الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- صحابي الحديث هو أبو هريرة وغيره رضي الله عنهم.
والحديث بتمامه؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)).
قال ولي الله الدهلوي رحمه الله في ((الحجة)): ((هو نص على أن التسمية ركن أو شرط، ويحتمل أن يكون المعنى لا يكمل الوضوء، لكن لا أرتضي بمثل هذا التأويل؛ فإنه من التأويل البعيد، الذي يعود بالمخالفة على اللفظ)). انتهى.
9 - الذِّكْرُ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنَ الوُضُوءِ
13 -
(1) ((أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ
…
)) (1).
- صحابي الحديث هو عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه.
قوله: ((أشهد)) أي: أقر بقلبي ناطقاً بلساني؛ لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب.
وأصلها - أي: الشهادة - من شهود الشيء؛ أي: حضوره ورؤيته؛ فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه، كأنه يشاهد الأمر بعينه.
(1) مسلم (1/ 209)[برقم (234)]. (ق).
قوله: ((لا إله إلا الله)) أي: لا معبود حقٌّ - أو بحق - إلا الله تعالى.
قوله: ((وحده)) توكيد للإثبات.
قوله: ((لا شريك له)) توكيد للنفي.
قوله: ((عبده)) وصفه بالعبد لأنه أعبد الناس، وأشدهم تحقيقاً لعبادة الله تعالى.
قوله: ((ورسوله)) وصفه بالرسول؛ لأنه حمل الرسالة العظيمة - وهي الإسلام - إلى الناس كافة.
وجاء في نهاية الحديث قوله صلى الله عليه وسلم، في جزاء من قال هذا الذكر:((إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)).
14 -
(2)((اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ، واجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ)) (1).
- صحابي الحديث هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قوله: ((التَّوَّابين)) جمع توَّاب، وهي صفة مبالغة، والتوبة هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعة الله تعالى.
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط: أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني: أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم ألا يعود
(1) الترمذي (1/ 78)[برقم (55)]، وانظر صحيح الترمذي (1/ 18). (ق).
إليها أبداً؛ فإن فُقِدَ أحدُ الثلاثة لم تصح التوبة.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حدَّ قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلَّهُ منها.
ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها، صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
واعلم أن التوبة لابد أن تكون في زمن تقبل فيه؛ فإن تاب في زمن لا تقبل فيه لم تنفعه التوبة.
والزمن الذي لا تقبل فيه التوبة هو حين الغرغرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) (1)؛ والغرغرة هي: وصول الروح الحلقوم، وحين طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:((من تاب قبل أن تطع الشمس من مغربها تاب الله تعالى عليه)) (2).
قوله: ((المتطهرين)) جمع متطهر؛ صفة مبالغة، والطهارة هي النظافة ورفع الحدث أو إزالة النجس.
ولما كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب، والوضوء طهارة الظاهر عن الأحداث المانعة عن التقرب إلى الله تعالى، ناسب الجمع بين هذا
(1) رواه الترمذي برقم (3537)، وابن ماجة برقم (4253)، وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (1903). (م).
(2)
رواه مسلم برقم (2703). (م).