الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فنبه بهذا القول على أحسن الاعتماد عليه، وكمال الاكتفاء به عن كل صاحب سواه.
قوله: ((والخليفة)) أي: الذي ينوب عن المستخلف فيما يستخلفه فيه؛ والمعنى: أنت الذي أرجوه، وأعتمد عليه في غيبتي عن أهلي، أن تلم شعثهم، وتداوي سقمهم، وتحفظ عليهم دينهم وأمانتهم.
قوله: ((من وعثاء السفر)) أي: مشقته، أخذ من الوعث؛ وهو المكان السهل، الكثير الدهس، الذي يتعب الماشي، ويشق عليه.
قوله: ((وكآبة المنظر)) الكابة والكآبة والكأب: سوء الهيئة، والانكسار من الحزن؛ والمراد منه: الاستعاذة من كل منظر يعقب الكآبة.
قوله: ((وسوء المنقلب)) وهو الانقلاب بما يسوءه، بأن ينقلب في سفره بأمر يكتب منه مما أصابه في سفره، أو مما قدم عليه في نفسه وذويه وماله وما يصطفيه، والمنقلب هو المرجع.
قوله: ((وإذا رجع)) أي: من السفر.
قوله: ((قالهن)) أي: قال هذه الكلمات، ((وزاد فيهن: آيبون)) أي: راجعون بالخير، من آب إذا رجع؛ أي: نحن آيبون، و ((تائبون)) من الذنب، و ((عابدون)) أي: مخلصون ((لربنا)) وله ((حامدون)) على ما أنعم به علينا.
97 - دُعَاءُ دُخُولِ القَرْيَةِ أوِ البَلْدَةِ
208 -
((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ ومَا أظْلَلْنَ،
ورَبَّ الأرْضِينَ السَّبْعِ ومَا أقْلَلْنَ، ورَبَّ الشَّيَاطِينِ ومَا أضْلَلْنَ، ورَبَّ الرِّيَاحِ ومَا ذَرَيْنَ، أسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وخَيْرَ أهْلِهَا، وخَيْرَ مَا فِيهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وشَرِّ أهْلِهَا، وشَرِّ مَا فِيْهَا)) (1).
- صحابي الحديث هو صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه.
قوله: ((وما أظللن)) من الإظلال؛ والمراد منه كل شيء السموات مكتنفة به، قال ابن الأثير رحمه الله:((أظلت السماء الأرض؛ أي: ارتفعت عليها، فهي لها كالظلة)).
قوله: ((وما أقللن)) من الإقلال، وهو الارتفاع والاستبداد؛ والمراد منه كل شيء تستبد به الأرض، ويستعمل به مما عليه من المخلوقات.
قوله: ((وما أضللن)) من الإضلال، وهو الحمل على الضلال، وهو ضد الهدى.
قوله: ((وما ذرين)) أي: ما أطارته.
قوله: ((خير هذه القرية)) أي: السلامة فيها.
قوله: ((وخير أهلها)) أي: الاجتماع مع العلماء والصالحين والتعرف بهم.
(1) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (2/ 100)، وابن السني برقم (524)، وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار (5/ 154)، قال ابن باز: ورواه النسائي [في عمل اليوم والليلة برقم (547 - 548)] بإسناد حسن، انظر: تحفة الأخيار (ص 37). (ق).