الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
93 - الدُّعاءُ لِمَنْ قالَ: بَارَكَ اللهُ فيكَ
204 -
((وَفِيكَ بَارَكَ اللَّهُ)) (1).
هذا أثر عن عائشة رضي الله عنها.
وهو بتمامه؛ قالت رضي الله عنها: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة، قال:((اقسميها))، فكنت إذا رجع الخادم أقول: ما قالوا؟ قال: يقولون: بارك الله فيكم، فأقول: وفيهم بارك الله، نردّ عليهم مثل ما قالوا، ويبقى أجرنا لنا.
قوله: ((إذا رجع الخادم)): الخادم واحد الخدم، يقع على الذكر والأنثى منهم.
وفيه جواز الهدية وقبولها، واستحباب قسمتها بين الأقارب والأصحاب والجيران، إن كانت مما يجوز فيه القسمة.
وفيه استحباب الدعاء بالبركة للمُهدي، وكذلك دعاء المُهْدي للمُهدَى له.
94 - دُعَاءُ كَرَاهِيةِ الطِّيَرَةِ
205 -
((اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ،
(1) أخرجه ابن السني (ص 138) برقم (278)، وانظر:((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص 304) تحقيق بشير محمد عيون. (ق).
وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ)) (1).
- صحابي الحديث هو عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وجاء فيه؛ قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أرجعته الطيرة من حاجته؛ فقد أشرك))، قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: ((يقول أحدهم:
…
)).
قوله: ((الطيرة)) أي: التفاؤل بالطير والتشاؤم بها؛ كانوا يجعلون العبرة في ذلك الجهات
…
وغيرها، وكانوا يهيجونها من أماكنها لذلك.
وهذا لاعتقادهم أن الطيرة تجلب لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضرًّا؛ فإذا عملوا بموجبها، فكأنهم أشركوا بالله في ذلك.
قال القاضي رحمه الله: ((إنما سماها شركاً؛ لأنهم كانوا يرون ما يتشاءمون به سبباً مؤثراً في حصول المكروه)).
قوله: ((وما كفارة ذلك)) أي: ما الذي يستغفر به عن ذلك، وما الخصلة والفعلة التي تمحو الخطيئة وتسترها.
قوله: ((لا طير إلا طيرك)) أي: إن الطير من مخلوقاتك لا يضر ولا ينفع، وإنما الذي يضر وينفع هو أنت سبحانك.
قوله: ((ولا خير إلا خيرك)) أي: ولا خير يرجى ويسعى إليه إلا خيرك.
(1) أحمد (2/ 220)، وابن السني برقم (292)، وصححه الألباني في ((الأحاديث الصحيحة)) (3/ 54) رقم (1065)، أما الفأل فكان يعجب النبي رضي الله عنهما، ولهذا سمع من رجل كلمة طيبة، فأعجبته فقال:((أخذنا فألك من فيك))، أبو داود [برقم (3917)]، وأحمد، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2/ 363) عند أبي الشيخ في ((أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم)) (ص 270). (ق).