الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطبة الثانية
إخوة الإسلام ثمة أمور شركية أو بدعية تقع في هذا الشهر صفر، منها ما كان من أمر الجاهلية القديمة، ومنها ما كان من أمر الجاهلية المعاصرة أما ما كان يمارسه أهل الجاهلية الأولى في شهر صفر، فهو التشاؤم بهذا الشهر، وكانوا يقولون أنه شهر مشئوم، فأبطل الإسلام ذلك وقال عليه الصلاة والسلام:«لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» (1).
قال العلماء: والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها، وكذلك التشاؤم بيوم من الإيمان كيوم الأربعاء، ومثله تشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة.
وكل ذلك من عوائد الجاهلية التي أبطلها الإسلام .. فالشهور والأيام ليست محلًا للتشاؤم والتطير .. وكل شيء بقدر الله، فهو وحده مانح الخير ودافع الضر ..
كما كان أهل الجاهلية يحلون المحرم، ويحرمون صفر مكانه وكل ذلك .. وينسئون ويتلاعبون بالأشهر الحرام ولذا قال تعالى:{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ .. } الآية.
أما بدع الجاهلية المعاصرة .. فمن أبرزها في هذا الشهر ما يسمى بعيد الحسنات، وهو من أعياد النصارى المحدثة في دينهم .. وهذا العيد أحدثه النصارى وليس في دينهم، وإنما قلدوا فيه عبدة الأوثان .. ولقد أنكر أئمة
(1) أخرجاه في الصحيحين.
النصارى أصل عيد الحب في وقتهم لما سببه من فساد لشعوبهم .. هذا وهم ضالون، وليس بعد الكفر ذنب ..
ولذا فإن الواجب على المسلمين إنكار مثل هذه الأعياد المحدثة، وعدم التشبه به أو تقليد أهل الضلال في انحرافاتهم .. لاسيما في زمن باتت هذه الأعياد تعرض في القنوات العالمية ويشاع فيها من الفجور والدجل ما قد ينخدع به البسطاء فعلى المسلمين أن يعتزوا بإسلام، ويستمسكوا بهدي بينهم، ولا يدعوا فرصًا للشيطان بدعوى .. مشاركة الآخرين في مناسباتهم .. أو بدعوى تقريب الأديان .. أو زمالة بني الإنسان أو نحو ذلك من علل تنقض عرى التوحيد .. وتؤدي إلى التشبه بالآخرين ومن تشبه بقوم فهو منهم، ومحبة الله ومحبة ما يحبه الله لا تجتمع مع محبة الكفر وأهله ..
فاحذروا معاشر المسلمين من هذه البدع المحدثة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ..