فرنسا، وفريدريك بابا، وولى قيصر ألمانيا، وريتشارد قلب الأسد ملك انكليترا، ولم يكن لهذه الحملة من أثر إلا القتال والتدمير في أثناء الانتصارات الصغيرة التي كان يحرزها المهاجمون.
ومن الحملات التي كان يقودها ملوك أوربا أيضا الحملة التي قامت من فرنسا بقيادة ملكها سان لويس سنة 1948م وقد اتجهت هذه الحملة الى الاستيلاء على مصر ولكن الجيش المصري هزمها وأسر الملك وسجنه في دار ابن لقمان في المنصورة وبعد مائتي سنة من الصراع المرير استطاع المسلمون أن يستردوا بلادهم من أيدى الصليبيين السفاكين.
وقد بدأت انتصارات المسلمين تتضح على يد نور الدين زنكي سنة 1146م وجاء بعده صلاح الدين الأيوبي فحقق أعظم انتصارات للمسلمين، وبخاصة في معركة حطين التي أدت الى الاستيلاء على عكا ونابلس والرملة، ويافا، وبيت المقدس التي سقط ملكها أسيرا في أيدى المسلمين كما سبق.
وفي عهد السلطان بيبرس سنة 1260 - 1277م تهافتت الممالك الصغيرة التي كانت في أيدى الصليبيين على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي سنة 1293م سقطت آخر مدينة لاتينية في يد ملك مصر السلطان الأشرف خليل، وانتهى بذلك الصراع الذى شنته أوربا الصليبية على المسلمين.
هذه هي أعمال أوربا التي جعلت تدمير المسلمين نصب أعينها ولكن من لطف الله أن وجدت في استقبالها بقية من بقيت الايمان وفي مقدمتها الملك المسلم ألا وهو صلاح الدين الأيوبي وغيره من الملوك رجع هذا الانتصار الى نفوس المسلمين الطمأنينة بدينهم وحفظ لهم كرامتهم وشرفهم. وبعد ما فشل الصليبيون في
حملتهم القوية خرجوا من أرض الميعاد مطرودين مهزومين.
وفي الختام نتكلم على تعاليم سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام كيف اعتنقها الصليبيون، أراد هؤلاء، أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويقضوا على ما كان للإنسانية من عقائد ربانية وتراث مجيد، وتقاليد سامية يكشف المؤرخون والباحثون في الأديان السماوية عن حقائق مذهلة لأعظم جريمة اقترفها اليهود في حق الانسانية على يد بولس وشركائه من مؤسس الماسونية الذين تظاهروا باعتناق المسيحية لنسفها من الداخل، وتحويلها من دين مثالي كلما جاء به السيد المسيح عليه الصلاة والسلام الى مجموعة من الأساطير والخرافات الوثنية كما هي عليها الآن.
عندما يطالع الانسان الاناجيل أو ما كتبه المسيحيون في شرحها فلا يحصل على طائل من الدين الصحيح، وكل إصحاح ينقض ما قبله، وكل جملة تهدم ما بعدها فلا هي كتب علم ولا هي كتب دين، وإنما هي مجموعة من أساطير وقصص وحكايات وروايات خاوية من كل معنى خالية من كل مضمون، لو وجه سؤال الى أي مسيحي مهما كانت درجته العلمية أن يبين حقيقة الدين المسيحي وما يعتقده في شخصية المسيح عليه السلام تصويرا حقيقيا يرضى به العقل ويطمئن اليه القلب لما استطاع ذلك، أذ كيف يستطيع وهو يتلقى من صغره بأن الثلاثة تساوي الواحد والواحد يساوي الثلاثة، وأن عيسى عليه السلام مكون من ناسوت ولا هوت، وأن طبيعة اللاهوت خلقت طبيعة الناسوت لأجل أن يكون كبش الفداء على البشرية التي تنوء بالخطيئة الأولى.
ان علماء التاريخ المسيحي يقرون بأن الأناجيل الأربعة المتداولة قد تم اختيارها من بين حوالى مائة انجيل كانت منتشرة بين المسيحيين في القرن الرابع الميلادي، ومن المعلوم بالضرورة أن المسيح عليه السلام قد أتى بإنجيل واحد، وهم لا يستطيعون أن يثبتوا أن أحد الاناجيل الاربعة مطابق بنفسه ومعناه للإنجيل الذى جاء به المسيح عليه السلام لذا فمن المحتمل أن يكون الانجيل الأصلي الحقيقي واحد من الأناجيل التي زعموا أنها كاذبة وأسقطوها، واذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال، لأجل هذه الأساطير تحشد عصابات التبشير كل طاقتها لتخريب ضمائر
المسلمين، وزعزعة عقائدهم، لتصرفهم عن عبادة الله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الى عبادة آلهة ثلاثة، وهم الى الآن لم يعرفوا الخالق من المخلوق ولتنقلهم من دين الاسلام الحنيف الى دين سداه الوثنية ولحمته الشرك، والخرافات جزء منه لا يتجزأ ويسمونه دين المسيح زورا وبهتانا، والمسيح عليه السلام بريء منه، وهذه العصابة من المبشرين هي من دول الاستعمار، فإنه يساندها ويرصد لها الأموال الطائلة، ويجند لها الطاقات، ويبلغ ما ينفق عليها عشرات الملايين من الدولارات بل المآت الملايين.
وعلى الرغم مما قامت به هذه العصابات من هجمات مسعورة على الاسلام والمسلمين، وعلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا مع الأسف لا نجد من المسلمين ردود فعل تتناسب مع ما يبذله المسيحيون من جهد مستميت في هذا المضمار، واذا وجد من يريد أن يدلى بدلوه، فإنه لا يلبث أن يفاجأ بالعراقيل توضع في طريقه، وبالمعوقات تنشط عزائمه، وممن من أبناء جلدته فيصمونه بالطائفية، ومن السخرية والاحتقار للإسلام جعل حكام المسلمين في دساتيرهم التي سطروها (الاسلام دين الدولة الرسمي)، ووضعوا بعده ألف مادة لهدمه وتأتى على بنيانه من القواعد، ولعل المسلمين لا يدرون بأن الحروب الصليبية التي اشعلت ضد الاسلام والمسلمين منذ أكثر من 800 سنة لا تزال باقية الى الآن، ولكن في اشكال وصور مختلفة، ولا زلنا نعانى من آثارها في الفلبين والحبشة والسودان، وفي نجيريا وتيلاندا، وفي بلقاريا والتشاد، وفي فلسطين وغيرها وستبقى هذه الحروب وتدوم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها كما قال الجنرال الإنجليزي عندما فتح فلسطين ودخل القدس الشريف وقف وقال:(الآن انتهت الحروب الصليبية) وهو كاذب لأن أحداث الساعة تدل على استمرارها.