الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الكرماني رحمه الله: ((هذا الدعاء من جوامع الكلم؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية وبدنية وخارجية؛ فالأولى بحسب القوى التي للإنسان؛ وهي ثلاثة: العقلية والغضبية والشهوانية؛ فالهم والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوانية، والعجز والكسل بالبدنية، والضَلع والغلبة بالخارجية؛ والدعاء مشتمل على جميع ذلك)) بتصرف.
35 - دُعَاءُ الكَرْبِ
122 -
(1)((لَا إلَهَ إِلَاّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلَهَ إلَاّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمُ، لَا إلَهَ إلا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَريْمِ)) (1).
- صحابي الحديث هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
وفي رواية لمسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر؛ أي: نزل به أمر مهم، أو أصابه غم.
قوله: ((العظيم)) صفة الرب سبحانه، ومعناه: الذي جل عن حدود العقول، حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته.
قوله: ((الحليم)) هو الذي لا يستخفّه شيء من عصيان العباد، ولا
(1) البخاري (7/ 154)[برقم (6346)]، ومسلم (4/ 2092)[برقم (2730)]. (ق).
يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً، فهو منته إليه.
قوله: ((رب العرش الكريم)) الكريم صفة للرب سبحانه وتعالى؛ ومعناه: الجواد المعطي، الذي لا ينفذ عطاؤه، وهو الكريم المطلق؛ والكريم: الجامع أنواع الخير والشرف والفضائل.
123 -
(2)((اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرْجُو، فَلا تَكِلني إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إلَاّ أنْتَ)) (1).
- صحابي الحديث هو أبو بكرة، نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه.
قوله: ((رحمتك أرجو)) تأخير الفعل للاختصاص؛ أي: نخصك برجاء الرحمة، فغيرك لا يرحم.
قوله: ((فلا تكلني إلى نفسي)) أي: لا تسلمني ولا تتركني إلى نفسي، فأنصرف عن طاعتك باتباعها.
قوله: ((طرفة عين)) خارج مخرج المبالغة؛ يعني: لا تكلني إلى نفسي أصلاً في أي حالة من الأحوال.
قوله: ((شأني)) أي: أمري وحالي.
124 -
(3) ((لَا إِلَه إِلَاّ أنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ
(1) أبو داود (4/ 324)[برقم (5090)]، وأحمد (5/ 42)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3/ 959). (ق).
الظَّالِمينَ)) (1).
- صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
والحديث بتمامه، هو قوله صلى الله عليه وسلم:((دعوة ذي النون إذ دعا بها، وهو في بطن الحوت: ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط؛ إلا استُجيب له)).
قوله: ((دعوة ذي النون)) أي: دعاؤه، وذو النون اسم النبي يونس عليه السلام، ومن الأنبياء جماعة لهم اسمان، مثل عيسى والمسيح، وذي الكفل واليسع، وإبراهيم والخليل، ومحمد وأحمد
…
، والنون اسم الحوت، ومعنى ذي النون: صاحب النون.
قوله: ((إذ دعا بها)) أي: حين دعا بها ربه، ((وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) بمعنى: سبحانك إني تبت إليك، إني كنت من الظالمين لنفسي.
قوله: ((في شيء قط)) أي: في شيء من الأشياء، وكلمة ((قط)) للماضي المنفي، ويجوز فيه تسكين الطاء بالتشديد، والتخفيف، وضمها بهما.
125 -
(4)((اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بهِ شَيْئاً)) (2).
(1) الترمذي (5/ 529)[برقم (3505)]، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 505)، وانظر صحيح الترمذي (3/ 168). (ق).
(2)
أخرجه أبو داود (2/ 87)[برقم (1525)]، وانظر صحيح ابن ماجه (2/ 335). (ق).