الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا من علو شأنه، ومن رفع ذكره واسمه)) (1)].
قوله: ((ورحمة الله)) إحسانه ورأفته.
[قال المصحح: وهذا تأويل فاسد، والصواب أن الرحمة هنا: صفةٌ لله تعالى تليق بجلاله يرحم بها عباده، وينعم عليهم](2).
قوله: ((وبركاته)) أي: زيادته من كل خير.
قوله: ((السلام علينا)) استدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء.
قوله: ((وعلى عباد الله الصالحين)) الأشهر في تفسير الصالح؛ أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده، وتتفاوت درجاته.
قال الحكيم الترمذي رحمه الله: ((من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً، وإلا حُرِمَ هذا الفضل العظيم)).
23 - الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التَّشهُّدِ
53 -
(1) ((اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وعلَى آلِ مُحمَّدٍ، كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إبراهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ
(1) توضح الأحكام للبسام (2/ 97)(المصحح).
(2)
[انظر شرح العقيدة الواسطية مع شرحها لابن عثيمين (ص 205)، والعقيدة الواسطية مع شرحها لمحمد خليل الهراس (ص 106)، وتوضح الأحكام من بلوغ المرام، للبسام (2/ 97)](المصحح).
مَجيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهِيْمَ وعَلَى آلِ إبْراهيمَ، إنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ)) (1).
- صحابي الحديث هو كعب بن عُجرة رضي الله عنه.
54 -
(2)((اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى أزواجِهِ وذُرِّيتهِ، كمَا صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْراهيمَ، وبَارِكْ عَلى مُحمَّدٍ، وَعَلَى أزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كمَا بَاركْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ)) (2).
- صحابي الحديث هو أبو حميد الساعدي المنذر بن سعد بن المنذر رضي الله عنه.
قوله: ((اللهم صلِّ على محمد)) قال ابن الأثير رحمه الله في ((النهاية)): ((معناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته))، وقيل: المعنى لما أمر الله - تعالى - بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به.
(1) البخاري مع ((الفتح)) (6/ 408)[برقم (3370)]. (ق).
(2)
البخاري مع ((الفتح)) (6/ 407)[برقم (3369)]، ومسلم (1/ 306)[برقم (407)]، واللفظ له. (ق).
وقيل: صلاة الله - سبحانه - على محمد رسوله وعبده؛ هي ذكره في الملأ الأعلى.
قال الخطابي رحمه الله: ((الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء والتبرك تقال لغيره؛ ومنه الحديث: ((اللهم صلِّ على آل أبي أوفى)) (1) أي: ترحم وبرك)).
قوله: ((على آل محمد)) قال ابن الأثير رحمه الله في ((النهاية)): ((اختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم فالأكثر على أنهم أهل بيته، قال الشافعي: دل هذا الحديث - يعني حديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد (2)، أن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وعُوِّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب، [و] قيل: آله أصحابه ومن آمن به، وفي اللغة يقع على الجميع)).
[قال المصحح: والصواب: أن ((آله صلى الله عليه وسلم) إذا ذكرت وحدها أو مع أصحابه، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بُعث إلى يوم القيامة، أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: ((آله وأتباعه)) فالآل: هم المؤمنون من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم)) (3)].
(1) رواه البخاري برقم (1497)، ومسلم برقم (1078). (م).
(2)
رواه أبو داود برقم (1650)، والترمذي برقم (657). (م).
(3)
[انظر: شرح العقيدة الواسطة لابن عثيمين (ص 34)، وتوضيح الأحكام للبسام (2/ 105)](المصحح).
قوله: ((وعلى أزواجه وذريته)) أي: نسله؛ وهم هنا أولاد فاطمة رضي الله عنها، وكذا غيرها من البنات، ولكن بعضهن لم يعقب وبعضهن انقطع عقبه.
قوله: ((كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)) اشتهر الخلاف والتساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله: ((كما صليت))؛ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به، والواقع هنا عكسه؛ إذ أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وقضية كونه أفضل؛ أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل.
واستحسن كثير من العلماء قول من قال: ((إن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم، فإذا طُلب للنبي صلى الله عليه وسلم ولآله من الصلاة عليه مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء؛ حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم؛ فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء - وفيهم إبراهيم - لمحمد صلى الله عليه وسلم، فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره)).
قال العلامة ابن القيم رحمه الله معلقاً على هذا القول: ((وهذا أحسن ما قيل، وأحسن منه أن يقال: محمد صلى الله عليه وسلم هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (1)؛ قال ابن عباس: ((محمد من آل إبراهيم))، وهذا نص [فإنه]
(1) سورة آل عمران، الآية:33.
إذا دخل (1) غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله؛ فدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى؛ فيكون قولنا: ((كما صليت على آل إبراهيم)) متناولاً للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم، ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصاً؛ بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموماً وهو فيهم، ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له صلى الله عليه وسلم.
قال: ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم، فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعاً، ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله، وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره؛ فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به، وله أوفر نصيب منه؛ صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره، وانضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره، فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم، وعلى كلٍّ من آله - وفيهم النبيون - ما هو اللائق به، وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له، وهي من موجباته ومقتضياته)).
قوله: ((بارك)) من البركة؛ وهي الزيادة والثبوت والدوام؛ أي: أدم شرفه وكرامته وتعظيمه وزد له في ذلك.
(1)[انظر: جلاء الأفهام، لابن القيم (ص 290) (المصحح)].