الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالت أم سلمة رضي الله عنها: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيراً منه؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: ((وأخلف لي)) أي: عوض لي ((خيراً منه))؛ أي: من تلك المصيبة؛ والمصيبة عام، سواء كانت في النفوس أو في الأموال.
قوله: ((فلما توفي أبو سلمة)) وهو: عبد الله بن عبد الأسد، وكانت أم سلمة تحته، فلما توفي زوجها عبد الله، قالت كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها))؛ فأخلف الله لها خيراً منه، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
54 - الدُّعَاءُ عِنْدَ إغْمَاضِ المَيِّتِ
155 -
((اللَّهمَّ اغْفِرْ لِفُلانٍ (باسْمِهِ)، وارْفَعْ دَرَجَتهُ فِي المَهْدِيِّيْنَ، واخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الغَابِريْنَ، واغْفِرْ لَنَا ولَهُ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ، وافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيْهِ)) (1).
- صحابية الحديث هي أم سلمة رضي الله عنها.
وجاء في بدايته؛ قول أم سلمة رضي الله عنها: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال:((إن الروح إذا قبض تبعه البصر))، فضج ناس من أهله، فقال: ((لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛
(1) مسلم (2/ 634)[برقم (920)]. (ق).
فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)) ثم قال: ((اللهم اغفر لأبي سلمة
…
)).
قوله: ((وقد شُق بصره)) أي: شَخَصَ، وقال ابن السكيت:((يقال: شق بصر الميت، ولا يُقال: شقّ الميت بصره؛ وهو الذي حضره الموت، وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه)).
قوله: ((فأغمضه)) أي: أغمض رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، ولعل الحكمة أن لا يقبح منظره إذا ترك إغماضه.
قوله: ((إن الروح إذا قبض تبعه البصر)) أي: إذا خرج الروح من الجسد، يتبعه البصر ناظراً أين يذهب.
قوله: ((تبعه)) أي: تبع الروح البصر، الروح يذكر ويؤنث، والأصل التذكير فلذلك جاء في الحديث بالتذكير، وذكر بعض العلماء أن قوله:((إذا قبض تبعه البصر)) يحتمل وجهين: أحدهما: أن الروح إذا قبض تبعه البصر في الذهاب؛ فلهذا أغمضه؛ لأن فائدة الانفتاح ذهب بذهاب البصر عند ذهاب الروح، والوجه الآخر: أن روح الإنسان إذا قبضها الملائكة نظر إليها الذي حضره الموت نظراً شزراً، لا يرتد إليه طرف، حتى تضمحل بقية القوة الباصرة الباقية بعد مفارقة الروح الإنسان، التي يقع بها الإدراك والتمييز، دون الحيواني التي به الحس والحركة، وغير مستنكر من قدرة الله سبحانه أن يكشف عنده الغطاء ساعة ئذٍ، حتى يبصر ما لم يكن يبصر.