الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أول خطبة للجنرال ديغول بين فيها حل القضية الجزائرية
وفي الثالث من شهر تشرين الأول 1958م سافر الجنرال الى الجزائر وألقى خطابا في مدينة قسنطينة في أوساط المعمرين، وبعض قوات الجيش قال فيه:(لقد أظهر الاقتراع على الدستور ثقة الجزائريين ورغبتهم في البقاء مع فرنسا) وأضاف قائلا:) ان مستقبل الجزائر ومستقبل فرنسا مرتبط أحدهما بالآخر كل الارتباط، ثم وجه خطابه الى مستمعيه من جمهور الفرنسيين فقال: (ان الاستفتاء على الدستور يوم الأحد الماضي، لم يعد اليوم أمامنا سوى طريقين الحرب، أو الأخوة، وقد اختارت الجزائر الأخوة مثل كل منطقة أخرى في فرنسا، أما المشروعات الاجتماعية فتتمثل في مشروع قسنطينة للسنوات الخمس وقد رسمه في أوائل سنة 1959م ويهدف الى فتح مجالات العمل أمام الجزائريين، وهذا المشروع هو الذى اعتبره نهوضا بالبلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا قال الجنرال ديغول: ها أنا جئتكم أيتها الجزائريات والجزائريون لأوضح لكم المستقبل الذى تدعو فرنسا اليه، انه مستقبل ينطوي على أحدث انقلاب كلى يشمل هذه البلاد الحية الباسلة، ولكنها جد صعبه ومتألمة، إنه انقلاب يجعل شروط حياة كل جزائرية وجزائري في تحسين مطرد بحيث يستثمر خيرات الأرض، وأعمال السكنان وقيم الممتازين من الناس ويعمل على تنميتها فيكون أولاد الجزائريين منعمين
…
وباختصار بأن تأخذ الجزائر نصيبها مما تستطيع المدنية أن تقدمه الى الناس، أو مما يجب عليها أن تقدمه اليهم من خير وكرامة
…
ولما كانت المشاريع الكبرى تستلزم تدابير علمية فإليكم ما قررت حكومتي بموجب الاصلاحيات الدستورية الجديدة التي تتمتع بهما، وتنفيد هذه الصلاحيات يكون في بحر السنوات الخمس الآتية.
سيدخل في بحر هذه السنوات الخمس عشر الشبان الجزائريين على الاقل الموجودين في الوطن الأم جهاز الدولة من إدارة، وقضاء، وجيش، وتعليم، ومصالح عامة، وسيؤخذ هؤلاء الشبان من احدى الجاليات الثلاثة العربية، والقبائلية والإباضية، وذلك من غير أن يؤثر على المعدل المتزايد الذى سيؤخذ في نصاب الدولة من الجزائريين العاملين في الجزائر ذاتها
…
في بحر هذه السنوات الخمس سيرتفع معدل الرواتب والأجور في الجزائر الى مستوى مماثل كما هي عليه في الوطن الأم
…
وفي بحر هذه السنوات الخمس سيوزع مائتان وخمسون ألف هكتار من الأرض على الفلاحين المسلمين، وقبل نهاية هذه السنوات الخمس سيتم الجزء الأول من مشروع الاثمار الزراعي والصناعي الذى ينطوي خاصة على وصول البنزين والغاز الصحراويين، وعلى إقامه مجموعة من مؤسسات التعدين والكيمياء، وعلى بناء منازل لمليون نسمة يضاف الى ذلك ما تحتاج اليه كل هذه الانشآت من تجهيزات صحيحة، وتجهيز المرافق والطرقات واستخدام 400 ألف عامل جديد بصفة دائمة
…
وفي بحر هذه السنوات الخمس سيجد ثلث بنات وأبناء الجزائر مدارس تأويهم
…
هذا ما جاء في خطاب الجنرال ديغول، وهذا هو الحل الذى يريد أن ينهي به المشكل الجزائري يعتبر هذا المشروع دليلا على الاتجاه نحو التحاق الجزائر بفرنسا، ولهذا قاومته الثورة بشدة بل إنها هددت المزارعين الذين يقبلون الأراضي الموزعة عليهم من طرف السلطة الفرنسية بالعقاب الشديد
…
جند الجنرال لهذا المشروع الخبراء والفنيين وحث الدول الغربية صاحبة الأموال الطائلة التي تتهالك دائما على هذه الأقطار تقديم الاعانة اللازمة والمساعدة الفعالة لهذا المشروع الضخم، وحصر له مواريد الدولة ومجهوداتها ليعلم العالم عامة والشعب الجزائري خاصة أن فرنسا لن تسلم في الجزائر أبدا
…
وفي هذه المدة تدفق البترول والغاز وفاضا على وجه الارض في الصحراء مما زاد في الجو تعكيرا وارتباكا.