الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللهُ عَلَيَّ رُوْحِي، حَتَّى أرُدَّ عليه السلام) (1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قال البيهقي رحمه الله: ((الأنبياء بعدما قُبِضُوا رُدَّتْ إليهم أرواحهم، فهم أحياء عند ربهم)).
وقال أيضاً: ((وقوله: ((رد الله عليَّ روحي)) معناه والله أعلم إلا وقد رد الله علي روحي، فأرد عليه السلام، فأحدث الله عوداً على بدء)).
وقال العظيم آبادي رحمه الله في ((عون المعبود)): ((وقاعدة العربية أن جملة الحال إذا صدرت بفعل ماض قدرت فيه؛ كقوله تعالى: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أي: قد حصرت، وكذا هاهنا يقدر قد، والجملة ماضية سابقة على السلام الواقع من كل أحد، وحتى ليست للتعليل، بل لمجرد العطف، بمعنى الواو؛ فصار تقدير الحديث: ما من أحد يُسَلِّمُ عليَّ إلَّا قد رد الله علي روحي قبل ذلك وأرد عليه، والله أعلم)).
108 - إِفْشَاءُ السَّلَامِ
224 -
(1) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا تَدْخُلُوا الجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أدُلُّكُمْ عَلَى
(1) أبو داود برقم (2041)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1/ 283). (ق).
شَيءٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ)) (1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
إن إفشاء السلام سببٌ لوقوع المحاببة؛ لأن السلام لا يكون إلا من صفاء القلب، والتواضع والمسكنة، فكل من عنده صفاء القلب، والتواضع والمسكنة، يحبه الناس؛ ألا ترى أن الظَلمة المتكبرين لا يسلمون على الناس إلا قليلاً، وذلك من كبرهم وافتخارهم، فلا جرم أن الناس يبغضونهم، فيكون تركهم السلام سبباً للعداوة والبغضاء.
قوله: ((أفشوا)) من الإفشاء؛ وهو الإشاعة والإكثار، وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام، وبذله للمسلمين كُلهم، من تعرفه ومن لم تعرفه.
والسلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، ومن إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم عن غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين.
225 -
(2)((ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإيْمَانَ: الإنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وبَذْلُ السَّلَامِ للعَالَمِ، والإنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ)) (2).
(1) مسلم (1/ 74)[برقم (54)]، وغيره. (ق).
(2)
البخاري مع الفتح (1/ 82)[قبل حديث رقم (28)]. (ق).
هذا أثر عن عمار بن ياسر رضي الله عنه.
قوله: ((ثلاث)) أي: ثلاث خصال ((من جمعهن فقد جمع الإيمان)) أي: فقد جمع فضائل الإيمان وخصائله.
قوله: ((الإنصاف من نفسك)) وهو الأول؛ فإن الإنصاف يقتضي أن يؤدي إلى الله جميع حقوقه، وما أمره به، ويجتنب ما نهاه عنه، وأن يؤدي إلى الناس حقوقهم، ولا يطلب ما ليس له، وأن ينصف أيضاً، فلا يوقعها في قبيح أصلاً.
قوله: ((بذل السلام للعالم)) وهو الثاني؛ فمعناه لجميع الناس، وهذا يتضمن أن لا يتكبر على أحد، وأن لا يكون بينه وبين أحد جفاء، يمتنع بسببه من السلام عليه.
قوله: ((الإنفاق من الإقتار)) وهو الثالث؛ أي: التضييق عليه في الرزق، يقال: أقتر الله رزقه؛ أي: ضيقه وقلله؛ والإنفاق من الإقتار يقتضي كمال الوثوق بالله تعالى، والتوكل عليه، والسعة على المسلمين .. وغير ذلك.
226 -
(3) وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: أنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لَمْ تَعْرِف)) (1).
(1) البخاري مع الفتح (1/ 55)[برقم (12)]، ومسلم (1/ 65)]. برقم (39)(ق).