الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: ((أي الإسلام خير)) أي: أيُّ آداب الإسلام؟ وأيُّ خصال أهله خير؟ وإنما قال: ((تطعم الطعام
…
)) ولم يقل: إطعام الطعام، وإلقاء السلام؛ ليعلم بذلك أن الناس متفاوتون في تلك الخصال على حسب أوضاعهم ومراتبهم في المعارف، وأن الخصلتين المذكورتين تناسبان حال السائل، وأنهما خير له بالنسبة إليه لا إلى سائر المسلمين، أو نقول: إنه أجاب عن سؤاله بإضافة الفعل إليه ليكون أدعى إلى العمل، والخبر قد وقع موقع الأمر؛ أي: أطعم الطعام، وأقرئ السلام.
قوله: ((تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)) أي: تسلم على كل من لقيت، عرفته أم لم تعرفه، ولا تخص به من تعرفه كما يفعل كثير من الناس.
ثم إن هذا العموم مخصوص بالمسلمين، فلا يسلم ابتداء على الكافر.
109 - كَيْفَ يَرُدُّ السَّلامَ عَلَى الكَافِرِ إذَا سَلَّمَ
227 -
((إذَا سَلَّم عَلَيْكُمْ أهْلُ الكِتَابِ؛ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ)) (1).
صحابي الحديث: هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
ولقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ردوا السلام على من كان
(1) البخاري مع الفتح (11/ 42)[برقم (6258)]، ومسلم (4/ 1705)[برقم (2163)]. (ق).
يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً؛ ذلك بأن الله يقول: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (1)(2).
أي: إذا ألقوا عليكم السلام واضحاً بيِّناً؛ فليكن ردكم بالمثل أو أحسن منه، هذا الذي يفهم من قول ابن عباس رضي الله عنهما ولأنه الأصل في الآية التي استدل بها رضي الله عنه.
وأما إذا سلموا سلاماً غير واضح، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول لهم:((وعليكم)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: ((السام عليكم، فقولوا: وعليك)) (3).
[قال المصحح: والصواب الأخذ بظاهر كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم)) (4) سواء كان سلامهم واضحاً أو غير واضح](5).
وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، ففهمتُها فقلت: عليكم السامُ
(1) سورة النساء، الآية:86.
(2)
البخاري في ((الأدب المفرد)) برقم (1107). (م).
(3)
رواه البخاري برقم (6257)، ومسلم برقم (2164). (م).
(4)
رواه البخاري برقم (6258)، ومسلم برقم (2163). (المصحح).
(5)
(المصحح).