الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: ((حيث كان)) أي: الخير؛ والمعنى: اقضِ لي بالخير حيث كان الخير.
قوله: ((ثم أرضني به)) أي: اجعلني راضياً بخيرك المقدور، أو بِشرِّك المصروف.
قوله: ((نَدِمَ)) أي: فعل الشيء ثم كرهه.
والاستخارة تكون مع الله تعالى بطلب الخير منه، والمشاورة تكون مع أهل الرأي والفطنة والصلاح والأمانة بطلب آرائهم في أمره، وليست مع جميع المخلوقين.
والتثبت في الأمر يكون ببذل الجهد، في تحري الأمر الذي يهم بفعله، من حيث صلاحه أو عدم صلاحه.
قوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الآية؛ أمرٌ من الله تعالى لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستعرض آراء أصحابه؛ فيُشرك الجميع في الأمر الذي يَهِم بفعله، ثم يختار ما أشار إليه أكثرهم وأعقلهم، متوكلاً على الله تعالى بهمةٍ عالية.
27 - أذْكَارُ الصَّبَاحِ والمَسَاءِ
((الحمدُ للهِ وَحْدَهُ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَنْ لا نبيَّ بَعْدهُ)).
أراد المصنف من هذا القول؛ الاشتغال بذكر الله تعالى - والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم في تلك الأوقات.
[قال المصحح: أردتُ أن يبدأ المسلم بالحمد لله تعالى والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم يذكر الله تعالى](1).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أحبُّ إليَّ من أن أعتق أربعة)) (2).
قوله: ((من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل)) أي: أحررها وأخلصها إذ هي من أنفس وأغلى الأنفس.
75 -
(1)((أعوذ بالله مِنَ الشَّيْطانِ الَّرجيمِ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (3)(4)).
(1)[المصحح].
(2)
أبو داود برقم (3667)، وحسنه الألباني، ((صحيح أبي داود)) (2/ 698). (ق).
(3)
سورة البقرة، الآية:255.
(4)
أخرجه الحاكم (1/ 562)، وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1/ 273)[برقم (655)]، وعزاه إلى النسائي [في ((عمل اليوم والليلة)) برقم (960)]، والطبراني [في ((الكبير)) برقم (541)]، وقال: إسناد الطبراني جيد. (ق).
- صحابي الحديث هو أُبي بن كعب رضي الله عنه.
والحديث بتمامه؛ هو أن أُبي بن كعب رضي الله عنه كان له جُرْنٌ من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال: ما أنت؟ جنيٌّ أم إنسيٌّ؟ قال: جني، قال: فناولني يدك، فناوله يده، فإذا يدُه يدُ كلبٍ، وشعرُه شعرُ كلب، قال: هذا خَلْقُ الجِنِّ؟!
قال: قد علمتِ الجنُّ أن ما فيهم رجلاً أشد مني، قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحبُّ الصدقة، فجئنا نُصيبُ من طعامك، قال: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
…
} من قالها حين يُمسي أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يُصْبِحُ أُجيرَ منا حتى يُمسي.
فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له؟! فقال صلى الله عليه وسلم:((صدق الخبيث)).
قوله: ((جُرن)) الجرن هو موضع تجفيف التمر.
قوله: ((بدابة شبه الغلام المحتلم)) أي: البالغ؛ والمعنى: أنه رأى مخلوقاً حجمه كحجم الغلام البالغ.
قوله: ((أُجير)) أي: حُفِظَ ووُقي.
وقد تقدم شرح الآية؛ انظر شرح حديث رقم (71).
76 -
(2) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ثلاث مرات)) (1).
- صحابي الحديث هو عبد الله بن خُبَيب رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي؛ كَفَتْهُ من كل شيء.
وقد تقدم شرح الآيات؛ انظر شرح حديث رقم (70).
(1) أخرجه أبو داود (4/ 322)[برقم (5082)]، والترمذي (5/ 567)[برقم (3575)]، وانظر ((صحيح الترمذي)) (3/ 182). (ق).
77 -
(3)((أصْبَحْنَا وَأصْبَحَ المُلْكُ للهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، لا إلهَ إلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا في هَذَا اليَوْمِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا اليَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ، وسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وعَذَابٍ فِي القَبْرِ)) (1).
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا وأمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ.
وإذَا أمْسَى قَالَ: رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وشَرِّ مَا بَعْدَهَا.
- صحابي الحديث هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قوله: ((أصبحنا)) أو ((أمسينا)) أي: دخلنا في الصباح، أو دخلنا في المساء متلبسين بنعمةٍ وحفظٍ من الله تعالى.
قوله: ((إذا أمسى)) أي: إذا دخل في [المساء]، وفي لفظ ((إذا أصبح)) أي: إذا دخل [في الصباح].
(1) مسلم (4/ 2088)[برقم (2723)]. (ق).
قوله: ((وأصبح الملك لله))، وأيضاً قوله:((وأمسى الملك لله)) أي: استمر دوام الملك والتصرف لله تعالى.
قوله: ((رب)) أي: يا رب.
قوله: ((خير ما في هذا اليوم - أو هذه الليلة -)) أي: الخيرات التي تحصل في هذا اليوم - أو هذه الليلة - من خيرات الدنيا والآخرة؛ أما خيرات الدنيا فهي حصول النعم والأمن والسلامة من طوارق الليل وحوادثه
…
ونحوها، وأما خيرات الآخرة فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم والليلة بالصلاة والتسبيح، وقراءة القرآن
…
ونحو ذلك.
قوله: ((وخير ما بعده - أو ما بعدها -)) أي: أسألك الخيرات التي تعقب هذا اليوم أو هذه الليلة.
قوله: ((من الكسل)) وهو عدم انبعاث النفس للخير مع ظهور الاستطاعة، فلا يكون معذوراً، بخلاف العاجز؛ فإنه معذور لعدم القوة وفقدان الاستطاعة.
قوله: ((وسوء الكِبَر)) أراد به ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل، والتخبط في الرأي، وغير ذلك مما يسوء به الحال.
قوله: ((رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر)) وإنما خصَّ عذابي النار والقبر، من بين سائر أعذبة يوم القيامة؛ لشدتهما، وعظم شأنهما؛ أما القبر: فلأنه أول منزل من منازل الآخرة؛ فإن من سلم فيه سلم في الجميع؛ وأما النار: فإن عذابها شديد، نعوذ بالله من ذلك، يا ربّ سلِّم سلِّم.
78 -
(4)((اللَّهُمَّ بِكَ أصْبَحْنَا، وبِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وإلَيْكَ النُّشُورُ)) (1).
((وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ بِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ أصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوْتُ، وَإليْكَ المَصِيْرُ)).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: ((بك أصبحنا)) متعلق بمحذوف؛ فكأنه يريد: بنعمتك أصبحنا، أو بحفظك
…
أو بذكرك
…
، وكذلك التقدير في قوله:((وبك أمسينا)).
قوله: ((وبك نحيا)) يكون في معنى الحال؛ أي: مستجيرين ومستعيذين بك في جميع الأوقات، وسائر الأحوال، في الإصباح والإمساء، والمحيا والممات.
قوله: ((وإليك النشور)) أي: الإحياء للبعث يوم القيامة.
قوله: ((وإليك المصير)) أي: المرجع.
وإنما قال في الإصباح: ((وإليك النشور))، وفي الإمساء:((وإليك المصير))؛ لأن الإصباح يشبه النشر بعد الموت، والإمساء يشبه الموت بعد الحياة؛ فلذلك قال فيما يشبه الحياة:((وإليك النشور))، وفيما يشبه الممات:((وإليك المصير)) رعاية للتناسب والتشاكل، والله أعلم.
(1) الترمذي (5/ 466)[برقم (3391)]، وانظر ((صحيح الترمذي)) (3/ 142). (ق).
79 -
(5)((اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنَا عَبْدُكَ، وأَ نَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوْءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأبُوْءُ بِذَنْبِي فَاغْفِر لِي فَإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَاّ أَنْتَ)) (1).
- صحابي الحديث هو شدَّاد بن أوس رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها موقناً بها حين يمسي، فمات من ليلته دخل الجنة، وكذلك إذا أصبح.
قوله: ((لا إله إلا أنت خلقتني)) اعتراف بالوحدانية والخالقية.
قوله: ((وأنا عبدك)) اعتراف بالعبودية.
قوله: ((وأنا على عهدك ووعدك)) أي: عهدك إليَّ بأن أوحدك، وأعترف بألوهيتك ووحدانيتك، ووعدك الجنة لي على هذا؛ يعني: أنا مقيم على توحيدك، وعلى حقيقة وعدك لي.
قوله: ((ما استطعت)) أي: قدر استطاعتي؛ لأن العبد لا يقدر على الشيء إلا قدر استطاعته.
قوله: ((أبوء لك بنعمتك علي)) أي: أعترف وأقر لك بما أنعمت به علي.
قوله: ((وأبوء بذنبي)) أي: أُقِرُّ وأعترف بما اجترحت من الذنب.
(1) أخرجه البخاري (7/ 150)[برقم (6306)]. (ق).
قوله: ((فإنه)) أي: فإن الشأن أنه ((لا يغفر الذنوب إلا أنت))؛ لأن غفران الذنوب مخصوص لله تعالى.
80 -
(6)((اللَّهُمَّ إنِّي أصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، ومَلائِكَتِكَ، وجَميْعَ خَلْقِكَ، أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلَاّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ)) (أرْبَعَ مَرَّاتٍ)(1).
- صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن مَن قالها حين يصبح أو يمسي أربع مرات، أعتقه الله من النار.
قوله: ((وأُشْهد حملة عرشك))؛ قال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (2).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (({فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} أي: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدَّتهم إلا الله)).
وكذا قال الضحَّاك رحمه الله.
(1) أخرجه أبو داود (4/ 317)[برقم (5069)]، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1201)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (9)، وابن السني برقم (70)، وحسَّن سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله إسناد النسائي وأبي داود في تحفة الأخيار (ص 23). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر:((الكلم الطيب)) برقم (25)(م).
(2)
سورة الحاقة، الآية:17.
وقال الحسن البصري رحمه الله: ((الله أعلم كم هم؟ أثمانية أم ثمانية آلاف؟)).
قوله: ((وملائكتك))؛ الملائكة خلق عظيم، خلقهم الله تعالى من نور؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ من مارج من نارٍ، وخُلِقَ آدمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم)) (1).
وعطفه ((جميع خلقك)) على ((ملائكتك))؛ من باب عطف العام على الخاص؛ لأن جميع الخلق تتناول الملائكة وغيرهم.
والمراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات: هو الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر، أو أن المقام مقام الإشهاد، والملائكة أولى بذلك من غيرهم؛ إما لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو، وأن محمداً عبده ورسوله، قبل سائر المخلوقات، وإما لأن الأصل في الشهود العدالة، وهي أتمّ فيهم.
قوله: ((أعتق الله)) الإعتاق هنا هو التخلُّص عن ذل النار.
81 -
(7)((اللَّهُمَّ مَا أصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ، أوْ بِأحَدٍ مِنْ خَلقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، فَلَكَ الحَمْدُ ولَكَ الشُّكْرُ)) (2).
(1) رواه مسلم برقم (2996). (م).
(2)
أخرجه أبو داود (4/ 318)[برقم (5073)]، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) برقم (7)،
((وابن السني برقم (41)، وابن حبان ((موارد)) رقم (2361)، وحسن ابن باز إسناده في ((تحفة الأخيار))، (ص 24). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: الكلم الطيب برقم (26). (م).
وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ مَا أمْسَى بِي
…
- صحابي الحديث هو عبد الله بن غنَّام رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها: فقد أدَّى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي؛ فقد أدى شكر ليلته.
قوله: ((ما أصبح بي)) أي: ما صار مصاحباً بي من نعمة.
قوله: ((فمنك)) أي: فمن عندك ومن فضلك.
قوله: ((وحدك)) توكيد لقوله: ((فمنك))؛ وأيضاً: ((لا شريك لك)) توكيد لـ ((وحدك))؛ بمعنى كل ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك، لا يشاركك في إعطائها غيرك.
قوله: ((لك الحمد ولك الشكر)) أي: لك الحمد بلساني على ما أعطيت، ولك الشكر بجوارحي على ما أوليت، وإنما جمع بين الحمد والشكر؛ لأن الحمد رأس للشكر، والشكر سبب للزيادة، قال الله تعالى:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (1)، وشكر المنعم واجب؛ قال تعالى:{وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (2).
(1) سورة إبراهيم، الآية:7.
(2)
سورة البقرة، الآية:152.
82 -
(8)((اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إلَهَ إلَاّ أنْتَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ وَالفَقْرِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لا إلَهَ إلَاّ أنْتَ)) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)(1).
- صحابي الحديث هو أبو بكرة، نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة رضي الله عنه.
قوله: ((اللهم عافني في بدني)) أي: سلِّمْني من الآفاتِ والأمراض في بدني.
قوله: ((عافني في سمعي
…
وفي بصري)) خاص بعد عام؛ فقوله بدني شامل لكل الجسم، ولكن خصص هاتين الحاستين؛ لأنهما الطريق إلى القلب؛ الذي بصلاحه يصلح الجسد كله، وبفساده يفسد الجسد كله.
83 -
(9)((حَسْبِيَ اللهُ لَا إلَهَ إلَاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ)) (سَبْعَ مَرَّاتٍ)(2).
(1) أبو داود (4/ 324)[برقم (5090)]، وأحمد (5/ 42)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (22)، وابن السني برقم (69)، والبخاري في الأدب المفرد، وحسَّن العلامة ابن باز إسناده في تحفة الأخيار (ص 26). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر:((ضعيف الجامع)) برقم (1210). (م).
(2)
أخرجه ابن السني برقم (71) مرفوعاً، وأبو داود موقوفاً (4/ 321)[برقم (5081)]، وصحح إسناده شعيب وعبد القادر الأرناؤوط، وانظر:((زاد المعاد)) (2/ 376). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر:((ضعيف أبي داود)). (م).
- صحابي الحديث هو أبو الدرداء رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.
قوله: ((حسبي الله)) أي: كفاني الله تعالى في كل شيء.
قوله: ((عليه توكلت)) أي: اعتمدت.
84 -
(10)((اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في دِيْني ودُنْيَاي، وأهْلِي، ومَالي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللهُمَّ احْفَظْني مِنْ بيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَميني، وعَنْ شِمَالي، ومِنْ فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتكَ أنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتي)) (1).
- صحابي الحديث هو عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
قوله: ((العافية)) من عافاه الله وأعفاه، والاسم عافية؛ وهي: دفاع الله عن العبد الأسقام والبلايا.
أما سؤال العافية في الدين؛ فهي: دفاع الله كل ما يشين الدين
(1) أبو داود [برقم (5074)]، وابن ماجة [برقم (3871)]، وانظر ((صحيح ابن ماجة)) (2/ 332). (ق).
ويضره، وأما في الدنيا؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر دنياه، وأما في الأهل؛ فهي: دفاع الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام
…
وغير ذلك، وأما في المال؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر ماله من الغرق والحرق والسرقة
…
وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية.
قوله: ((عوراتي)) وهي: كل ما يستحي منه إذا ظهر؛ والعورة من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، ومن الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين والأفضل تغطيتهما، وفي القدمين قولان، وقيل: جميع بدنها دون استثناء، ومن الأمة مثل الرجل مع بطنها وظهرها.
[قال المصحح: والقول الحق: أن المرأة كلها عورة حتى وجهها وكفيها؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (1)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة)) (2). وقال عز وجل: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} (3). وأعظم جمال المرأة وزينتها في وجهها وكفيها. وقال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
(1) سورة الأحزاب، الآية:59.
(2)
[تفسير ابن كثير لآية 59 من سورة الأحزاب. (المصحح).
(3)
سورة النور، الآية:31.
وَقُلُوبِهِنَّ} (1). وقالت عائشة رضي الله عنها في شأن صفوان بن المعطل في قصة الإفك: ((
…
فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فَخَمَّرتُ وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه
…
)) (2) وهذه القصة تدل دلالة صريحة على تغطية الوجه، وكذلك في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية أثناء عودته من خيبر في الطريق إلى المدينة، وأنه أردفها خلفه على راحلته فاحتجبت حجاباً كاملاً، ومما يدل دلالة صريحة على أن جميع بدن المرأة عورة قول النبي صلى الله عليه وسلم:((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) (3). وهذه الأدلة الصريحة تدل على وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها عند حضرة الرجال الأجانب، أما في الصلاة، فإنها لا تغطي وجهها إلا إذا كان عندها رجال ليسوا من محارمها.
وأما عورة الأمة المملوكة فالأقرب أن عورتها مثل عورة الحرة، وفي الصلاة مثل الحرة؛ لأنها قد تكون أجمل من الحرة فتفتن الناس، وقد سمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول ذلك (4)].
(1) سورة الأحزاب، الآية:53.
(2)
البخاري برقم (4750). (المصحح).
(3)
الترمذي برقم (1173) وقال: ((هذا حديث حسن صحيح)). وصححه الألباني في إرواء الغليل (1/ 303). (المصحح).
(4)
[المصحح].
والمراد منها هاهنا: كل عيب وخلل في شيء؛ فهو عورة.
قوله: ((وآمن)) من قولك: أمن يؤمن من الأمن.
قوله: ((روعاتي)) جمع روعة؛ وهي: المرة الواحدة من الروع؛ وهو الفزع والخوف.
قوله: ((اللهم احفظني من بين يدي
…
)) إلى آخره، طلب من الله أن يحفظه من المهالك، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة، من الجهات الست بقوله:((من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي)) ولاسيما من الشيطان، وهو المزعج لعباد الله بدعواه في قوله:
وأما من جهة الفوق؛ فإن منها ينزل البلاء والصواعق والعذاب.
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله: ((وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)) إشارة إلى أنه ما ثم مهلكة من المهالك، أشد وأفظع من التي تعرض لابن آدم من جهة التحت، وذلك مثل الخسف؛ لأن الخسف يكون من التحت.
وأما قوله: ((أغتال)) والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.
قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ
(1) سورة الأعراف، الآية:17.
أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} (1).
85 -
(11)((اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّموَاتِ والأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَلِيْكَهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَاّ أنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وأنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أوْ أجُرَّهُ إلَى مُسْلِمٍ)) (2).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: ((عالم الغيب)) منصوب على النداء، وحرف النداء محذوف، تقديره: يا عالم الغيب، ويجوز أن يكون مرفوعاً على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أنت عالم الغيب والشهادة.
والغيب: المعدوم، والشهادة: الموجود المدرك كأنه يشاهده.
وقيل: الغيب ما غاب عن العباد، والشهادة ما شاهدوه، وقيل: الغيب السر، والشهادة العلانية، وقيل: الغيب الآخرة، والشهادة الدنيا، وقيل: عالم الغيب والشهادة؛ أي: عالم ما كان وما يكون.
قوله: ((فاطر السموات والأرض)) أي: خالق السموات والأرض، يقال: فطر الشيء إذا بدأ وخلق.
(1) سورة الأنعام، الآية:65.
(2)
الترمذي [برقم (3392)]، وأبو داود [برقم (5067)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/ 142). (ق).
والكلام فيها، وفي قوله:((رب كل شيء)) مثل الكلام في ((عالم الغيب))؛ من حيث التقدير.
قوله: ((ومليكه)) أي: مالكه.
قوله: ((من شر نفسي)) إنما استعاذ بربه من شر النفس؛ لأن النفس أمارة بالسوء، ميالة إلى الشهوات واللذات الفانية.
والنفس لها معانٍ، والمراد هاهنا المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:((ومن شر نفسي)).
وأما نفس النبي صلى الله عليه وسلم فمجبولة على الخير، وهي نفس مطمئنة، فكيف يتصور منها الشر حتى استعاذ من شرها؟ يجوز أن يكون المراد منه الدوام والثبات على ما هي عليه، أو المراد تعليم الأمة وإرشادهم إلى طريق الدعاء، وهو الأظهر.
قوله: ((وشر الشيطان)) الشيطان اسم لإبليس من شطن إذا بعد؛ سمي به؛ لأنه بَعُد من الرحمة.
وقيل: من شاط؛ أي: بطل؛ سمي به لأنه مبطل، والألف والنون فيه للمبالغة.
قوله: ((وشركه)) أي: شرك الشيطان، يروى هذا على وجهين؛ أحدهما: شِرْكه بكسر الشين وسكون الراء؛ ومعناه ما يدعو له الشيطان، ويوسوس له من الإشراك بالله سبحانه، والثاني: وشَرَكه بفتح الشين والراء، يريد حبائل الشيطان ومصايده.
قوله: ((أن أقترف)) أي: أكتسب.
قوله: ((أو أجُرَّه)) أي: أو أجر السوء.
قوله: ((وإذا أخذت مضجعك)) أي: عند النوم.
86 -
(12)((بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيْمُ)) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)(1).
- صحابي الحديث هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها ثلاثاً إذا أصبح، وثلاثاً إذا أمسى؛ لم يضره شيء.
قوله: ((بسم الله)) أي: بسم الله أستعيذ.
قوله: ((مع اسمه)) أي: مع مصاحبة اسمه.
قوله: ((ولا في السماء)) أي: ولا يضر مع اسمه شيء في السماء؛ يعني: كما أن أهل الأرض في الأمن والسلامة ببركة اسم الله تعالى ومصاحبته، كذلك أهل السماء، والذي يصحب اسم الله ويلازمه، لا يضره شيء؛ أو معناه: الذي لا يضر مع اسمه شيء من جهة الأرض ولا من جهة السماء.
(1) أخرجه أبو داود (4/ 323)[برقم (5088، 5089)]، والترمذي (5/ 465)[برقم (3388)]، وابن ماجه [برقم (3869)]، وأحمد (1/ 72)، وانظر: صحيح ابن ماجة (2/ 332)، وحسن إسناده العلامة ابن باز في تحفة الأخيار (ص 39). (ق).
قوله: ((وهو السميع العليم)) أي: السميع بكل المسموعات، والعليم بكل شيء.
87 -
(13)((رَضِيْتُ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِيْناً، وبِمُحَمَّدٍ نَبيًّا)) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)(1).
- صحابي الحديث هو ثوبان بن بُجْدُد رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها ثلاثاً حين يصبح، وثلاثاً حين يُمسي، كان حقًّا على الله أن يرضيه يوم القيامة.
قوله: ((رضيت بالله ربًّا)) أي: قنعت به، واكتفيت به، ولم أطلب معه غيره.
[قال المصحح: فلا إله غيره ولا رب سواه فهو ربي ومعبودي](2).
قوله: ((وبالإسلام ديناً)) أي: رضيت بالإسلام ديناً؛ بمعنى لم أسْعَ في غير طريق الإسلام، ولم أسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
قوله: ((وبمحمد)) أي: رضيت بمحمد نبياً.
قوله: ((كان حقاً على الله أن يرضيه)) أي: كان واجباً أوجب الله على نفسه أن يرضيه.
(1) أحمد (4/ 337)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) برقم (4)، وابن السني برقم (68)، وأبو داود (4/ 318)، [برقم (5072)]، والترمذي (5/ 465)[برقم (3389)]، وحسنه ابن باز في ((تحفة الأخيار)) (39). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر:((الكلم الطيب)) برقم (24). (م).
(2)
(المصحح).
88 -
(14)((يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ، أصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ)) (1).
- صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
قوله: ((يا حي)) أي: الدائم البقاء.
قوله: ((يا قيوم)) أي: المبالغ في القيام على شؤون خلقه.
قوله: ((أصلح لي شأني كله)) أي: حالي وأمري.
قوله: ((ولا تكلني)) أي: لا تتركني.
قوله: ((إلى نفسي طرفة عين)) أي: لحظة ولمحة.
89 -
(15)((أصْبَحْنَا وأصْبَحَ المُلْكُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ: فَتْحَهُ، ونَصْرَهُ، وَنُورَهُ، وبَرَكَتَهُ، وهُدَاهُ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيْهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ)) (2).
(1) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 545)، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 273)[برقم (654)]. (ق).
(2)
أبو داود (4/ 322)[برقم (5084)]، وحسَّن إسناده شعيب وعبد القادر الأرناؤوط في تحقيق ((زاد المعاد)) (2/ 273). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر:((ضعيف أبي داود)). (م).
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا وأمْسَى المُلْكُ للَّهِ رَبِّ العَالَمينَ.
وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَتْحَهَا، ونَصْرَهَا ونُوْرَهَا، وبَرَكَتهَا، وَهُدَاهَا، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فيْهَا وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا)).
- صحابي الحديث هو أبو مالك الأشعري رضي الله عنه.
قوله: ((فتحه)) أو ((فتحها)) أي: الظفر على المقصود.
قوله: ((نصره)) أو ((نصرها)) أي: النصرة على العدو.
قوله: ((نوره)) أو ((نورها)) أي: بالتوفيق إلى العلم والعمل.
قوله: ((بركته)) أو ((بركتها)) أي: بتيسير الرزق الحلال الطيب.
قوله: ((هداه)) أو ((هداها)) أي: الثبات على متابعة الهدى ومخالفة الهوى.
قال الطيبي رحمه الله: ((قوله: فتحه
…
وما بعده بيان لقوله: خير هذا اليوم)).
قوله: ((من شر ما فيه - أو ما فيها -)) أي: في هذا اليوم أو هذه الليلة.
قوله: ((شر ما بعده - أو ما بعدها -)) واكتفى به عن سؤال خير ما بعده - أو ما بعدها -؛ إشارة بأن درء المفاسد أهم من جلب المنافع.
90 -
(16)((أصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ، وعَلَى كَلِمَةِ الإخْلاصِ، وعَلَى دِيْنِ نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وعَلَى مِلَّةِ أبِينَا إبْرَاهيمَ، حَنيفاً مُسْلِماً ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ)) (1).
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ.
- صحابي الحديث هو عبد الرحمن بن أبي أبزى رضي الله عنه.
قوله: ((على فطرة الإسلام)) أي: دينه الحق، وقد تَرِد الفطرة بمعنى السنة.
قوله: ((كلمة الإخلاص)) وهي كلمة الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
قوله: ((ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)) الظاهر أنه قالها تعليماً لغيره، قال النووي رحمه الله في ((الأذكار)):((لعله صلى الله عليه وسلم قال ذلك جهراً ليسمعه غيره، ليتعلم غيره)).
قوله: ((حنيفاً)) أي: مائلاً إلى الدين المستقيم.
91 -
(17)((سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ)) (مِئَةَ مَرَّةٍ)(2).
(1) أحمد (3/ 406 و407)، وابن السني في عمل اليوم والليلة برقم (34)، وانظر صحيح الجامع (4/ 209)[برقم (4674)]. (ق.).
(2)
مسلم (4/ 2071)[برقم (2723)]. (ق).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: ((من قالها مئة مرة حين يصبح وحين يمسي، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)).
قوله: ((مئة مرة)) تعيين المئة لحكمة يعلمها الشارع، وخفي وجهها علينا.
قوله: ((بأفضل)) أي: بشيء أفضل مما جاء به هذا القائل.
قوله: ((أو زاد عليه)) يدل على أن الزيادة لا تضر في تعيين العدد، بخلاف النقصان.
92 -
(18)((لا إلَهَ إلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ)).
[عشر مرات](1) أو ((مرة واحدة)) (2).
(1) النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) برق (24) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولفظه:(من قال غدوة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وكن له بقدر عشر رقاب، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية كان له مثل ذلك)، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 272) برقم (650)، وتحفة الأخيار لابن باز (ص 55)(ق).
(2)
أبو داود (4/ 319)[برقم (5077)]، وابن ماجة [برقم (3867)]، وأحمد (4/ 60)، وانظر:((صحيح الترغيب والترهيب)) (1/ 270)، و ((صحيح أبي داود)) (3/ 957)، و ((صحيح ابن ماجة)) (2/ 331)، و ((زاد المعاد)) (2/ 377) [وعنده بلفظ:((عشر مرات)).
- صحابي الحديث هو أبو عيَّاش؛ قيل: اسمه زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان، وقيل: غير ذلك رضي الله عنه (1).
وجاء في الحديث: ((أن مَن قالها حين يصبح وحين يمسي؛ كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكُتِب له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يُمسي)) (2).
قوله: ((عدل رقبة)) أي: ما يساوي إعتاق رقبة.
93 -
(19)((لَا إلَهَ إلَاّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ علَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ)) (مئةَ مَرَّةٍ إذَا أصْبَحَ)(3).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن مَن قالها مئة مرة في يوم كانت له عدل عشر رقاب، وكُتِبَ له مئة حسنة، ومُحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
(1) [هذا صحابي الحديث الثاني الذي فيه فضل من قالها مرة واحدة. (المصحح).
(2)
[هذا فضل من قالها مرة واحدة من حديث أبي عياش](المصحح).
(3)
البخاري مع ((الفتح)) (4/ 95)[برقم (3293)]، ومسلم (4/ 2071)[برقم (2691)]. (ق).
94 -
(20)((سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، ورِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ومِدَادَ كَلِمَاتهِ)) (ثلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أصْبَحَ)(1).
- صحابية الحديث هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها.
والحديث بتمامه: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال:((ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟!)) قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن
…
))
قوله: ((في مسجدها)) أي: موضع صلاتها.
قوله: ((سبحان الله وبحمده
…
مداد كلماته)) أي: مثلها في العدد، وقيل: مثلها في أنها لا تنفد، وقيل: في الثواب؛ والمداد هنا مصدر بمعنى المدد؛ وهو ما كثرت به الأشياء.
والمراد هنا المبالغة به في الكثرة؛ لأنه ذكر أولاً ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق، ثم زنة العرش؛ ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك، وعبر عنه بهذا؛ أي: ما لا يحصيه عدٌّ كما لا تحصى كلمات الله - تعالى -.
(1) مسلم (4/ 2090)[برقم (2726)]. (ق).
95 -
(21)((اللهُمَّ إنِّي أَسْألُكَ عِلْماً نافِعاً، ورِزْقاً طَيِّباً، وعَملاً مُتقَبَّلاً)) (إذا أصْبَحَ)(1).
- صحابية الحديث هي أم سلمة رضي الله عنها.
قد تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (73).
96 -
(22)((أستَغْفِرُ اللهَ وأتُوبُ إليهِ)) (مِئَةَ مَرَّةٍ في اليَوْمِ)(2).
- صحابي الحديث هو الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه.
قوله: ((أستغفر الله وأتوب إليه)) ظاهر [هُ] أنه يطلب المغفرة، ويعزم على التوبة.
وقد استُشْكِل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم، والاستغفار يستدعي وقوع معصية؟ وأجيب بعدة أجوبة؛ منها قول ابن بطال رحمه الله: الأنبياء أشد الناس اجتهاداً في العبادة، لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة، فهم دائبون في شكره، معترفون له بالتقصير؛ أي: أن الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى، ويحتمل أن يكون
(1) أخرجه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) برقم (54)، وابن ماجة برقم (925)، وحسن إسناده عبد القادر وشعيب الأرناؤوط، في تحقيق ((زاد المعاد)) (2/ 375). (ق).
(2)
البخاري مع ((الفتح)) (11/ 101)[برقم (6307)]، ومسلم (4/ 2075)[برقم (2702)]. (ق).
فهذا الحديث مما تفرد به كل واحد منهما عن الآخر؛ فحديث البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وبلفظ: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه، في اليوم أكثر من سبعين مرة))، والله أعلم. (م).
لاشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أو جماع
…
وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكره ومنها أن استغفاره تشريع لأمته، والله أعلم.
97 -
(23)((أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ)) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أمْسَى)(1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها حين يمسي ثلاث مرات لم تضره حُمَةٌ تلك الليلة.
قوله: ((بكلمات الله)) أي: أسماء الله تعالى وكتبه.
قوله: ((التامات)) أي: الخالية من النقص.
قوله: ((حُمَةٌ)) أي: سُمٌّ؛ والمعنى: أنه لا يضرك سمٌّ في تلك الليلة التي قلت فيها هذا الدعاء.
98 -
(24)((اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ)) (عَشْرَ مَرَّاتٍ)(2).
(1) أخرجه أحمد (2/ 290)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (590)، وابن السني برقم (68)، وانظر: صحيح الترمذي (3/ 187)، وصحيح ابن ماجه (2/ 266)، وتحفة الأخيار (ص 45). (ق).
(2)
أخرجه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد، انظر: مجمع الزوائد (10/ 120)، وصحيح الترغيب والترهيب (1/ 273)[برقم (656)]. (ق).