الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطبة الثانية
إخوة الإيمان فئة من المجتمع يحسن التذكير بها بين الفينة والأخرى، ولجنة وطنية شكت لرعاية هذه الفئة من حقها أن نعرف بها ونذكر شيئًا من مناشطها.
هذه الفئة هم المساجين .. وهذه اللجنة هي اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم وقد سبق لي حديث عن هذه الفئة وعن هذه اللجنة (1)، وهي الآن تمر بعامها وأسبوعها الثالث .. ومن برامج اللجنة: تقديم المساعدات العينية والمالية لأسر السجناء إطلاق سراح عدد من الغارمين، وتسديد أجور مساكن أسر السجناء، وتوظيف أبناء السجناء والاهتمام بهم، وتوزيع أعداد كبيرة من المواد الغذائية لأسر السجناء، والفرش الشتوية كما تقوم اللجنة - وحسب ما ذكر من برامجها - بدعم البرامج التأهيلية والترفيهية داخل السجن بالتعاون مع إدارة السجون، وتنسق اللجنة مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية، كما تقيم ندوات علمية عن دور المجتمع تجاه السجناء، وتقيم ورش عمل بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية والتعليم .. إلى غير ذلك مما جاء في أهداف وبرامج ..
أما نشاطها هذا العام فهو مركز على (أطفال السجناء لا ذنب لهم) ولئن كان الأطفال والشباب محل رعاية ويستحقون الاهتمام في المجتمع بشكل عام، فإن للأطفال الذين غاب عنهم عائلوهم وفقدوا آباءهم لهذه النوعية من الأطفال اعتبارًا خاص .. وينبغي ألا يغيب عن اهتمام المؤسسات الاجتماعية والتربوية - وأن يكون هؤلاء الأطفال محل رعاية ونفقة أصحاب الأموال ومحل عناية
(1) بعنوان: رعاية السجين وأسرته.
ومتابعة التربويين والجيران ..
إن جنوح الطفل - لا قدر الله - لا تعود آثاره السيئة على أسرته فحسب، بل ويعم المجتمع شره وبلواه، ولذا ينبغي أن نلتفت لهذه النوعية من الأطفال .. وعلى إدارات السجون وإدارات التعليم أن تعنى بأطفال المساجين أكثر من غيرهم .. فهؤلاء لا ذنب لهم، وقدرهم أن سجن آباؤهم .. فلنكن معهم ولنساهم من اللجنة وإدارة السجون في الاهتمام بهم.
عباد الله على أن المسجونين - بشكل عام - لهم حق علينا في متابعة أمورهم، وتحسس احتياجاتهم واحتياج أسرهم، وقد يكونون محتاجين إلى شفاعة حسنة تنقلهم من وضع إلى وضع آخر، وقد يكونون محتاجين إلى زيارة تسري عنهم وتنفس شيئًا من كربهم، وربما كانت هذه الزيارة سببًا في الخير والعلاج لهم ..
إن ظروف الحياة قد تشغلنا عنهم .. وقد يمر الوقت بنا سريعًا دون أن نحس بطول الوقت عندهم، فمن هو داخل أسوار السجن يحس بطول الوقت إلا من وفقه الله فاستثمر وقته في القراءة النافعة وأنواع العبادة وأقل واجب للمساجين علينا أن ندعو لهم بالفرج العاجل وصلاح الحال، والثبات على الحق عجل الله فرج كل مهموم من المسلمين، وجعل ما أصابهم رفعة وتكفيرًا لذنوبهم، وردهم إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين وحفظهم في أنفسهم وأهليهم وذراريهم ..